بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً، لا يسعنا إلا أن نترحم على أرواح شهداء غزة والضفة وكل فلسطين الكرام، نقول ذلك والألم يعتصر قلوبنا في ظل المأساة وحرب الإبادة التي يعيشها القطاع المنكوب من قبل جيش الاحتلال، وندعو الله أن يزيح هذه الغمة وتعود غزة كما كانت، عروس المتوسط.
نحن كهيئات عاملة مع شرائح المجتمع المختلفة، نعلم تمام المعرفة الوضع الاقتصادي الصعب والمُر الذي يعيشه اللاجئون من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولطالما شكّلت الاونروا دعامة أساسية لهؤلاء اللاجئين في حياتهم اليومية، من خلال توفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية وغيرها من التقديمات التي لا يمكن التخلي عنها.
لطالما كنا نحث الوكالة على تحسين خدماتها وتغطية بعض الفجوات التي تظهر في العمل الميداني، وقد ناضلنا كثيراً وشاركنا ونظمنا العديد من الحملات في سبيل تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين الحياتية. لكن كل هذه الحركات كانت تهدف دائماً لتعزيز دور الاونروا وتحسين سبل عيش الفلسطيني المُبعد عن أرضه قسراً.
اليوم، مع ما تعيشه الوكالة من حرب تصفية حقيقة لعملها وخدماتها، نرى أن التعبير عن موقفنا الداعم لبقاء الاونروا والحفاظ عليه، هو ضرورة وطنية تقتضيها ضمائرنا بالأساس ومسؤوليتنا الاجتماعية تجاه أبناء شعبنا.
أزمة إيقاف تمويل الاونروا هي بالأساس ضربة لملف اللاجئين الفلسطينيين بسبب اعتمادهم الكلي على ما تقدمه الوكالة، لذلك نشدد على ضرورة حماية الاونروا في هذه الظروف الصعبة من الابتزاز الغربي، ونناشد الحكومات والشعوب الحُرّة لدعم الاونروا وابعادها عن الأجندات السياسية.