ملف خاص:
قبل أن تتحول الخيام المنصوبة على تلك البقعة من الأرض إلى كتل من الطين أو الأسمنت تعلوها صفائح "الزينكو"، كان ساكنوها يأملون بالعودة القريبة إلى فلسطين، لكن الأمل لم يتحقق، إنما الخيام هي التي تحولت يوماً بعد يوم إلى مخيم أُقيم على أرض تابعة لبلدية برج الشمالي، وحمل اسم البلدة القريبة من مدينة صور الجنوبية، وأُضيف مخيم جديد إلى قائمة المخيمات.
لمخيم برج الشمالي أكثر من علامة فارقة؛ أولها وقوعه على تلة تشرف على مدينة صور؛ ثانيها مجاورته لمؤسسة جبل عامل*؛ ثالثها انتشار مرض التلاسيميا فيه؛ رابعها تسميته "مخيم الشهداء".
يقع المخيم على مسافة 3 كم شرق مدينة صور، ويبعد عن الحدود مع فلسطين نحو 24 كم، أنشأته الأونروا سنة 1955 بعد أن أُحضر اللاجئون من منطقتي عنجر البقاعية ومرجعيون الجنوبية.
تبلغ مساحة المخيم 13.600 م2، وقد استأجرت الأونروا أرضه البور المغطاة بالصخور ونبات البلاّن لمدة 99 عاماً، ويذكر الأهالي أنهم كانوا يضطرون في البداية إلى اقتلاع نبات البلاّن وإحراقه كي يتمكنوا من استخدام الخيم. يحد المخيم من الجهة الشرقية مزرعة شرناي ومنطقة بساتين زراعية، ومن الجنوب بلدة برج الشمالي، ومن الشمال منطقة بساتين، ومن الغرب تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين.[1] للمخيم مدخل واحد رئيسي، يقيم الجيش اللبناني حاجزاً عليه، وهو المدخل الوحيد المسموح للسيارات باستخدامه، أمّا المداخل الفرعية فقد أقفلها الجيش اللبناني بسواتر ترابية. ويوجد في المخيم شارعان رئيسيان فقط، وما تبقى عبارة عن أزقة ضيقة جداً.
ويصف د. أحمد عبد العزيز** بيوت المخيم في أواخر الستينيات فيقول إنها كانت "إمّا من الطين أو من الحجارة، والسقف كان من الزينكو، وجدران بعض البيوت كانت أيضاً من الصفائح، ولم يكن في أغلبها مرحاض. كما كان يوجد في كل حي حنفية ماء مشتركة فتحمل النساء تنكات الماء على رؤوسهن إلى المنازل. وخلف كل منزل 'حاكورة' فيها شجر ليمون وتوت وتين، وشتلات من الخضار كالبقدونس والبندورة والخيار والكوسى، وقد يكون فيها متسع لقن دجاج، وفرنية، وموقد نار لغلي الغسيل."
السكان:
بحسب إحصاءات الأونروا يبلغ عدد السكان المسجلين في المخيم 19.500 نسمة[2]، بينما ورد في التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الصادر عن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني لسنة 2017، أن عدد سكان المخيم المقيمين هو 8142 فلسطينياً، بالإضافة إلى النازحين من سورية (1444 نازحاً من أصل فلسطيني)، و76 لبنانياً، و522 سورياً، و34 غير ذلك.
ويعاني المخيم اكتظاظاً سكانياً لا يتناسب مع رقعته الجغرافية، وتشير مصادر الهيئات الأهلية إلى أن متوسط عدد أفراد الأسرة يختلف بين عائلة وأُخرى، وهو قد يصل إلى سبعة أفراد بين سكان العشائر التي يغلب عليها طابع البداوة ويطلق عليهم اسم الغوارنة نسبة إلى منطقة الحولة.
تنحدر أغلبية سكان المخيم من منطقة الجليل (سهل الحولة) في شمال فلسطين من قرى: الزوق، الناعمة، العبسية، لوبية، صفورية، شعب، شفا عمر، الكساير، ديشوم، الحسينية، حطين، دير القاسي، حواسة، سعسع، صلحا، الشجرة، عبلين، القيطية، معلول، السمبرية. وتشكلت أحياء المخيم، كما في المخيمات الأُخرى، لتضم الأهالي من القرى الفلسطينية نفسها، وهو أمر تفرضه عدة عوامل منها القربى والانتماء القروي، لهذا نجد في المخيم حارة اللوابنة، وحارة الصفافرة، وحارة المغاربة، ثم حارة الغوارنة.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن نحو 3 آلاف من سكان المخيم بات يحمل الجنسية اللبنانية بموجب قرار التجنيس في سنة 1994، وينحدر هؤلاء من القرى الحدودية بين لبنان وفلسطين.
وبسبب المعاناة اليومية، والأحداث التي عصفت بلبنان بصورة عامة، وبالمخيمات الفلسطينية بصورة خاصة، شهد المخيم أكثر من موجة نزوح، وفيما عاد الجزء الأكبر من السكان إليه، فضّل عدد آخر البقاء في مناطق أُخرى من لبنان، هذا بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الشبان والعائلات التي اختارت الهجرة، وتمكنت من الوصول إلى دول أوروبية كألمانيا والدانمارك والسويد والنرويج. وخلال الفترة 2002 -2004، هاجر نحو 450 شاباً، أي ما نسبته 3% من عدد المقيمين في المخيم حينها.[3]
***
الخدمات:
لا شك في أن سكان المخيم واجهوا خلال النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي وستينياته أوضاعاً مأساوية على الصعد كافة. فالخدمات التي كانت تقدمها الأونروا، كانت ضئيلة جداً نسبة إلى الكثافة السكانية، والتضييق على السكان كان على أشده لجهة الحركة والتنقل وحرية التعبير. لكن الأمور تغيرت بعد وصول قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان، فتطورت الأوضاع في المخيم، وتحسنت البنى التحتية بتعبيد الطرقات، وفي سنة 1970 تم تزويد المخيم بالكهرباء. لكن ذلك لم يمنع تحركات شعبية واسعة قام بها سكان المخيم ضد سياسة الإهمال التي كانت تمارسها الأونروا في سنة 1973.[4]
التعليم:
يقتصر التعليم في المخيم على مدارس الأونروا التي يبلغ عددها ثلاث؛ اثنتان في المخيم: مدرسة جباليا للبنات من الصف الرابع حتى التاسع، ومدرسة الصرفند من الأول حتى الثالث مختلطة؛ مدرسة فلسطين للصبيان من الرابع حتى التاسع، وتقع خارج حدود المخيم. اللافت هنا عدم وجود مدرسة ثانوية، ولهذا يضطر الطلاب إلى متابعة تعليمهم الثانوي في ثانوية الأقصى في مخيم الرشيدية.
وتشرف الجمعيات على أربع رياض للأطفال:
لكن المعاناة اليومية لم تمنع سكان المخيم من الاستفادة من مساحة واسعة تقع على طرف مخيمهم فحولوها إلى ملعب لكرة القدم، ويشرف على فريق المخيم أحد أعضاء اللجنة الشعبية. كما يحتضن المخيم نادياً ثقافياً واجتماعياً ورياضياً أطلق عليه اسم "مجمع الكرامة"، ويضم روضة أطفال ومكتبة وصالة كمال أجسام ومقهى إنترنت.[5]
وعلى الرغم من أوضاع المخيم الصعبة، فإن عدد النوادي الرياضية فيه لافت، ومنها: نادي النهضة، نادي الإخاء، نادي الحولة، نادي المحبة، نادي بيسان.
العمل:
يُعتبر برج الشمالي من أفقر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ يعمل ثلثا سكانه في الزراعة والبناء، بينما لم يتجاوز عدد الموظفين في قطاعات الأونروا 130 شخصاً في سنة 2013، يعمل معظمهم في التعليم والصحة والتنظيفات ويتوزعون على مدارس الأونروا وعياداتها.[6] وقد بلغت البطالة معدلات عالية جداً، فوصلت إلى نحو 60% [في سنة 2016]، ويعود ذلك في قسم منه إلى القوانين اللبنانية التي تمنع اللاجئين من العمل في المهن الرئيسية، من الطب وصولاً إلى الهندسة.[7] لكن كثيراً من العائلات يعتمد على تحويلات الأقارب في الخارج، بينما يحلم الشباب في الهجرة. ويبدو أن الحديث الأكثر مداولة يدور حول طرق الهجرة وتكلفتها، ويتشارك الناس في المخيم قصص أولئك الذين نجحوا في الوصول إلى أوروبا،[8] كأن هذا الحلم هو أقصى ما يطمح إليه شباب المخيم.
وبمبادرة فردية، ينتشر في المخيم عدد من المشاريع الصغيرة: دكاكين، أفران، مقاهٍ، مطاعم صغيرة، صالونات تزيين نسائي ورجالي، ومحال لتصليح السيارات وغيرها.
المياه:
عندما أُنشئ المخيم كانت عملية توزيع المياه تتم بواسطة صهاريج تنقل الماء من برك رأس العين التي تبعد نحو 4 كم، وفي ستينيات القرن الماضي بدأ تزويد المخيم بالمياه من خلال خزان البيطار في بلدة برج الشمالي.[9] كما حفرت الأونروا آباراً ارتوازية، وأقامت خزانات تعمل على تزويد المنازل بمياه الاستخدام المنزلي من خلال شبكة أنابيب ضمن ساعات محددة وبتوقيت محدد لكل حي.
وحالياً يعاني سكان المخيم جرّاء انعدام مياه الشفة، إذ إن المياه التي توزع غير صالحة للشرب أو الطهي، لذلك يضطر السكان إلى شراء المياه من المحلات أو عبر شركات تكرير المياه.
أمّا فيما يتعلق بالصرف الصحي، فقد أنشأت الأونروا في سنة 2008 شبكة لهذا الغرض، وهي تغطي كل المخيم، وتستخدم الشبكة أيضاً لتصريف مياه الأمطار.
الصحة:
في المخيم مركزان طبيان، الأول، عيادة تشرف عليها الأونروا؛ الثاني، مستشفى الجليل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني. وهذان المركزان بالكاد يلبيان المتطلبات العلاجية للمرضى، إذ يرفع الأهالي أصواتهم مطالبين بتحسين مستوى الخدمات الطبية.
أمّا الأمر البالغ الخطورة على الصعيد الصحي، فهو انتشار مرض التلاسيميا في المخيم، إذ تجاوز عدد المصابين في سنة 2013 الـ 180 فرداً، معظمهم من الأطفال. وقد ازداد الوضع سوءاً بعد قدوم النازحين الفلسطينيين من سورية وبينهم أكثر من عشرين مصاباً، ولا سيما في ضوء التقديمات الصحية غير الكافية التي تقدمها الجهات المعنية وعلى رأسها الأونروا، وترصد اللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وفاة مريض بالتلاسيميا سنوياً على الأقل.[10] وبسبب انتشار هذا المرض بكثرة، أطلق البعض على برج الشمالي اسم "مخيم التلاسيميا"، ويتذمر الأهالي من التكلفة الباهظة للعلاج، ومن عدم تكفل الجهات المعنية بعلاج هذه الحالات.
***
لا يمكنك الحديث عن برج الشمالي من دون ذكر بطولات سطرها أبناؤه خلال الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، وما تزال حاضرة في أذهان الأحياء منهم؛ فإذا سألت أحدهم، يُسارع إلى إخبارك عن المعركة الكبيرة التي خاضتها المجموعات المقاتلة والتي تمكنت من أسر أربعة من أفراد الجيش الإسرائيلي عند المدخل الجنوبي للمخيم؛ كان اثنان منهما قد أصيبا بجروح خلال المعركة.[11]
أمّا المجزرة التي ارتكبها الإسرائيليون بحق المدنيين، فيحدثك عنها البشر والحجر، إذ قامت الطائرات بقصف الملاجئ، حيث كان الناس يحتمون، بالقنابل الفوسفورية الحارقة، فدكتها على من فيها، مخلّفة الجميع بين شهيد وجريح، وقُدر عدد ضحايا هذه المجزرة بـ 150 شهيداً من نساء وأطفال وشيوخ، ونال ملجأ الحولة النصيب الأكبر من القصف، فتحول إلى مقبرة جماعية، ومن هنا أطلق على برج الشمالي اسم: مخيم الشهداء.[12] وفي تحية لأرواح هؤلاء الشهداء، وعلى الرغم من صغر مساحة المخيم، فقد أقام الأهالي نصبين تذكاريين يحمل أحدهما أسماء الشهداء الذين سقطوا خلال عملية القصف.
***
يمتاز المخيم بوجود أكثر من مغارة، ويعود ذلك إلى طبيعة الأرض الصخرية. وكثيراً ما استُخدمت تلك المُغر ملاجئ عندما كان المخيم يتعرض للقصف الإسرائيلي. أمّا شبان المخيم وأطفاله فكانوا يسارعون، عند اشتداد البرق والرعد، إلى قطف ثمار الفطر المتنوعة والتي تنبت عادة بين الصخور خلال فصل الشتاء.
وفي المخيم رائحة أُخرى، تختلف عن رائحة الدم والفقر والمرض، إنها رائحة كعك العيد، ويا لها من رائحة طيبة. ففي مواسم الأعياد تتهافت النسوة على إعداد الكعك وخبزه، فإمّا يُخبز في المنزل، وإمّا تذهب به النسوة إلى فرن المخيم، حيث تنتظر كل واحدة دورها، وهناك يتجاذبن أطراف الحديث.
وإذا أردت دخول المخيم من ناحية البساتين، كانت رائحة زهر الليمون المنعشة ترافقك على طول الطريق، وما أجملها من رائحة، كان ذلك قبل أن تقتصر مداخل المخيم على واحد فقط.
في فصل الصيف يبدو المخيم عالمياً؛ فهناك تلتقي المهاجرين إلى ألمانيا والسويد، والمتطوعين من كندا والولايات المتحدة، وممثلين للدول المانحة، والموظفين الدوليين في الوكالات المعنية. حتى أنك قد تلتقي بعازفي القِرَب يتدربون في الشوارع مع مدربهم الإيطالي. وفيما يرتدي الشبان الصغار قمصان تحمل صورة تشي غيفارا، يتابع ذووهم المسلسلات التركية. وهذا مظهر غريب، يذكرك، أنه على الرغم من التقييدات، فإن المخيم يظل مفتوحاً على العالم.[13]
وفي كل زاوية من زوايا المخيم تجد ما يذكرك بفلسطين، فأينما مشيت تطالعك على الجدران، شعارات سياسية، وصور شهداء، وصور قبة الصخرة والمسجد الأقصى، أمّا خريطة فلسطين فتجدها في كل مكان.
***
في حالة المخيم، يبدو تمييز "الموقت" من "الدائم" بالغ الصعوبة؛ فهل يكفي مثلاً، أن يظل سقف المنزل من الزينك، كي يكون موقتاَ، ويمنع التوطين؟ وفي هذه الحال ماذا عن السكان الذين حوّلوا "الزينكو" إلى سقف حجري؟ وماذا عن أولئك الذين اختاروا السكن خارج المخيم؟ هل تحوّلت منازلهم إلى دائمة، فانتفت عنها صفة الموقتة، ولم يعد سكانها يحملون صفة "اللاجئ"؟؟!!
ترى روز ماري صايغ[14] أن بيت المخيم ليس وطناً، بل هو مأوى. وعلى الرغم من أن بناء هذا المأوى الموقت استنزف كثيراً من عمل اللاجئ ومدخراته، فإنه لم [ولن] يكون بديلاً لبيته الفلسطيني.
البيت هنا، في المخيم، هو ضرورة اجتماعية وحضارية وإنسانية، ولا يمحي بأي شكل حزن الفلسطيني على خسارة منزله الأصلي، وتوقه إلى العودة. إن هذا المأوى الموقت، سواء أكان خيمة، أم كوخاً أم بناء أسمنتياً أم غيره لا يشكل إلاّ المساحة المتاحة بين أمنية العودة وواقع اللجوء في لبنان.[15]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مؤسسة تربوية مهنية مجانية أنشأها الإمام موسى الصدر سنة 1962.
[1] هيلانة عبد الله، "مخيم برج الشمالي: حيث يشيخ الألم"، سلسلة المخيمات الفلسطينية في لبنان (3) (بيروت: المنظمة الفلسطينية لحق العودة "ثابت"، الطبعة الأولى، 2008)، ص 20.
** أحمد عبد العزيز، أحد أبناء المخيم، وهو طبيب جرّاح، يعمل حالياَ في دولة الإمارات العربية المتحدة.
[3] رائف أحمد عقلة، "مخيم برج الشمالي: من ألم اللجوء إلى أمل العودة" (بيروت: مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، 2007)، ص 156.
[4] هيلانة عبد الله، مصدر سبق ذكره، ص 31.
[5] "مخيم برج الشمالي ... أمل والم"، على موقع الجزيرة نت:
https://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/936408f5-18b9-4ad5-9e5b-c39...
[6] حسين سعد، "أكثر من 180 مريض ‹تلاسيميا› في مخيم برج الشمالي للاجئين"، جريدة "النداء" 15 تموز/ يوليو 2013، على الموقع الإلكتروني: http://www.lcparty.org/index.php?option=com_content&id=2648:-216
[7] Claudia Martinez Mansell, “Camp Code: How to navigate a refugee settlement.”
https://placesjournal.org/article/camp-code/?cn-reloaded=1 (April 2016).
[8] Ibid.
[9] هيلانة عبد الله، مصدر سبق ذكره، ص 25.
[10] حسين سعد، مصدر سبق ذكره.
[11] جابر سليمان، "15 عاماً على حزيران/ يونيو 1982: شهادات عن معركة برج الشمالي،" "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 32 (خريف 1997)، ص 67-97.
[12] انظر: جابر سليمان، مصدر سبق ذكره؛ رائف أحمد عقلة، "مخيم برج الشمالي، من ألم اللجوء إلى أمل العودة" (بيروت: باحث للدراسات، 2007)، ص 47.
[13] Claudia Martinez Mansell, op.cit.
[14] Rosemary Sayigh, “A House is not a Home: Permanent Impermanence of Habitat for Palestinian Expellers in Lebanon,” Holy Land Studies, a multidisciplinary Journal, vol. 4, no. 1(May 2005, pp. 17-40.
[15] Ibid.