recent
أخبار الساخنة

الش..ـ..هيد حنا مقبل.. مشعل وضاء من أجل حرية الكلمة وأمانة الموقف

الصفحة الرئيسية


عبد معروف

استطاعت عصابات القتل وكاتم الصوت اغتيال حنا مقبل الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، وأحد مؤسسي الاتحاد العام للصحفيين الفلسطينيين يوم 3 أيار 1984، في جزيرة قبرص، ونقل جثمانه ليدفن في عمان.

كان الشهيد حنا مقبل"أبو ثائر" مناضلا عربيا، نذر حياته من أجل القضية الفلسطينية، وانخرط في صفوف الثورة الفلسطينية منذ الأيام الأولى للانطلاقة، ولأنه كذلك أصرت عصابات القتل وكاتم الصوت على ملاحقته واغتياله.

نستذكر الشهداء وخاصة الاعلاميين منهم حتى نستعيد صفحات نضالهم الوطني والمهني، ولكي نتعلم من تجاربهم وصلابتهم في التمسك بالمبادئ والدفاع عن قضايا الوطن والشعب.

ولد الشهيد حنا مقبل يوم 14 تشرين الثاني 1941 في قرية الطيبة قضاء القدس، وعمل صحفيا في جريدة فلسطين بالقدس وفي جريدة الدستور في العاصمة الأردنية عمان قبل حرب حزيران 1967 وأيضا في جريدة الهدف الكويتية.

وعمل الشهيد حنا مقبل "أبو ثائر" رئيسا لتحرير جريدة "فتح" التي كانت تصدرها حركة "فتح" بعمان وبيروت حتى العام 1973، وشغل منصب مدير تحرير مجلة فلسطين الثورة في بيروت عام 1973. وواصل دوره النضالي في إعلام فتح حتى العام 1974، وأسهم في تأسيس الاعلام الفلسطيني الموحد عام 1973 إلى جانب الشهيد كمال ناصر

الشهيد حنا مقبل أحد مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عام 1972 إلى جانب الأمين العام للإتحاد ناجي علوش ومعين بسيسو ، وإحسان عباس، وهاني مندس ، غسان كنفاني ومحمود درويش، وبسام أبو شريف، عبد القادر ياسين، الدكتور أنيس صايغ، وغيرهم، وتولى حنا أمانة سر الأمانة العامة للاتحاد حتى العام 1980، وهو من أطلق شعار"بالدم نكتب لفلسطين"، وشارك في إصدار مجلة الكاتب الفلسطيني.انتخب عام 1979 أمينا عاما لإتحاد الصحفيين العرب وجدد انتخابه عام 1983 لأربع سنوات أخرى، وكان عضوا في اللجنة الدولية لحماية الصحفيين المنبثقة عن منظمة الصحفيين العالمية.

ويعتبر أبو ثائر من أبرز رجال الفكر والإعلام في الثورة الفلسطينية، وكان نموذجا للمناضل الوطني الملتزم بقضيته وتطلعات شعبه، كان يأخذ من الثقافة سلاحا مقاتلا، فاستكمل مسيرته النضالية والاعلامية كمدير وكالة القدس برس للخدمات الصحفية في شارع فردان (بيروت) ووكالة الشرق برس في نيقوسيا، متزوج وله ولد وبنت.

كان حنا مقبل إعلاميا حرا ومناضلا صلبا متمسكا بثوابت قضيته الوطنية، رافضا مشاريع التسوية والتصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، حمل البندقية كما حمل القلم، دفاعا عن وطنه وشعبه، إضافة لذلك يعد الشهيد حنا مقبل من رموز الثقافة المقاومة والشباب المناضل وقائداً يتقدم الصفوف ليسجل صوت فلسطين لتعلو القضية الوطنية في آفاق رحبة من أجل إسماع الصوت الفلسطيني للعالم كله، كان هاجسه الأهم هو الوحدة الوطنية الفلسطينية،

اغتيل حنا مقبل برصاص عصابات مسلحة لم تشارك يوما في ميادين القتال ضد العدو، بل أتقنت طوال سنوات وجودها فن القتل والاغتيال واستعمال كاتم الصوت، وفجعت الصحافة العربية وفجع الأشراف والوطنيون وفجع كل صاحب قلم حر باغتيال حنا مقبل وكتبت النخب الفكرية والاعلامية والوطنية بعد استشهاده "المجد للشهيد أبو ثائر و العار للقتلة الذين لا يتقنون إلا فن القتل والاغتيال".
google-playkhamsatmostaqltradent