recent
أخبار الساخنة

*بيان صادر عن الاعلام المركزي لحركة فتح _ الساحة اللبنانية**بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني*






في 29/11/2017 من كل عام تحتفل الامم المتحدة باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، لأنه يصادف اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم العام 1947. وكما هو معروف فإنه في مثل هذا اليوم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 أي (قرار التقسيم)، والذي نص على أن تقام في فلسطين العربية "دولة يهودية" و "دولة عربية "، أما بالنسبة للقدس فتخضع لنظام دولي خاص، ولكن للأسف لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه بإقامة دولتين، وانما ظهرت الى الوجود فقط الدولة اليهودية التي سموها (اسرائيل) بينما تتم عملية تجاهل إقامة الدولة الفلسطينية التي تم الاتفاق دولياً على إقامتها.
*إن عملية تجاهل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم كانت طعنة قاتلة للشعب الفلسطيني العريق، وسرقة أرضه التاريخية، ومنحها ظلماً وعدواناً للصهاينة الغرباء عن الوطن العربي وهم جزء لا يتجزأ من الاستعمار.*
*مقابل هذه المؤامرة المفضوحة من قبل الاستعمار والصهيونية لتشتيت الشعب الفلسطيني وسرقة ارضه، بادرت الامم المتحدة إلى تشجيع وتأييد الحكومات، والمجتمعات المدنية للإحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفسطيني المضطهد، والذي سُرقت حقوقه غير القابلة للتصرف.*
وقد دعت الامم المتحدة صاحبة القرار إلى مزيد من الانشطة دفاعاً عن الحق الفلسطيني ومنها:
عرض افلام تتعلق بالقضية الفلسطينية، وإقامة معرض فلسطيني تنظمه بعتة فلسطين لدى الامم المتحدة.
*وإن إحياء اليوم الدولي للتضامن مع شعبنا هوعمل وطني ذو أبعاد عربية واسلامية ودولية لأنه يلخِّص مستقبل الشعب الفلسطيني، ويكشف عن حجم الجرائم المتراكمة والمجازر التي لم تتوقف بحق أهلنا في كل المخيمات، والتي طالت أيضاً أبناء شعبنا اللبناني.*
اضف إلى ما تقدم أنَّ هذا القرار الإجرامي مزَّق وحدة شعبنا الفلسطيني الجغرافية والحياتية، فأصبحنا مجموعات من اللاجئين يفتقدون إلى وحدة الوطن كباقي شعوب الأرض.
يا جماهير أمتنا العربية والاسلامية، ويا كلَّ أصدقاء شعبنا في العالم، إننا نطالب العالم بأسره والهيئات الدولية، والامم المتحدة أن نتذكر بأن هناك ثمانية ملايين فلسطيني ما زالوا ممزقين جغرافياً، ولم يحصلوا على حقوقهم المشروعة التي حددتها الجمعية العامة وهي القائمة على ثلاثة مرتكزات وهي، الحق في تقرير المصير، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي أُبعدوا عنها بالقوة والارهاب.
*والامر المؤلم الذي يشكل فضيحة سياسية دولية أن الكيان الصهويني لم يتوقف عن التقسيم، وانما اغتصب ما تبقى من أرض فلسطين، فبعد حرب 1948 إستولى الكيان الصهيوني على 77%من أراضي فلسطين وخاصة من القدس، وفي العام 1967 تمَّ إحتلال قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما تم أحتلال سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية ، وهذا ما أسفر عن تهجير أكثر من نصف مليون فلسطيني مجدداً.*
إن كافة المفاوضات التي تمت بين الاطراف العربية والكيان الصهويني من مدريد وجنيف وأسلو، إلى كامب ديفيد كلها أبرزت حقيقةً واحدة هي ان الكيان الصهوني لا يريد سلاماً حقيقياً ، وانما هو يريد من الحديث عن المفاوضات كسب المزيد من الوقت حتى يهوَد المزيد من الاراضي في الضفة الغربية، وبناء المستوطنات عليها، وفرض الأمر الواقع الذي يقطع الطريق على حل الدولتين، ويجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب (إسرائيل) أي الكيان الصهيوني.
*والذي يثبِّت عدم مصداقية الاحتلال وشركائه في موضوع السلام هو العدوان الوحشي المتواصل على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وتدمير المساكن والبنى التحتية، وإسقاط الآلاف من الشهداء والجرحى دون رحمة، وانما هي حرب إبادة بشرية ، وهذه المعطيات تؤكد أن العدو الصهيوني ليس بوارد أي حل سياسي يمنح الفلسطينيين حقهم المنصوص عليه دولياً وقانونياً .*
*ولكن بالنسبة لشعبنا الفلسطيني فإنه متمسك بحل قضية اللاجئيين على اساس أن حقَّ العودة هو الأساس لأي تسوية سياسية للصراع العربي الصهيوني. ولا شك أن إحياء يوم التضامن الدولي مع شعبنا يؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى رغم الصعاب والمجازر عصية على الاستعمار والاحتلال، لأنها قضية شعب له جذوره التاريخية والوطنية، وحقوق شعبنا الفلسطيني ستتوارثها الاجيال، وإن حقوق شعبنا بالعودة وبناء دولته المستقلة على أرض وطنه لن تسقط مها طال الزمان ومهما طالت المعاناة.*

ونحن نتحدث عن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في 29/11/1947 وحتى نستكمل الحلقات المهمة السابقة التي تلت هذه الذكرى جاء وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني للمليونير اليهودي روتشيلد في 2 تشرين الثاني 1917 بمنح اليهود دولة في فلسطين، وهي الحلقة الثانية من المشروع الصهيوني بعد المؤتمر الاول في بازل في سويسرا يوم 29 من شهر أب 1897 والذي تم التأكيد فيه على أن هدف الحركة الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ويجب أن نُذَكِّر بأَن بريطانيا في خضم الحرب العالمية الأولى كانت بحاجة للدعم اليهودي المالي والخبرات العملية العسكرية الحربية، بالاضافة إلى التخلص من اليهود في أوروبا الذين كانوا غير مقبولين في الوقت نفسه. 
*وهذا الأمر الذي استغربه البعض تَحقَّقَ فيما بعد عملياً. وكانت الخطوة الجوهرية التي ارتكزت عليها هذه المحطة السياسية، هي أن وعد بلفور لم يُقِرْ أن فلسطين هي الوطن القومي لليهود، وإنما كان النص بالتحديد عندما قال (بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وهذا يعني أن فلسطين يمكن أن تستوعب أوطاناً لشعوب أخرى، وهذا ما تأكد بعد خمسين عاماً على المؤتمر الصهيوني الاول ، واربعين عاماً على وعد بلفور)، حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 تقسيم فلسطين إلى دولتين، وتقوم (أسرائيل) على مساحة 55% ، والبقية تقام عليها دولة عربية للسكان الأصليين.*
*والملاحظة الثانية: هي أن الوعدَ تنكَّر لوجود الشعب الفلسطيني الأصلي لانه تحدث عن وجود أقليات لها حقوق مدنية ودينية، ولكنَّ موافقة بريطانيا والامم المتحدة على قرار التقسيم يعني أن في فلسطين شعباً آخر غير اليهود لهم حقوق سياسية إضافة للدينية والمدنية. وبهذا يكون نص وعد بلفور مُلزماً لأسرائيل بحماية الحقوق التي تخصُّ الفلسطينيين داخل دولة (إسرائيل) التي أقرها قرار التقسيم. بينما حقوق الشعب الفلسطيني ببقية الاراضي الفلسطينية فتخضع لقرارات الشرعية الدولية التي تتحدث بوضوح عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره السياسي وحقه بدولة مستقلة. وهذا ما اكده الكاتب المعروف إبراهيم إبراش في وكالة معا.*
*والملاحظة الثالثة: تتلخَّص بأنه لو لم يكن وعد بلفور الذي فرضته بريطانيا على عصبة الامم المتحدة وجعلته جزءاً من صك الانتداب البريطاني على فلسطين وتواصل الدعم الغربي الاميركي والبريطاني للمشروع الصهيوني فإن هذا الكيان الصهيوني ما كان ليكون ويستمر بهذه القوة.*
*والملاحظة الرابعة: فإنه بالرغم من احتلال فلسطين كاملة من طرف الصهاينة إلا من اعتبرهم بلفور أقلية هم (الفلسطينيون السكان الاصليون) والذين يمثلون اليوم اكثر من نصف سكان فلسطين المتواجدين على أرض فلسطين حسب الاحصاءات الاسرائيلية نفسها.*
*ياجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات*
*في هذا اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فإن الواجب الوطني المقدس يدعونا جميعاً في حركة فتح اولاً وفي كافة الفصائل الفلسطينية، ان نجسِّد الوحدة الوطنية الفلسطينية فعلياً وميدانياً على أرض واقع الصراع ضد الاحتلال الصهيوني لأرضنا المباركة. وأن يتصدى لكل المحاولات التآمرية على قضيتنا والرامية الى تدمير حقوقنا وتصفيتها، وزرع الفتنة في صفنا الفلسطيني. نحن جميعاً في الداخل والخارج معنيون أن نكون على أُهبة الاستعداد لرفع مستوى الاداء السياسي، وتصليب الاداء النضالي والجهادي، والكفاحي الميداني، خاصة في الداخل، والشعوب المكافحة عندما تتسلح بحقوقها وبرامجها النضالية، والتحررية، ومواجهة الاحتلال بإيمان مطلق بتحقيق الأمانة، التي وضعها الشهداء والأسرى والأسيرات في أعناقنا حتى النصر والتحرير.*
*وانها لثورة حتى النصر، واستعادة الارض والمقدسات وكرامة قوافل الشهداء.*
*وانها لثورة حتى النصر*
*الاعلام المركزي لحركة فتح- الساحة اللبنانية* 
29/11/2022
google-playkhamsatmostaqltradent