فردوزان فتاة حباها الله بالجمال الفتان
والحصافة واللطافة
والجرأة والشجاعة
ولكنها لا تطيق ظلما
ولا هضما. ودخلت الكتاب وعرفت القراءة والكتابة والحساب.
ذات يوم اعتلت تينة
في احد كرومهم لتقطف منها ولكنها
تفاجأت بافعى تقصد
عشا عليها فسقطت
ارضا ولاحظت ان"مشحة" دماء طبعت على سروالها
فأسرعت الى والدتها
واخبرتها بما حدث لها
فلم تعلق الوالدة ومرت الحادثة كان
شيئا لم يكن.
كبرت البنية حتى بلغت السادسة عشرة
من عمرها فتفدم اليها
استاذ يعمل في مدرسة في المدينة
خاطبا وهو من عائلة
كريمة فتم الزواج
باحتفال مهيب. ولكن
ليلة الدخلة وجد ان
البنية ليست عذراء.
فقرر ان يردها الى
اهلها الذين لم يخبروه
بذلك.ولكن فردوزان
توسلت اليه وقصت عليه قصتها يوم التينة والافعى والسقوط والدموع
تتساقط من عينيها
فقال لها محوقلا
مسترجعا ساصبر
عليك شهرا كاملا ثم اطلقك وانا لن اخبر
احدا بقصتك حتى
اهلي وخلاني وتدعي
انت اننا لم نتفق يوما
خلال الشهر.
حدث الطلاق وعرفت
الام السبب ولم تخبر
العائلة به فظل طي الكتمان.
لم تمض مدة طويلة
حتى اتاها خاطب من
عائلة تملك العقارات
ولكنها تعيش في حوش كبير خمسة
شبان والام والاب.
الحياة مشتركة على
طعام واحد والمبيت
في غرف منفصلة.
مضت ثلاثة اشهر ولكن فردوزان لم
تتفق مع حماتها وسلفاتها،لان حماتها
متسلطة وفردوزان
صغيرة لا تعرف الحموات ولا السلفات
لان "عشرة السلف متل قرط الزلف"
فطلقت مرة ثانية.
اتاها خاطب ثالث ولكنه فقير يعيش على السدة مع اهله
في بيت متواضع، وهو عصبي المزاج
شحيح اليد يثور لاتفه
الاسباب فالحياة معه
جحيم مقيم. فلم
تستطع البنية تكملة
العمر معه. فقررت
الطلاق مسامحة
بحقوقها لتتخلص من
ذلك المأزق العويص
فالموت اهون من
العيش بالذل والهوان.
عادت فردوزان الى
اهلها تجر اذيال الخيبة وتندب حظها
العاثر وتتعرض للكلام
المسموم من المحيطين بها.
لم تمض مدة طويلة
حتى خطبها الارمل
الاربعيني الثري الذي
توفيت زوجته اثناء
الولادة الثالثة.
تقبلت فردوزان الموضوع وقالت بنفسها اصبر على جور الزوج وتربية
اولاده ولا ملامة الاهل والمعارف والجيران الذين يسلقوني دوما بالسنة
حداد على تصرفاتي
التي يعتبرونها رعناء
اعتبرت فردوزان ان
اولاد الزوج اولادها
وبدأت الحياة معهم
بالتفاني والاخلاص
والحب المتبادل .
فأخلص لها الزوج واغدق عليها حتى
غمرتها السعادة والحبور خاصة وانها
حملت واخذت تنجب
الصبي تلو الآخر فتعلق بها الرجل وصار يطلب لها النجدة من اخواته
وقريباته ليساعدوها
في عمل البيت وتربية
الاولاد حتى راقت لها
الحياة فنسيت ما مر
عليها من آهات ومرارة حياة. فسبحان مغير الاحوال ومفرج الكروب وساتر العيوب
ومغدق الارزاق والسعادة والهناء على
من يشاء.