recent
أخبار الساخنة

ممثل الجها-د الاسلا-مي في لبنان سبب الخلاف الرئيسي بين الفصائل الفلسطينية هو الانقسام حول مشروعين حاوره عبد معروف

الصفحة الرئيسية


                                                                   
تستغرب الأوساط الشعبية الفلسطينية في لبنان، بشكل خاص عدم توصل الفصائل السياسية إلى المصالحة والوفاق وصولا إلى وحدة الموقف في مواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية مع تصاعد العدوان الاسرائيلي من جهة، والأوضاع الانسانية المتردية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان. 
و اللاجئون الفلسطينيون كغيرهم من قطاعات الشعب الفلسطيني، يعربون عن أسفهم لعدم توصل الفصائل إلى المصالحة وإنهاء الانقسام، فالتحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية برأيهم يجب أن تشكل دافعا للفصائل لوضع خلافاتهم جانبا، والعمل لمواجهة الأوضاع الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. 
"القدس العربي" حملت كل هذه الهواجس والتساؤلات وتوجهت بها إلى إحسان عطايا، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان وأجرت معه هذا الحوار: 
+ما هو السبب وراء تراجع الفصائل الفلسطينية اليوم في الاندفاع نحو المصالحة؟  
= الوحدة الفلسطينية مطلوبة ومهمة جدًّا، ولكن سبب الخلاف الرئيس هو الانقسام حول مشروعين؛ هناك من اختار مشروع الذهاب للتفاوض مع العدو، وهناك من يصرّ على مشروع محاربة العدو. ففريق يتبنى ويؤمن بالتفاوض وإمكانية التعايش مع العدو، وفريق آخر يؤمن بخيار المقاومة، وبأن تحرير فلسطين لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المقاومة بكافة أشكالها.  
هذا الانقسام يُعتبر أمرًا واقعًا، ولكن استخدامه لتفتيت الساحة الفلسطينية وتمزيقها، من أجل إضعاف المقاومة الفلسطينية، يخدم العدو الصهيوني، ويصب في حسابه ومصلحته. لهذا قلت في حديثي السابق إن الرئيس "بايدن" خبيث جدًّا، أقلقته وأرعبته وحدة الشعب الفلسطيني التي تجلت بأبهى صورها في معركة سيف القدس، وهددت وجود هذا الكيان الزائل. لذلك أجرى "بايدن" اتصالاً هاتفيًّا خلال المعركة بالرئيس الفلسطيني، وحدثه عن إعادة البحث في موضوع حل الدولتين، وكأنه يريد إعادة إحياء (أوسلو)، وذلك بهدف تظهير الخلاف الفلسطيني.  
لقد أدركت المقاومة الفلسطينية خطورة الانقسام الفلسطيني الفلسطينيي، وهو حاليًّا يقتصر على المواقف السياسية، والتزام كل فريق بالدفاع عن مواقفه ووجهة نظره. وليس مطلوبًا من الفصائل الفلسطينية أن تهتم بأي أمر من شأنه أن يشغلها عن محاربة العدو الصهيوني ومواجهته.  
+ لماذا نجحت المصالحة في لبنان برعاية الرئيس نبيه بري وفشلت على مستوى القيادات المركزية؟  
هناك تواصل ولقاءات بين الفصائل الفلسطينية في لبنان، حول مجمل القضايا التي تتعلق باللاجئين في المخيمات والتجمات الفلسطينية، بعيدًا عن الشأن السياسي المختلف حوله. في لبنان تم التفاهم حول عمل مشترك، وتم تأسيس هيئة العمل الفلسطيني المشترك، برعاية الرئيس نبيه بري، وذلك لمتابعة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والأمنية، والسعي لمعالجة المشاكل التي تواجه أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان.  
هيئة العمل الفلسطيني جمعت قوى التحالف وفصائل المنظمة والقوى الأخرى، كل هذه المكونات والأطر تشكل من جهة ضمانة لحفظ أمن المخيمات والجوار، حتى لا تُجرّ المخيمات إلى الاستخدام في التجاذبات اللبنانية الداخلية. ومن جهة أخرى تعمل على النواحي المطلبية والإنسانية للشعب الفلسطيني على كافة المستويات؛ الصحية، والتعليمية، والاجتماعية، والإنسانية. رغم ذلك يبقى هناك تقصير كبير في هذه النواحي، وأحد الأسباب التباين بين مكونات هذه الهيئة، وعدم انعقاد جلساتها بشكل دوري. كما أنه غالبًا ما تقوم الفصائل التي تقدم المساعدات العينية للمحتاجين من أبناء شعبنا بالاستفراد في تقديمها، بعيدًا عن إشراك الهيئة بهذه المهمة.  
وعلى الرغم من ذلك، فإن الجهود المشكورة للرئيس نبيه بري ورئيس وأعضاء المكتب السياسي لحركة أمل، تمثل ضمانة لاستمرار عمل هذه الهيئة، على الرغم من التناقضات السياسية بين فصائلها.  
+ كيف تقييم وضع اللاجئين الفلسطينيين الإنساني والاجتماعي؟  
= وصول وضع اللاجئين الفلسطينيين إلى هذا المستوى المزري، يُعتبر استهدافًا مدروسًا ضد الشعب الفلسطيني، للضغط عليه بغية تهجيره، وصولاً إلى تذويبه وشطب قضيته وحقوقه. فبعد احتلال فلسطين تم إنشاء "وكالة الأونروا" من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وفعلاً تم توظيف العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في الوكالة، وتوزيع الإعاشات لعدد كبير من اللاجئين. ولكن الهدف الأساس للدول المهيمنة على الأمم المتحدة في ذلك الوقت كان تقسيم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين، بالطبع تم رفض هذا المشروع وتمت مواجهته. غير أن الطموح الأمريكي – الصهيوني حينها كان كبيرًا جدًا، وهو توسيع رقعة الاحتلال من النيل إلى الفرات.  
استُخدمت وكالة "الأونروا" من قبل الإدارة الأمركية المهيمن الأكبر على قراراتها، كجزءٍ من المؤامرة على الشعب الفلسطيني. لقد قامت "وكالة الأونروا" بتأمين وظائف للبعض من أبناء شعبنا، وكذلك قدمت مساعدات إغاثية، إلا أن هذه الخدمات والمساعدات بدأت تتقلص إلى أن توقف معظمها تدريجيًّا، وصولاً إلى محاولة إنهاء وجودها. وذلك للضغط على الشعب الفلسطيني، من أجل تهجيره مجددًا واندماجه في مجتمعات أخرى، والعمل على تذويب اللاجئين الفلسطينيين.  
الشعب الفلسطيني تعرض لاستهداف استخباراتي، من أجل تشتيت الأجيال الناشئة من أبناء شعبنا، والعمل على إدخالهم في عالم المخدرات والسلاح، ونشر الفساد والجريمة، بالإضافة إلى التضيق الاقتصادي، لدفعهم إلى البحث عن العمل بدلاً من التعلّم، ما يؤدي إلى تجهيل هذه الأجيال وزيادة نسبة الأمية.  
وهناك أجهزة عالمية معادية لشعبنا ولقضيتنا تعمل على إنهاء القضية الفلسطينة، وشطب حقوق الشعب الفلسطيني. وجزء من هذه المشكلة تتحمله الفصائل الفلسطينية جميعها، وجزء آخر تتحمله النخبة من المثقفين والمفكرين، وجزء يتحمله التربويين والمدراء والمدرسون... من دون إعفاء أحد من مسؤوليته أيًّا كانت... مع العلم أن نسبة كبيرة من الأدمغة والعقول المبدعة من الفلسطينيين الذي غادروا المخيمات إلى بلاد الاغتراب، لم يقطعوا الصلة بأهلهم وأقاربهم، بل هم من يقدمون الدعم المادي والمساعدات في هذا الوقت العصيب، لذويهم وأبناء شعبهم في المخيمات... والهدف من تهجير الفلسطينيين المخطط له هو من أجل دفعهم للتخلي عن حقوقهم، وكذلك لإضعاف المقاومة، لأن الشعب الفلسطيني هو ركيزة أساسية من ركائز المقاومة، بل هو الخزان البشري للمقاومة.  
فلسطين تُعتبر قلب العالم، بموقعها الجغرافي المتميز جدًّا، إضافة إلى الأطماع الصهيونية في المياه، ومشروع التوسع الجغرافي الذي أفشلته المقاومة الفلسطينية والجبهات العربية الداعمة لها في أكثر من مكان... فالمقاومة هي التي أخرجت العدو وأوقفت تمدده في لبنان، وفي غزة لم يتحمل العدو عمليات المقاومة وضرباتها فخرج منها أيضًا... بينما في سيناء استكمل العدو انسحابه بناء على اتفاق (كامب ديفيد) الذي أدى إلى زيادة الانقسام بين الدول العربية وتمزيق صفوفها لمصلحة العدو...  
وكما يُلاحظ أن مشروع الاحتلال الصهيوني الجغرافي بدأ يتقلص تدريجيًّا، حتى وصل الأمر إلى بناء جُدر لحماية كيانه. ولكنه راح يتمدد إلى أنواع أخرى من الاحتلال، كالاحتلال السياسي والسيادي، على سبيل المثال، من خلال اتفاقيات بعض الدول مع العدو الصهيوني. فالمقاومة حين كبدت العدو خسائر في جنوده، وجعلته يدفع كلفة عالية جدًّا، حملته على أن ينكفئ عن الاحتلال الجغرافي، ويعمل على بناء جدران تحيط بكيانه ويحتمي بها. وقام بالاستعاضة عن مشروع التمدد الجغرافي بمشروع التطبيع واتفاقيات "السلام"، بل وأكثر من ذلك عقد اتفاقيات أمنية وثقافية واقتصادية وتربوية... وصولاً إلى محاولة التطبيع الشعبي، كما حصل في دولة الإمارات.  
منذ احتلال فلسطين، ومنذ إنشاء "وكالة الأونروا"، والعدو يعمل على طرد الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، ومحاولة تذويبهم في بقاع شتى من العالم، سواء في أماكن لجوئهم، أم في دول أخرى. ظنًّا منه أنه بتحقيق مشروع تذويب الفلسطينيين يجسد مقولة أن "الكبار يموتون، والصغار ينسون"، ولكن حتى هذه المقولة فشلت، بما أن الصغار من الأجيال الفلسطينية الصاعدة متمسكون ومتشبثون بأرضهم، وبحق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.  
+ كيف ستؤثر نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية على علاقتكم مع أحزاب السلطة في لبنان؟  
= الانتخابات اللبنانية شأن لبناني داخلي، ومنذ فترة طويلة نحن الفلسطينيين لا نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، فقضيتنا لها بعد وطني متعلق بتحرير فلسطين، ونحن بحاجة إلى أفضل العلاقات مع كل القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية، ومع الشعب اللبناني الشقيق وكل القوى في المنطقة، من أجل دعم قضيتنا ومساندتنا لتحقيق هدفنا، وهو تحرير فلسطين والعودة إليها.  
ربما تكون نتائج الانتخابات اللبنانية اليوم، صدرت بعض الشخصيات الحزبية المعادية للقضية الفلسطينية، ولكن بما أن البرلمان اللبناني يجمع مكونات المجتمع اللبناني بأحزابه وقواه المختلفة، فهناك أيضًا شخصيات عديدة تدعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. كما أننا لسنا جزءًا من الخلافات الداخلية اللبنانية، ولا نتدخل بالشأن اللبناني الداخلي، لذلك لا أتوقع أن تؤثر علينا هذه النتائج كثيرًا. علاقتنا سابقًا وحاليًّا ولاحقًا مع الأحزاب الوطنية اللبنانية متينة ومستمرة، بالإضافة إلى العلاقة الجيدة مع الجهات اللبنانية المختصة والمعنية بالتواصل معنا، لهذا لن نتأثر كثيرًا بنتائج الانتخابات اللبنانية.
google-playkhamsatmostaqltradent