يُعتبر مخيم الرشيدية من أكبر المخيمات الفلسطينية في منطقة صور، جنوب لبنان، سواء من حيث المساحة أو عدد السكان، ويقع ضمن منطقة غير مأهولة بالسكان، ويبعد عن المدينة حوالي خمسة كيلومترات، إلا أنها تزيد المسافة إذا ما اضطر الأهالي في المخيم الجديد للذهاب نحو الحاجز الرئيسي للمخيم، ثم الانطلاق نحو المدينة، بحيث أن الأقرب لهم الذهاب باتجاه منطقة "الشواكير" غرب المخيم، ثم إلى مدينة صور مباشرة، بدون المرور بمناطق أخرى.
فما هي "الشواكير" ولماذا يطلب معظم أهالي المخيم بفتح طريق جديد، وهل سيتحقق ذلك بالرغم من طرح هذا الموضوع منذ سنوات طوال!!!.
مراراً وتكراراً، طالب أهالي مخيم الرشيدية ممثلين بلجانهم الشعبية والاهلية بفتح طريق ثان اصطلح على تسميته بـ"الشواكير"، بهدف التخفيف من معاناة الأهالي اليومية وتسهيل عملية تنقلهم إلى أعمالهم وجامعاتهم، وخصوصاً أن المخيم الذي يقطنه أكثر من 20000 لاجئ فلسطيني يحتوي على مسرب واحد ذهاباً واياباً، وكثيراً ما يتسبب باختناقات وتأخير بسبب عدم اتساعه لاستيعاب الباصات الخاصة بالمدارس والسيارات المختلفة.
فالطريق المقترح فتحه هو امتداد لطريق سكة الحديد سابقاً، والذي هو الآن معبّد من جهة مدينة صور ويصل الى حدود المخيم تجوبه السيارات من قبل سكان المدينة وجوارها، وبالتالي سوف يتم وصل الطريق فقط من جهة المخيم بعد إزالة السواتر الترابية.
وفي هذا السياق، استغرب مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، أبو كامل سليمان في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، "من الإجراء الذي اتخذته بلدية صور، بوقف العمل على مشروع فتح طريق جديد للمخيم يمر من منطقة الشواكير، بحجة أن هذه المنطقة تتضمن محمية طبيعية مما سيؤثر على سلامتها، وذلك بعد قيام اللجنة بإزالة العواقب التي تحول دون فتح الطريق، ومن ضمنها إزالة الأشواك والأسلاك والنفايات التي كانت متراكمة، بالإضافة إلى تعبيد المنطقة التي يتواجد بها الجيش اللبناني تمهيداً لأقامة نقاط (كرفانات) له".
وأضاف سليمان: "لن يتم إقامة أية منشآت أو تغييرات جوهرية على معالم هذا الطريق، فكيف لا تؤثر السيارات المتواجدة في المكان على المحمية، فضلاً عن أن المنطقة المسماة محمية هي أرض رملية جرداء، كانت في السابق مكباً لنفايات المدينة وجوارها".
وطالب المعنيين بـ"تسهيل مشروع فتح طريق جديد لمخيم الرشيدية، تفادياً لزحمات السير، وتخفيفاً من الأعباء المتراكمة على كاهل أهلنا في المخيم".
بدوره، قال مسؤول "حركة الجهاد الإسلامي" في منطقة صور، أبو العبد عوض، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "طريق الشواكير كان مفتوح أمام حركة السير من المخيم إلى صور وبالعكس، منذ سنوات عديدة وخلال الاحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني، الى أن تم إغلاقه لسبب ما. واليوم نحن بأمس الحاجة اليه نظراً لزيادة عدد السكان وبالتالي زيادة عدد السيارات العابرة من وإلى المخيم".
وتابع عوض: "منذ 5 سنوات اجتمعت الفصائل واللجان الشعبية مع قيادة الجيش اللبناني في صور، وحصلت على موافقة لإعادة فتح الطريق مع التحفظ على بعض الشروط، والتي كان من السهل انجازها، وتفاجأنا بعدما بدأنا بخطوات لفتح الطريق بأنه جاء قرار من بلدية صور بإيقاف المشروع، بحجة وجود محمية طبيعية ممتدة لشاطئ صور"، لافتاً إلى أن "هذه الكلام غير دقيق، وأنه لا يوجد على طول الطريق أي محمية، والشارع مُعبد وجاهز للسير فيه، كما أن هناك سيارات تجوب المنطقة".
وتمنى تجاوز هذه الإشكاليات والمسارعة بفتح الطريق نظراً لأهميته في تخفيف المعاناة عن أهلنا داخل المخيم، وخاصة أنه لا يوجد أي معوقات تحول دون فتح الطريق، موضحاً أن "فتح طريق "الشواكير" هو مطلب قديم جديد للأهالي، لتسهيل الحركة، مع العلم أن الطريق موجودة بالفعل ولا نحتاج إلى شق طريق جديد".
14:30 - 05 آب, 2022