recent
أخبار الساخنة

*"نتائج شهادة البريفيه في مدارس الانروا في لبنان: بعض الاسباب والحلول الممكنة"*

الصفحة الرئيسية



بقلم الدكتور محمد محمود زكريا السويد
ابن مخيم البص

الكثير يتعجب ويغضب ويندد لان نسبة نجاح طلاب البريفيه في مدارس الانروا في لبنان بحدود ال 50%. لم التعجب؟ هل الطالب الفلسطيني في البريفيه يعيش حياة نفسية ومادية واجتماعية طبيعية ليركز على الدراسة؟  اليس اهل معظم هؤلاء الطلاب تحت خط الفقر بكثير؟ اليس هذا العمر هو العمر الذي يكون فيه المراهق حساسا للغاية ويمر بمرحلة غير مستقرة وهو او هي بحاجة الى اكبر مساندة من الاهل والمجتمع ؟  الم يتاثر الطلاب في هذا العمر بالتعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا؟ اليس الكثير منهم لايمتلكون الكمبيوتر ولا الايباد ولا البرامج المتخصصة التي تستخدم عادة للتعلم عن بعد؟ اليس عندهم كهرباء مقطةعة اكثر من عشرين ساعة يوميا او اكثر ولا يوجد عند الكثير منهم اشتراك مع مالكي مولدات كهرباء الخاصة لفقر والديهم؟  هل نسينا انه ليس لديهم انترنيت في بيتهم وان وجد عندهم فهو بطئ جدا لايصلح للتعلم عن بعد؟ هل نسينا ان الطالب في المخيم لم يتدرب جيدا على التعلم عن بعد؟  الم يتاثر هؤلاء التلاميذ لانهم لا يجدون الطعام الذي يحتوي على الغذاء الاساسي والراحة النفسية التي يحتاجه التلاميذ للقدرة على التركيز على الدراسة والنجاح؟ انه ليس من العدل ان نحملهم مالاطاقة لهم به وان نحمل مدارسهم في الانروا حصرا سبب قلة نسبة النجاح في شهادة البريفيه. وانه من غير العدل ان نقارن وضع التلميذ الفلسطيني في المخيم ومدارسه بالتلميذ اللبناني في المدارس الرسمية والخاصة. فوضع التلميذ الفلسطيني في مدارس الانروا صعب جدا من جميع النواحي واصعب بكثير من الطيف الاكبر من نظيره اللبناني.

  هناك دورة ثانية للامتحانات البريفيه ويجب على الجميع مساعدة التلاميذ. يجب المساعدة من جميع التنظيمات والهيئات المدنية والافراد الفلسطينيين القادرين على الدعم في داخل لبنان وخارجه والتكاتف والتنسيق لدعم تلاميذ البريفيه الذين لم يحالفهم الحظ هذه المرة بكل مايلزم من دورات تعليمية مجانية مكثفة ودعم نفسي ومادي وكل مايلزم. ان اللوم والصراخ والغضب لن يفيد تلاميذ البريفيه ممن لم يحالفهم الحظ في الدورة الاولى من الامتحانات وليس الآن الوقت المناسب لذلك.. بل الهدوء والعمل الجاد لمساعدتهم بكل ما امكن حتى ينجحوا في البريفيه في الدورة الثانية او حتى في العام المقبل. اللوم يقع على الجميع وطبعا الانروا اول من يلام في هكذا حال...

ولاتقارنوا نتائج مدارس او نتائج امتحانات الثانوية العامة في الانروا بنتائج البريفيه فهذه المقارنة خطا لان التلاميذ الذين يصلون الثانوية العامة (بكالوريا ثانية) يصلوا "مغربلين" او منتقين. كذلك هم وفي عمر مراهقة آخر وصعب وما يعنيه ذلك من امور نفسية وفزيولوجية وغيرها مما يتطلب مساعدتهم اكثر من اي وقت آخر. ولاننسى انه حتى في بعض المدارس لايقبلوا ان يسجلوا في مدارسهم الثانوية، وخاصة صفوف البكالوريا الثانية، الا افضل الطلاب من خلال امتحانات الدخول وعدم ترفيع التلميذ الى الصف الذي يليه، وخاصة البكالوريا الثانية، الا اذا كانوا من اصحاب العلامات الجيدة. وكذلك ينظر المدير وطاقمه التعليمي الى علامات ونتائج الدراسية في السنوات التعليمية السابقة للتلميذ وكذلك ينتقون افضل الاساتذة لتعليمهم وليس كذلك الحال دائما كذلك في البريفيه وماقبله. حتى ان الانروا لاتسمح برسوب اكثر من عدد معين من طلاب ماقبل البريفيه حتى لايعيدوا السنة في مدارسها ويكون عدد التلاميذ في الصف الواحد مكتظ للغاية وهو ماتعاني منه مدارس الانروا في المرحلتين الابتدائية والتكميلي وهو الاكتظاظ الشديد جدا في صف الدراسة لان عدد التلاميذ قد يصل الاربعين واكثر. وطبعا لاننسى ان كثير من اساتذة الانروا انفسهم بحاجة الى اعادة تاهيل ودورات تدريبية مكثفة حتى يواكبوا العصر والتطور في طريقة وفن التدريس وكذلك التدريس عن بعد وبرامجه وادواته وكذلك التدريب على السلسلة الجديدة من الكتب ومحتواها.

واخيرا، نحن ننسى او نتناسى حقيقة انه ليس على الجميع الدراسة في المرحلة الثانوية او الجامعة لانه لكل موهبته وطريقته في النجاح في الحياة وهذا لايعتمد فقط على الدراسة في الجامعة. بل يجب ان يكون هناك معاهد متخصصة للتدريب المهني في كافة المجالات وغير الاكاديمية منها لان ذلك مطلوب ايضا في المجتمع في داخل لبنان وخارجه. هناك حاجة الى اعادة التفكير بالنظام التعليمي والمنهاج والحاجة الى نوع التعليم وللعلم في بلادنا. في دولة مثل السويد مثلا فقط 45% يسجلون للدراسة في الجامعة ويحصلون على شهادة بكالوريوس من الجامعة لاحقا والكثير يذهب الى التدريب المهني وفتح مشاريع والعمل في مجالات يحبونها والتفكير "خارج الصندوق" والاطر التقليدية لبناء مستقبلهم  وبلادهم. بلادنا فيها جامعات كثيرة، منها الكثير التعليم فيه سئ النوعية للغاية وهمها الربح وليس نوعية التعليم الذي يقدموه لطلابهم او درجات وكفائات الطالب الذي يقبلوه للدراسة عندهم.  اضف الى ذلك ان الكثير من الخريجين الجامعيين في بلادنا لايجدون عملا بعد التخرج من الجامعة ويضطرون الى العمل في مجالات اخرى غير التي درسوا وتخصصوا بها. ولكن هذا موضوع آخر له مابعده.  الله غالب.
google-playkhamsatmostaqltradent