أطلق أهالي "حي الوزان" في مُخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، بالعاصمة اللبنانيّة بيروت، صرخة عبر شبكة "لاجئ نت" للمُطالبة بالتحرك السريع من أجل إيجاد حل لازمة المياه الحادة جراء انقطاع الكهرباء وارتفاع فاتورة الاشتراكات بالمولدات الكهربائية .
وتُعتبر كُلفة الاشتراك بالمولدات باهظة جدا وتصل الى 150 دولار شهريا مقابل حوالي 18 ساعة لكل 5 امبير، خاصة في ظل الوضع المالي الصعب الذي يعيشه أهالي المُخيّم وباقي المخيمات والتجمعات الفلسطينية، ما يجعلهم عاجزين عن تأمين كُلفة هذه الرسوم.
ابو عيسى احد القاطنين في حي الوزان في مخيم برج البراجنة قال لشبكة "لاجئ نت"، أنّ حي الوزان يُعاني من انقطاع الكهرباء بشكلٍ دائم، بسبب رفض شركة الكهرباء اللبنانيّة مد محطته بالتغذية الكهربائيّة. وعبّر اللاجئ عن مخاوفه، في حال انحدر واقع المياه في المخيّم خلال فصل الصيف الذي بات على الأبواب، مشيراً إلى ضرورة ان تتخذ اللجان الشعبية ووكالة "الأونروا" إجراءات لمنع سيناريو انقطاع المياه خلال الفصل الذي صار على الأبواب حسبما أضاف.
وأشار أبو عيسى في حديثه لشبكة "لاجئ نت" ان الاسباب تعود الى انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وقال في مستهل حديثه ان مشكلة الكهرباء في منطقة الوزان لا زالت مستمرة منذ نحو 4 سنوات، وتعود اسبابها لعدم صيانة غرفة الكهرباء من قبل مؤسسة كهرباء لبنان بذريعة تراكمات مالية مستحقة للدولة اللبنانية التي تقدر بـ250 الف دولار كما تقول مصادرها، وهي مترتبة على اللجنة الشعبية التابعة لمخيم برج البراجنة، لكن الأخيرة لم تعمل على تسديد هذه المستحقات طوال السنوات الفائتة وصولاً الى يومنا هذا، وشركة الكهرباء تربط عملية الصيانة بدفع المخيم لفواتير الكهرباء، الأمر الذي يجبر الأهالي للجوء إلى الاشتراك في مولدات كهربائية تزداد كلفتها كلما زادت ساعات التقنين الكهربائي، ما يخلق ضائقة اقتصادية ومعيشية لديهم.
ويضيف: "المنطقة الان من دون كهرباء، وفي شهر رمضان تعطل بئر الماء، وبقي الأهالي أكثر من ثلاث أسابيع من دون مياه، واضطر الاهالي الى شراء المياه على أمل اصلاح العطل في محطة المياه.
وعند السؤال عن المشكلة الاساسية في عدم تشغيل مضخات المياه يكون الجواب بسبب الكهرباء وعدم توفر مولد للكهرباء من اجل توفير المياه.
وتابع أبو عيسى : انه تم اصلاح العطل اكثر من مرة ولكن دون جدوى، فالشبكة بحاجة الى تغيير واصبحت قديمة ومهترئة، وبعدها بفترة وجيزة تكررت المشكلة وتعطلت المضخة مرة اخرى، اضافة الى حصول اشكال بين ابناء الحي وعامل شبكة المياه مما تسبب من تقطيع انابيب المياه وبقاء اهل الحي حوالي اسبوع من دون مياه، الا ان المشكلة عولجت وتم اعادة تمديد انابيب المياه.
وطالب أبو عيسى اللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية بالتدخل وايجاد حلول لهذه المشكلة، كما طالب الاونروا بتحمل مسؤولياتها تجاه اهالي الحي واهالي المخيم بشكل عام.
بدوره، يرى أحمد أبو فطيم، من سكان الحي، أن مشكلة المياه متشعبة بين الموظف المسؤول عن شبكات المياه واللجنة الشعبية والبئر المتهالك حيث اصبح قديماً وطرمباته صدئة لا تصلح، ودائماً تتعطل، وان انقطاع المياه تعود الى سوء في إدارة تشغيل المضخّات، و الشخص الموظف عن الشبكات لا يستطيع تشغيل كل شبكات المياه واعطاء الاحياء الماء الكافي، مما يضطر الاهالي الى استغلال فترة تشغيل المياه وتفتح الشبكات ويسبب هدراً وحرمان باقي المناطق من المياه.
وطالبت ام حسام اللجنة الشعبية وكافة المعنيين بالتدخل من اجل حل هذه المشكلة، فحي الوزان مهمل من الجميع وبسبب انقطاع المياه نضطر الى شراء المياه، خاصة ان البئر في المرة الأخيرة بقي اكثر من اسبوعين معطلا، وعندما تم اصلاحه يتم اعطاءنا المياه كل ثلاث ايام مرة لمدة ربع ساعة وهي لا تكفي . وهذه الأزمة زادت من تكاليف الحياة اليوميّة خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
يذكر بأن حي الوزان يضم الاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة، أكبر المخيمات الفلسطينية في بيروت، يعاني من مشاكل خصوصاً على مستوى شبكتَي الكهرباء والمياه، اللتان تعدان الأسوأ بين جميع مخيمات لبنان. وبسبب التمديدات العشوائية لأشرطة الكهرباء تسجل سنوياً وفيات عدّة، وتغيب عن المخيم هيئة متخصصة في توزيع الكهرباء.
ويعاني سكان المخيم من شح المياه، والاكتظاظ السكاني، وتردي البنى التحتية وبوجه خاص شبكة تصريف المياه، وضيق الطرقات التي تحولت الى زواريب صغيرة، وفضلاً عن شح مياه الشرب، فإن نوعيتها سيئة للغاية، وملوحتها عالية جداً، والأخطر أن أنابيب المياه تختلط مع مجاري المياه المبتذلة والمكشوفة التي تملأ روائحها زواريب المخيم وبيوته، وتتسبب بأمراض عدّة.