إنَّ جريمة إغتيال المناضلة الاعلامية شيرين أبو عاقلة برصاص صهيوني في جنين، عندما كانت تمارس دورها الاعلامي ميدانياً وبكل جرأة وأمانة وطنية، باحثة عن الحقيقة السياسية التي كانت تشغل بالها واهتمامها المهني إيماناً منها بعدالة القضية الفلسطينية. إن جريمة استهداف المكافِحة الفلسطينية شيرين ليست حدثاً عابراً، وانما هي جريمة بكل مافي الكلمة من معنى، لأنَّ رصاصة الغدر التي انطلقت من بندقية القنَّاص الصهيوني المتمترس خلف دبابته كي يقتل هذه المراسلة الفلسطينية التي تجرأت على خوض معركتها ضد القتلة الحاقدين، ليس على الشباب الفلسطينيين، وانما أيضاً على المرأة الفلسطينية صاحبة الشهامة والمروءة، والنخوة، والتي حركتها مشاعرها ونخوتها كي تكون في المقدمة، ووجهاً لوجه، لأنها صاحبة قضية عادلة، بدأت بالمجازر والتشديد والقتل الجماعي في دير ياسين،والصفصاف، وكفرقاسم، والطنطورة، الأحرار في العالم كله إنتفضت ضمائرهم، ونزفت قلوبهم، وسجلوا دعمهم وتعاطفهم مع هذا الشعب الضحية، الذي يدفع ثمن هذا الشذوذ البشري، وهذا الإنهيار الأخلاقي، وهذه الأحقاد المتراكمة والمتعفنة التي أصبحت تهدد حياة النساء والأطفال قبل الرجال لأن معركة العدو معنا هي معركة إبادة وتصفية.
إنَّ الجريمة الانسانية التي ارتكبها الصهاينة بحق الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة العربية صباح يوم الاربعاء 11/5/2022 عندما كانت تقوم بتغطية الاشتباكات الدائرة في مخيم جنين في الضفة الغربية رغم أنها كانت ترتدي سترتها الصحفية، لكن الطلقة التي استهدفتها في منطقة حساسة من رأسها، حيث أنها قد توفيت خلال دقائق في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا بمدينة جنين، حيث كانت تدور الاشتباكات بين المقاتلين الفلسطينين وقوات الشرطة الصهيونية. كما أنه قد أصيب زميلها مراسل صحيفة القدس علي السمودي الذي أصيب برصاصة في ظهره.
إنَّ المخيمات الفلسطينية في مناطق الساحة اللبنانية صبيحة اليوم الاربعاء كانت غاضبةً على الاحتلال وجرائمه اليومية، والتي طالت كافة المحافظات التي أصبحت مسرحاً لجرائمه الدموية، ضارباً عرض الحائط بكل المؤسسات الدولية بما فيها المعنية بحقوق الانسان. ونحن ندين ونستنكر قبل هذا السلوك الإجرامي المفضوح، والذي يسعى إلى تعميم الارهاب والجرائم والقتل المتعمَّد من أجل الهيمنة والسيطرة على الوجود الفلسطيني في الاراضي العربية. إنَّ شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان يؤكد على مضامين الاستنكار التي صدرت عن الرئاسة الفلسطينية، وحمَّلت الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة التي أصبحت جزءاً من سياسة الاحتلال لطمس الحقائق وارتكاب الجرائم بصمت.
إن جماهير شعبنا الفلسطيني وفي كل المخيمات يتوجهون بالتعزية الحارة إلى القيادة الفلسطينية، وإلى أسرة المناضلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة ابنة القدس، وبيت لحم، وجنين وكل ساحات التحدي، ويؤكدون استمرارية الكفاح الفلسطيني محصَّناً بالوحدة الوطنية، والايمان المطلق بأن الأرض أرضنا، والقدس عاصمتنا، وفي الأقصى صلى الرسول محمد بالانبياء قبل ان يعرج إلى السماء. ونقول للصهاينة أُخرجوا من حياتنا، ومن أرضنا لأنها أرض إلاسراء والمعراج، وأرض التسامح والمحبة وليست أرض قتل الانبياء.
ونقول لشهدائنا الأبرار، وللأوفياء الذين سبقونا بأننا على العهد باقون حتى النصر والتحرير
المجد والخلود لشهدائنا الابرار.
والحرية لأسرانا البواسل.
والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.
والنصر قادم.
وانها لثورة حتى النصر.
قيادة حركة فتح- إعلام الساحة اللبنانية
11/5/2022