recent
أخبار الساخنة

*- شهر أيار شهر النكبة،وسنواصل المسيرةَ-*

الصفحة الرئيسية


شهر أيار، شهر النكبة التي أطاحت بشعب فلسطين، كل أرجاء فلسطين، فمن أهلها من طاردته المجازر من قرية إلى أخرى، ومنهم من طالته زخات الرصاص وفارق الحياة، ومنهم من أحاطت به المجازر من كل جانب، وهو يحمل أطفاله عسى أن يجد منفذاً للنجاة.
شعبٌ بأكمله تشرَّد من قرية إلى قرية، منهم من عبر الحدود بأعجوبة، ومنهم من تعبَّط أولادَه المذعورين يلاحقهم شبحُ الموت بعد أن فقد الأملَ، وتمزَّقت العائلات والأسر، وكلٌّ يبحثُ عن بقايا الحياة في أرضٍ عاشت أمجاد الماضي، وتغنّى بها الشعراء، وهي اليوم تنزفُ دماً، أو يبتلعها المجهول الذي جرَّد سيفه ليعلنَ قَلْبَ الصفحة الماضية، والدخول شاء أو أبى في عصر الضياع، والتمزُّق، والتشتت، والبحث عن بقايا حياة بين جثث الضحايا الذين تراكمت أجسادهم أكواماً تشهد على مجزرة العصر.
شعبٌ عربيٌّ فلسطيني أصيل، أمضى حياته مدافعاً عن الأقصى والمقدسات، وهو اليوم يقف وحيداً بوجه المؤامرة السوداء التي تستهدف أرض الانبياء، أرض الأسراء والمعراج، فالأعداءُ الحاقدون أطاحوا بكل ما هو مقدس، وزهقوا الارواح، ومزَّقوا وطناً بكامله، بعد أن انتزعوا العائلات من بيوتها، وألقوا بها في مهاوي الردى.
إنّ الخامس عشر من أيار هو يوم النكبة، نكبة الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، وحارس تاريخها، والمؤتمن على مقدساتها منذ فجر التاريخ.
هو قادم وضحَّى ونزفت دماؤه، وشُرِّد من بيوته بعد أن فقد كل أمل بوجود سندٍ له، فالأمة العربية غائبة عن السمع، وهي تنتظر النتائج حتى تعيد ترتيب أوضاعها من جديد بعد هذه المتغيرات الجذرية، حتى لا تطالها رياحُ الاستعمار المهلكة.
العملية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني ووجوده كانت مُحكمةُ ومدروسةُ، وبشكل عام مُتفقاً عليها لأن مشروع إقامة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وطرد أهالها منها أصبحت ناضجة دولياً واقليمياً، والمطلوب الشرارة التي تشعل القرى والبلدات الفلسطينية لتشتيت الأهالي خارج الارض المباركة، وجلب المستوطنين الصهاينة من أنحاء العالم ليحتلوا الارض بالقوة العسكرية اي قوة المجازر، والسيطرة، وطرد الأهالي.
المشروع الصهيوني وجد إحتضاناً أميركياً أولاً، ثم أوروبياً كون هذه الدول هي التي كانت قد استقبلت اليهود بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وهذا الدعم الذي وجدناه عند هذه الدول الاستعمارية كان يشكل هدفاً مشتركاً، فالولايات المتحدة التي هي مرتع الحركة الصهيونية، والعدو اللدود للعالم الثالث الذي عاش ردحاً من الزمن يناضل ويكافح من أجل نيل الحرية والاستقلال، ودول العالم الثالث وقفت إلى جانب الثورة الفلسطينية في صراعها ضد الاحتلال الصهيوني، على طريق نيل الحرية والاستقلال.
هذه السنوات الطوال من الصراع الذي خاضته ثورات الشعوب الفقيرة ضد الدول الاستعمارية أسهمَ في نضوج الفكر التحرري، وتضامن الشعوب المكافحة من أجل الحرية والاستقلال.
إلاَّ أنَّ الثورة الفلسطينية كانت الأطول، والأشرس، والأخطر لأنها العدو الأساسي للكيان الصهيوني الذي احتلَّ الارضَ، وشرَّد الشعب، ونكَّل بالأهالي التاريخيين أبناء الكنعانيين، واستمر كفاح شعبنا، وما يزال وسيبقى قائماً مهما كانت التكلفة، وهذا هو قدرنا، وهذا شرف لنا أن نكون نحن  في مقدمة المجاهدين والمكافحين ضد الصهاينة المحتلين ومَن والاهم، ونحن أصحابُ عهد وعقيدة، ولن نساوم، فنصفنا متجذّرٌ في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ونصفنا في ديار الغربة واللجوء، لكننا شعبٌ واحد و قد اختلط دمنا في كافة ساحات القتال، وما زلنا على العهد والقسم الذي رددناه وأقسمناه منذ إنطلاقة الثورة. كنا نتطلَّع إلى توحيد الموقف العربي والتفافه  حول الثورة الفلسطينية لاستكمال التحرير، وتطهير الارض المقدسة، لكننا فوجئنا بالتطبيع يحفر عميقاً في جسد أمتنا، وأصبحنا في مرحلة إبتعدت الأمة عن واجباتها الاسلامية والوطنية، وأصبحنا نتسوَّل في العواصم لاستكمال مهمتنا المقدسة قبل أن تستكمل الولايات المتحدة والحركة الصهيونية، وبعض الأطراف الحاقدة إطباقها على فلسطين وخنق القضية.
ونحن نقول لأمتنا ولشعوبنا الصديقة بأننا مستمرون في كفاحنا الذي بدأه الرمز ياسر عرفات مهما كانت التكلفة باهظة، فنحن لا نساوم مهما طال كفاحنا. فنحن الذين قلنا منذ 1/1/1965 وإنها لثورة حتى النصر.
*قيادة حركة فتح- إعلام الساحة اللبنانية*
*الحاج رفعت شناعة* 
24/5/2022
google-playkhamsatmostaqltradent