recent
أخبار الساخنة

بيان صادر عن قيادة حركة فتح- إعلام الساحة اللبنانية



(إنَّ شعبنا لن يرفع الراية البيضاء).
في الوقت الذي يواصل الاحتلال الصهيوني حُكمه النازي لأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وممارسة كافة أشكال القمع، واطلاق الرصاص القاتل على الأهالي لإثارة الذعر، ووقف الاحتجاجات على الانتهاكات والاعتداءات على الاماكن المقدسة، وقهر المواطنين لمنعهم من الدخول إلى المسجد الاقصى، وفي الوقت نفسه فتح المجال للمستوطنين، ولجنود الاحتلال للاعتداء يومياً على أهلنا، وخاصة أبناء القدس في إطار مسلسلٍ من الاعتداءات والاعتقالات، وتحويلهم إلى المحاكم كمقدمة للزج بهم في المعتقلات والزنازين. في هذا  الوقت بالذات تصدَّر المشهد الفلسطنيي أنباء رسمية عن عملية استشهادية جهادية نفَّذها ابن جنين البطل رعد فتحي زيدان حازم وهو ابن كتائب شهداء الاقصى والمقاومة الفلسطينية، وسرعان ما انتشر خبر الاستشهاد بعد تنفيذ المهمة المطلوبة منه كرد على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قهر وتعذيب على مدار الساعة، سواء لأولئك الذين أمضوا سنوات طويلة وما زالوا في الزنازين، وتحت وطأة التعذيب، والحؤول دون معالجة المرضى، وابقائهم جميعاً تحت كابوس الرعب واليأس بعد اعتقال يدوم ما يزيد على عشرين، وثلاثين، وأربعين سنة أحياناً، وهذا الامر يشمل الشباب والمسنين، والأخوات، فما يواجهونه هو حرب تصفية وإيادة.
هذه العملية الجريئة كانت رسالة إلى الاحتلال الذي يمارس  كل أشكال التعذيب والقتل، والإبادة، والتعاطي، مع الشعب الفلسطيني على أنه شعب فائض عن الحاجة، ولا يستحق الحياة الكريمة، وأنه مباح للجيش الصهيوني المحتل صاحب المجازر التاريخية أن يفعل ما يشاء  بنا أينما كنا، في الداخل أو في مخيماتنا في الخارج، وحتى عندما نريد تأدية العبادات في الاماكن المقدسة فالقهر متواصل.
ونحن شعبٌ يسعى إلى الحرية، ويتحدى الظروف القاهرة التي تحيط به، و بالتالي فإن الضغط يولِّد الانفجار، وهذا ما يجب أن تفهمه الحكومة الصهيونية.
وعلى قيادة الكيان الصهيوني أن تفهم بأن شعبنا الذي قدَّم منذ إحتلال أرضه، ونكبته والمجازر التي وقعت في دير ياسين، وفي جنين نفسها، وفي القرى الفلسطينية في مختلف المحافظات، وأدت إلى مئات آلاف الشهداء عبر النكبة، وهؤلاء الشهداء لهم دَيْنٌ علينا كشعب بأن نقاوم ونبذل التضحيات والدماء من أجل الحرية والاستقلال، مهما طال الزمان، وآن الآوان ان ينسحب عدونا من أرضنا الفلسطينية، وأن ينفذ القرارارت الدولية المتعقلة بمستقبلنا وشعبنا وأرضنا.
لقد كانت ردود الفعل الوطنية على العملية واضحة، فشعبنا عندما طُرحِ عليه موضوع السلام وافقت القيادة الفلسطينية، ونفذت ما هو مطلوب في اتفاق أوسلو الذي لم ينفذ منه إلا جزءٌ بسيط جداً ولا قيمة له، لأننا نريد وطناً فلسطينياً نكون فيه أحراراً ولنا سيادتنا، ولكن الجشع الصهيوني والإصرار على الاستعباد لن يعطي فرصة لشيء اسمه سلام، وهذا ما يدركهُ شعبنا جيداً.
ونحن لا نستغرب عندما تكون ردة الفعل الفلسطينية بهذا الاعتزاز بالشهيد رعد فتحي زيدان حازم منفذ العملية، لأن  ما يفعله الجيش الاسرائيلي  بشعبنا في الداخل، وبأسرانا الأبطال، دون رحمة، ودون أدنى مستوى من الانسانية والمسؤولية سيجعل شعبنا في الداخل  والخارج يصفقون لهذا الشهيد وغيره من الشهداء، واحتضان أهلهم، والإصرار على منهجية الدفاع عن الحقوق والمخيمات، طالما الاحتلال يدوس بقدميه كل إتفاقات السلام، ويبحث عن مصالحه الخاصة كمحتل.
لذلك علينا أن لا نستغرب هذا الاحتضان الدافئ والصادق من أهل جنين، ومن شعب فلسطين في الداخل والخارج للشهيد  البطل الذي ضحى بنفسه، كما أن أهل جنين جعلوا بيت الشهيد مزاراً وطنياً للجموع الشعبية التي سارعت إلى أهل الشهيد، كي يباركوا لهم بالشهادة المباركة على طريق مقاومة الاحتلال، ولرص الصفوف الفلسطينية كي تبقى الارادة الوطنية هي معيار الصمود والتماسك. 
وكان المشهد الذي تفاعل وتنقَّل من مكان إلى آخر أشدً بروزاً وتحدياً عندما استمعت الجماهير المحُتشدة أمام منزل الشهيد، واستمعت إلى خطاب والد الشهيد، والذي هو ضابط في الأمن الوطني حيث خاطب الجموع قائلاً:
" اشعر بفخرٍ واعتزاز بابني الذي هو ابنكم، والذي رفض الخنوع والاستسلام، واختار درب الشهداء من أجل زوال هذا الاحتلال ومستوطنيه، وعبَّر الوالد عن مشاعره، واعتزازه بابنه رعد الذي حمل الراية وضحى من أجل فلسطين، وقال بكل فخر واعتزاز.
إن ابني قدَّم نفسه شهيداً ليس من أجل التسهيلات،  فهو مثلُ كلِّ شعبنا يبحث عن الحرية والاستقلال، شعبنا يبحث عن أقصاه والصلاة في رحابه، والحرية لأطفاله، ولقمة عيش كريمة، واضاف رأس الحرية لفلسطين التي هي رأس الحرية للأمة كلها".
كما أن الأخ عطا أبو رميلة أمين سر حركة فتح في جنين أشاد بالشهيد رعد، وأكد أنه نفذ العملية رداً على جرائم الاحتلال واعتداءاته وقطعان مستوطنيه في الاقصى، وفي كل مكان من فلسطين.
أن الشهيد رعد في بطولته اليوم هو ابن أبيه الذي كان أحد أبطال انتفاضة الحجارة، ومن أركان القيادة الموحدة للانتفاضة، وعاش كغيره من الأبطال تجربة المعقتلات والزنازين خاصة في معقتل النقب الصحراوي.
والقيادة  الفلسطينية التي طالما طالبت بوقف الجرائم الصهيونية والاعتداءات على شعبنا الذي يعيش أقسى الظروف وبالتالي فإنَّ ما يطالب به المجتمع الدولي من حلول لوقف العنف لا يتحقق إلاَّ بإلزام الاحتلال العنصري الصهيوني بقرارات الشرعية الدولية، وأولها الانسحاب الصهيوني من أرضنا، ومساعدتنا بناءً على القرارات الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس شأن كل شعوب العالم، وإلاَّ فإن الشعب الفلسطيني لن يستسلم .
ونحن من موقع المسؤولية ندعو أبناء شعبنا الفلسطنيي إلى تعزيز روابط الأخوَّه، والتمسك بالوحدة الوطنية، والإصرار على مواصلة مسيرة التحرير النصر.
المجد والخلود لشهدائنا الابطال.
والعزةُ والنصر لشعبنا المكافح والمجاهد منذ الوجود الصهيوني على الاراضي الفلسطينية.
وانها لثورة حتى النصر.
قيادة حركة فتح- إعلام الساحة اللبنانية 
9/4/2022
google-playkhamsatmostaqltradent