recent
أخبار الساخنة

*عملاء شبكة التجسس الجديدة الممتدة من الغازية إلى قانا و بنت جبيل*



*المصدر: النهار*

شبكة جديدة قوامها 5 أعضاء قبض عليهم امس في اطار "اصطياد" عملاء اسرائيل في لبنان. فقد دهمت دورية من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي منزلين فجر أمس في بلدة الغازية جنوب صيدا،
حيث اوقفت 3 متهمين بالتعامل مع "الموساد" هم الشقيقان احمد وحسن ش. وزوجة الاخير. م.ق. الذين يقطنون في بلدة الغازية وهم من بلدة برعشيت في الجنوب.

ومع ساعات بعد الظهر كانت دوريات "المعلومات" تدهم منزلين في بلدتي قانا وبنت جبيل، حيث اوقفت شقيقين آخرين من بنت جبيل، احدهما يقطن في بلدة قانا هما: ح. ع.، و ش. ع.

واشارت معلومات امنية خاصة بـ"النهار" الى ان التحقيقات مع جميع الموقوفين في هذه القضية والقضايا المماثلة كشفت انهم كانوا يزودون الموساد المعلومات ويتواصلون معه من خلال رسائل مشفرة عبر الانترنت، وكانوا يتلقون الاموال منه عبر ما يعرف بـ"البريد الميت"، اي ان العميل يتلقى رسالة عبر الانترنت تفيده بأن ثمة قطعة أو علبة معينة وضعت له في منطقة تحددها الرسالة بدقة (معظمها في البراري) في مناطق نائية، وعليه التوجه نحوها حيث يجد اشارة معينة تدله عليها. وبعد العثور عليها والحصول على ما تحويه من اموال، او من أغراض شخصية، عليه اتلاف العلبة او المظروف فورا.

وبينت التحقيقات مع الموقوفين ايضاً انهم زاروا اسرائيل مراراً، حيث خضعوا لتدريبات عاجلة في اطار عملياتهم التجسسية، وان الاموال التي كانوا يتقاضونها لقاء عمالتهم ليست كبيرة، ولا رواتب شهرية، انما تبعا لحاجة كل شخص وظروفه و"أهمية" معلوماته لدى الموساد، وراوحت من 500 دولار الى 2000 دولار كل نحو ثلاثة اشهر.
وتفيد المعلومات ان مهمة كل موقوف، ولا سيما ممن ضبطوا أخيراً، كانت محصورة بتحديد مراكز "حزب الله" في نطاق مكان سكنه والمحيط، بكل انواعها، أي المراكز العسكرية والامنية والمدنية والاجتماعية والتربوية، الى البنى التحتية الخاصة بالدولة اللبنانية في منطقة سكنه ومحيطه.

وعلى سبيل المثال كان أـحدهم مكلفا مسح منطقة برج البراجنة (حيث يسكن) ومحيطها، وآخر كان مكلفا مسح بلدة السلطانية وجوارها، وثالث كان مكلفا منطقة النبطية والجوار، *ورابع كانت مهمته في مخيم عين الحلوة والمحيط*، وكانت مهمة آخر مسح منطقة مرجعيون، الى توليه مهمة اضافية هي نقل الرسائل بين اشخاص معينين. اما الضابط في الامن العام سابقاً اديب العلم فامتدت مهماته على كل الاراضي اللبنانية، وتجاوزتها احيانا لتمتد الى عمق الداخل السوري، وكانت في معظمها تحديد مراكز بنى تحتية استراتيجية في كل لبنان.

وفي هذا الاطار يتم تداول معلومات شائعة تشير الى مصطفى عواضة الموقوف لدى "حزب الله" في اطار العمالة لاسرائيل، وربما يكون من كبار العملاء الذين عملوا طويلا على محاولة اختراق كوادر حزبية، الى درجة يبدو معها "صيداً ثميناً" وقد يكون اخطر من مروان فقيه الذي يملك معرضا للسيارات في الجنوب وباع "حزب الله" من 30 الى 40 سيارة بعدما زودها كاميرات تجسس.

واذا كان بعض الغموض لا يزال يكتنف طبيعة ونتائج الاعمال التي قامت بها هذه الشبكات التجسسية فالمؤكد ان الايام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت في هذا الصدد، وتكشف خبايا ومعلومات خطرة، فضلا عن حتمية توقيف شبكات اخرى جديدة، بفضل تمكن الاجهزة الامنية الرسمية، ولا سيما شعبة المعلومات على الصعيد التقني والتكنولوجي المتطور جدا، مما يخولها متابعة الجرائم المماثلة وضبطها بسرعة فائقة، ولذلك فان "الحبل على الجرار".

*فاعلية الأمن الرسمي*
وفي قراءة متأنية في أبعاد هذه الانجازات الامنية، يشير مصدر واسع الاطلاع الى ان المدلول الاولي لهذا النوع من النجاحات يدل قطعاً على ان "لا أمن افضل من الامن الرسمي، الذي يتمتع بدستورية وغطاء شرعي عند تصديه لأي نوع من انواع الاختراقات التجسسية والارهابية، وبالتالي ان اقفال بعض المناطق في لبنان على الامن الشرعي، يؤدي حكما الى اعاقة فرض الامن فيها، كما يؤدي الى سهولة اختراق المجتمعات المغلقة، ناهيك باهترائها اجتماعيا، بدليل "تعشش" هذه الشبكات التي تستهدف المقاومة فيها، اضافة الى تفشي الجريمة على نطاق واسع، من مخدرات وسلب وسرقة وحوادث امنية، كما حصل في البقاع".

وينطلق المصدر من هذه النقطة للقول بأن هذا يحتم "ضبضبة" السلاح من الداخل، وفتح المناطق المغلقة والمربعات، وتوجيه الانظار نحو اسرائيل التي تخرق بشبكاتها القرار 1701 الذي يرمي اساسا الى تأمين الاستقرار في لبنان، وهو قرار تبناه ودعمه المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية التي لا يخفى عليها ان هذه الاختراقات يمكن ان تؤدي الى تفجير الوضع الداخلي اللبناني نتيجة بعض العمليات الامنية التي يمكن ان تلجأ اليها اسرائيل في لبنان.
google-playkhamsatmostaqltradent