recent
أخبار الساخنة

المرأة الفلسطينية عطاء لا ينضب.. بقلم الإعلامية وفاء بهاني

الصفحة الرئيسية

كانت ومازالت المرأة الفلسطينية تدافع عن مقدساتنا الفلسطينية التي لنا بها أحقية لا بني صهيون. وأيضا قدمت ثلة شهيدات من القدس ويافا وصفد، خضبن أرض فلسطين بحناء دمائهن الفلسطينية الطاهرة الزكية، ما زالت تلك الرائحة تفوح كلما روى شهيد آخر بدمائه الأرض. كوكبة أسماء نساء حفظهن التاريخ عن ظهر قلب ليثبت لنا دور المرأة الفلسطينية المناضلة في أسبقية الدفاع والنضال وتقديم التضحيات التي كانت وما زالت تزداد بازدياد سنوات الاغتصاب الصهيوني لأراضينا الحبيبة

وعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية المؤسس على المآسي والنكسات والنكبات، كانت المرأة الفلسطينية وفية لأهلها وشعبها وقضيتها، تشاطرهم الوجع والألم، وتشاركهم الأتراح والأحزان، وتخوض معهم ركب الصعاب والتحديات، دون أن تلين لها قناة أو يتسلل إليها يأس أو وهن أو قنوط.

 المرأة الفلسطينية تلخص، بسيرتها ومسيرتها في مختلف المجالات، هموم ومعاناة وقضايا الشعب الفلسطيني، وتجسد كل قيم الوفاء والتضحية والعطاء التي تشكل القاعدة الراسخة لتدشين البناء الداخلي للشعب الفلسطيني والأرضية المتينة لدفع وتعزيز مسيرة تحرره الوطني.

كان دورها على مدى قرن من الزمن صنع جيل قادر على أن يؤدي رسالة عظيمة في بلدنا فلسطين رغم ظروف القهر والاحتلال الذي لا زال يربض على أرضنا ويمعن في الاستيلاء على هذه الأرض بكل الوسائل غير الشرعية.
والمراة الفلسطينية استطاعت أن تنجح في معادلة المواءمة بين النضال والتربية، واستطاعت في ظل الظروف القاسية وغياب الشريك رب الأسرة احياناً في الصمود وتحدي الصعاب وأصبحت مثالاً يحتذى للنساء في كل دول العالم، على الرغم من الإجحاف في حقها وتهميش دورها وشاركت بشكل مباشر ودفعت بنفسها ثمناً للحرية، وأبنائها وأعزائها لهذا الوطن وكانت نموذجا من النماذج الفريدة في التضحية .

مثلت المرأة الفلسطينية بنضالاتها الوطنية علامة فارقة و مميزة في تاريخ الشعب و القضية من خلال انخراطها في النضال الوطني التحرري منذ البدايات الأولى أي قبل تأسيس دولة الاحتلال الصهيوني عام 1948 م فأدت المرأة الفلسطينية دورا مهما في التصدي للهجرة اليهودية إلى فلسطين بدءا من موجاتها الأولى في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين و جسدت فعلها الوطني الملموس في ثورة الشعب المسلحة عام 1936 م حملت السلاح وداوت الجراح وأرضعت أبناءها حليب الثورة الخالص المخلوط بالتراث الحضاري الأصيل للشعب الفلسطيني.

كما قادت المرأة الفلسطينية العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال وانتشقت البندقية وقاومت كما شقيقها الرجل وخاضت غمار الكفاح المسلح واستشهدت وخرجت واعتقلت وأبعدت وطردت وساهمت في كل مناحي العمل الوطني والشعبي المجتمعي. إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة عملها الكفاحي الوطني فخاضت العمليات الاستشهادية البطولية وقادت المجموعات الفدائية داخل فلسطين وخارجها وأصبحت عضوا ناشطا وفاعلا وطنيا أصيلا وكانت صفو الرجل وتشاركت معه في كل النضالات…

هذه هي المرأة الفلسطينية ستبقى رمزاً للقضية وستبقى هي النموذج الأسمى لكلِّ النساء، وفي يومها، كلّ التحية والإجلال لها ولما فعلته وتفعله لوطنها ،لمجتمعها وأسرتها
google-playkhamsatmostaqltradent