recent
أخبار الساخنة

دلال المغربي دخلت التاريخ الفلسطيني متسلحةً بالعنفوان الوطني

الصفحة الرئيسية


ولدت الشهيدة دلال المغربي ابنة صبرا العنفوان والتضحية، ونضجت هذه العلاقة الحميمة بين صبرا اللاجئين، وشاتيلا التي تنزف جراحها، وتبكي أجسادَ أطفالها ونسائها، وشبابها حسرةً وغضباً وألماً، نزفت الدماء، واستمرَّ العطاء، فأرض فلسطين هي أرض الشهداء، والأنبياء، وهي أرض الثبات والرسالات.
الشهيدة دلال المغربي التي وُلدت سنة 1958 في مخيم صبرا العنفوان، بعد أن تشردت أُسرتها من يافا المحتلة إلى بيروت.
نضجت دلال، وازدادت صلابتها وهي تعيش حياة اللجوء.
كان طبيعياً بحكم انتمائها العائلي، وحماستها أن تنتمي إلى تنظيم حركة فتح الذي بدأ يستقطب أبناء الجيل الصاعد، باعتبار المرحلة هي مرحلة صراع ضد الاحتلال الصهيوني.
وبناء على هذا الانتماء الفتحاوي، والقناعات الوطنية، والأبعاد السياسية التي هيمنت على هذا الجيل الصاعد فإن دلال المغربي ابنة حركة فتح اختارت أن تكون بإمرة الشهيد خليل الوزير أبو جهاد، وأن تنخرط في عملية الشهيد كمال عدوان، في مجموعة دير ياسين صباح يوم السبت 11/3/1978. كانت دلال ومجموعتها المكونة من 13 عضواً قد باشرت الخطوة الأولى وهي نزول الفدائيين في مستوطنة معجان ميخائيل على بعد خمسةٍ وعشرين كلم جنوب حيفا. وقامت مجموعة دلال المغربي بالاستيلاء على باصٍ كبير مع ركابه، وأثناء مسيرتهم أوقفوا باصاً آخر بداخله 63 راكباً، وهكذا أصبح الصيدُ ثميناً، لأن هذا العدد من الصهاينة سيجعل العدو ضعيفاً وسيعطي الفرصة المناسبة للصدام، واستخدام الركاب للضغط على العدو الصهيوني، والاستسلام أو الاشتباك مع 63 جندياً في الباص، علما أن العدو استنفر أعداداً كبيرة، وأسحلةً مؤثرة، حوالي (57000) جندياً
وتكليف  حوالي 1200 جندياً لحماية المؤسسات التعليمة والمستشفيات وعندما بدأت المعركة، واشتدت الاشتباكات بين الطرفين، واستُشهد أحد عشر فدائياً بينهم دلال ابنة العشرين عاماً.
وأُسر فدائيان اثنان أحدهما الأخ خالد أبو إصبع الذي ما زال على قيد الحياة، وتمَّ الإفراج عنهما.
العدو الصهيوني الذي فوجئ بهذه العملية، وشكلت صدمة له  لأنها مفاجئة، ولأن المجموعة المشاركة في القتال كانت مهيأة ومدربة جيداً، وقد أوقعوا خسائر فادحة في صفوف العدو حيث خسر 37 قتيلاً، و82 جريحاً، من ركاب الباصات، وقتل شرطي وأصيب 9 آخرون، وقتل عشرات من الجنود.
الدور الذي قامت به المرحومة الشهيدة والقائدة دلال المغربي أثار الإعجاب، واعتبر المراقبون أن دلال المغربي هي رئيسة أول جمهورية فلسطينية، ولا زال ترابُ فلسطين حتى الآن يضم جسد دلال المغربي بعد أن رفض العدو الصهيوني تسيلم جثمانها، وهذا ما جعل الأجيال  تتشوق دائماً إلى استقبال جثمانها والصلاة عليها، فهي من خلال هذه العملية أصبحت رمزاً وطنياً فلسطينياً يرفع رؤوس أبناء شعبنا، وستظل في الذاكرة، لأنها من الأَعلام التي لا تندثر، ومن الأخوات اللواتي بلغْن من الصلابة، والتماسك، والجرأة ما بلغهُ الرجال وأشد، وقبل أن تصبح طالبةً في تكميلية صبرا ينضَحُ وجهها بالكبرياء الفلسطيني  والعزيمة والتحدي.
كانت العاشقة الفلسطينية المنشغلة بالإفرازات الوطنية، والحالمة ليل نهار بترجمة أمنياتها، وأحلامها، تسابق الزمن فهي اكبرُ من عمرها، وأنضجُ من عقلها، يتحكم بمشاعرها وعواطفها وجدانُها المحصَّن بالقيم الموروثة والمعتَّقة في خوابي الفداء والدماء، والتضحيات، ونالت احترام وتقدير معلميها، ومدرسيها وخاصة السيدة منوَّر القبلاوي مديرة المدرسة التي طالما تحدثت عنها وافتخرت بها وبوعيها بين الجميع.
لقد اكرمها الله سبحانه وتعالى بالشهادة، وروحها تتجلى في السماء، في جنان الخلد، أما جسدها الطاهر فما زال مطمئناً ومتضَّمخا بالطيب ينتظر مشيئة الله سبحانه وهو على كل شي قدير، فالشهيدة دلال المغربي ابنة صبرا وشاتيلا ما زالت روحها تحدثنا، وتبلسمُ من عالمها الأخر جراحَنا، وتؤنس وحشتنا في هذا العالم الزائل، أنتِ ايقونةُ الثورة، ومنبع الاعتزاز في مسيرة الأحرار، والنصر قادم بإذن الله.
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري
٤/٣/٢٠٢٢
google-playkhamsatmostaqltradent