recent
أخبار الساخنة

“الأحبة عغفلة بروحوا ما بيعطوا خبر ” …!!!(إلى ايقونةً الرياضة ولوائها ....شπهيد فلسطين الاخ القائد ابو احمد زيداني )

الصفحة الرئيسية


بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني، الاعلامي د .رضوان عبد الله
   اخ وصديق ورفيق عمرنا النضالي المديد.. اللواء محمد احمد زيداني .. ليس في صفحات الذاكرة سطرا يخلو من سيرتك العطرة منذ الطفولة والشباب والرجولة الى الغياب
    أمضيت اهم و أجمل سنين العمر ..في ملاعب ومدرجات ومحافل ومؤتمرات الرياضة ، اجتمعت بالساحات والملاعب مع الطابات الرياضية والكؤوس الذهبية والميداليات التكريمية وشهادات العز والفخار ،  و نجحت بتحويل عقود الثمانينات والتسعينات وما بعدهم الى اليوم ،  بكل مافيهم من أحداث وحروب ، إلى سنين من النجاح المهني والسعادة والانجاز لشعبنا ولحركتنا عموما وللرياضة الفلسطينية والعربية خصوصا. 
   كان بريق إسمك أقوى من بريق الشهب والنيازك . كانت شعلة فرحك بانتصارات فرقنا وانديتنا الرياضية اقوى من لهيب معارك الحرب الكونية. كنا في كل لبنان ، بمخيماته وتجمعاته،وبنفسك وهمتك وامثالك ، ننجو من اختبارات الموت وننجح ونمضي ونعيش بفرح كأطفال لم تقربهم الهموم ومتاعب الحياة  . لا القذائف ترهبنا ولا كل الحروب تخيفنا، رغم كل مأسي الحرب ، وظلم المعارك وتوترات الجروح والالام والمخاضات العسيرة لدرب الجلجلة نحو القدس والنصر .
     كنا معك ، ومع الشهداء القادة الذين سبقوك...كمال مدحت ،معين شبايطة، كمال شحرور،الحاج ابو كايد شبلي،يونس عواد، الحاج توفيق،ابو فادي مهاجر،محسن الحلاق، وعمر عبد الكريم،اكرم ظاهر،وصولا لاكرم بكار وعاطف عبد العال،وعشرات من القادة الشهداء الابطال ،  نمضي قدما من اجل فلسطين.. ومن خلال فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية....بجوهرهما وببرنامجهما السياسي.
     في بداية مسيرتنا في مطلع  الثمانينات نجونا كثيرا من براثن العنف والقصف بأنواعه البري والجوي والبحري ، كان الموت يطاردنا في كل الأماكن والشوارع…والبساتين والقواعد العسكرية واماكن التدريب... كنا نختبىء بضعفنا ونتوارى خلف هذه العمارة وتحت تلك الشجرة وهاتيك المتراس وذلك الوادي،حتى نصل الى بر الامان لنعاود لملمة جراحنا والوصول الى مكاتب القرار او المناوبة ..
    كنا نرى الضحايا والاشلاء لاهلنا ورفاق دربنا الجرحى والشهداء والمعوقين،لكننا نعبر جسر الخوف ونهزم الموت بضعفنا .. كم كنا أقوياء بضعفنا ، أقوياء بالإنسان الذي يسكننا.. بالمناضل الذي يقوي عزيمتنا نحو الشهادة او النصر.كنا نحزن لكن شيئا ما كان يشد من عزيمتنا ، شيء ما كان يمنحنا الإصرار على الحياة والادمان على الفرح والنهوض ، للاستمرار بمسيرة الثورة والنضال الى القدس وكل فلسطين....
   ودارت الأيام لتختبرنا فما بدلتنا الأيام ولا تغيرت علاقتنا كما تتغير العلاقات هذه الأيام . اعتقلنا معا ، عشية الاجتياح الاسرائيلي للبنان، انت اخذوك معتقلا واسيرا من مكان، وانا اخذوني معتقلا واسيرا من مكان آخر،والتقينا هناك عند(المسلخ )الاسرائيلي ، و ( سلخوا) جلدنا جنبا الى جنب بكل ما استطاعوا ان ينهالوا به ضربا علينا من عصي وكرابيج وهراوات...،وما استطاعوا النيل من إرادتنا ولا من عزيمتنا...!!!
   جمعتنا القيم والمبادئ التي لم تلوثها الامراض النفسية التي أصبحت سمة عصرنا ، ولم تفرقنا لا مصالح ولا غايات بالية مهترئة ولا انهيارات ولا خلافات.... ولا ابالغ حين اقول اننا كنا مجموعات من ذهب النفوس النادرة ، والمذكورة اعلاه، اضافة الى اخوة ورفاق درب احياء اطال الله باعمارهم ، المدافعين الشرسين عن الحق وعن الحرية، ببطولة وشهادة ونقاء....وكثير من اخوة ورفاق الثورة والنضال، الرائعين والجريئين بقول الحق ونصرته... الذين لا يتسع المجال لذكرهم . 
   لقد احتضنت ثورتنا وحركتنا لواء الشباب و الرياضة ، ولواء العزة والعنفوان...لواء الاباء والكرامة...لواء الاخوة والوفاء...و اذكر لك مواقفا كثيرة وكبيرة وعنيده وصلبة...تجاه كل من حاول تجاوز فتح في العمل النقابي الطلابي...،فكنت داعما اساسيا معنا في مواجهة الخصوم ، وكنت قائدا ومساندا لكل من جاءك من الكوادر ليكون دورك بارزا مع الحق ومع الصواب، وبكل امانة كنت فدائيا فتحاويا وعروبيا ووطنيا بكل معنى الكلمة .
    لا توجد كلمات للرثاء ...لا استطيع ان تساورني الافكار والمشاعر لارثيك...القلب موجوع كثيرا.... لكن الوفاء يجعلني اقول ما يجب ان يقال...فقد قلت لي يوما...وفي مجلس غير مغلق...هذا موقفي تستطيع قوله وعلى لساني...وبكل فخر...ولا تخف ولا تتردد...امضي وانقله على لساني...انا مع الوحدة الوطنية الفلسطينية، وانا مع القرار الوطني المستقل....لاني انا بالاساس ابن فتح...ومن يكن ابنا لفتح لا يمكن ان يكون الا مع فلسطين ومع الوحدة الوطنية الفلسطينية...رحمك الله غادرتنا والالم يعتصر الفؤاد...وكما يقال...الاحبة عغفلة بروحوا وما بيعطوا خبر....بامان الله اخونا وحبيبنا ابو احمد.....!...
google-playkhamsatmostaqltradent