يعتبر التنمر إحدى الوسائل الدفاعية النفسية التي يقوم بها شخص تجاه شخص اخر وتعتبر من الحيل النفسية الاسقاطية ، اذ يُلقي المتنمر كل ما في جعبته من كبته النفسي ومشاكله الدفينة اضافة الى مشكلاته العلائقية مع الاهل والمجتمع تجاه شخص أضعف منه قدرة او اقل حيلة فيصاب هذا الشخص ( المتنمر عليه) بإضطرابات نفسية عديدة قد تجعله شخصاً منطوياً على ذاته ، معدوم الثقة بالنفس، حاقد على المجتمع ومن فيه .
اذ أن التنمر يصنع اشخاصاً متمردين طاغيين في كثير من الاحيان كما أنه يجعلهم اكثر عرضة للإنجرار وراء الفتن والأفات الاجتماعية اضافة الى سلوكهم للكثير من الانحرافات السلوكية كوسيلة للتعويض النفسي عن النقص الذي يعتريهم .
التنمر سلوك عدواني وعنف لفظي ونفسي تجاه الشخص المتنمر عليه .
قد نجد الكثير في مجتمعاتنا يأخذون التنمر من باب التسامر والمزاح ولا يعلمون كم يكلف هذا الامر صاحبه من العناء النفسي والفكري والذي ينعكس بدوره على صحته الجسدية وعلاقاته الاجتماعية وحتى تحصيله الدراسي اذ ينشغل الشخص بما قيل له وبما ينقصه فتُصرف الطاقة النفسية في غير محلها ليُهلك الشخص نفسياً ونمشي في ذات الطريق ليكبر وينشأ عائلة ترث كل تلك الاضطرابات النفسية وبالتالي فإننا بطريقة غير واعية صنعنا مجتمعاً هش نفسياً وفكرياً غير قادر على المضي قدماً نحو مستقبله .
قد يجد البعض ان الكلام فيه شرح على المدى البعيد وربما غير المرئي ولكن هذا بالفعل الطريق الذي تسلكه كلمة تُلقى في الطريق او في المدرسة أو بين الاهل بغرض المزاح ( التنمر).
بعض التقنيات التي تحد من انتشار هذه الافة :
1-تنشئة الطفل على احترام الاخر دون التمييز بين لون او جنس او عرق او دين
2-تربية الطفل على مبادى اخلاقية واجتماعية تعتبر كرادع له لا تسمح له بخرق حياة الاخرين
3- وضع حدود من قبل الاهل لأي شخص يتنمر على اطفالهم حتى لو كان من المقربين فصحة الطفل النفسية فوق كل اعتبار
4- زرع الثقة لدى الابناء وتعويدهم على العيش بثقة نفس متزنة حيث انها المفتاح الاساسي لشخصية مستقبلية ناجحة
5- تعريف الطفل على ذاته اكثر ومساعدته في معرفة نقاط قوته وضعفه سيساعده ذلك في عدم الانجرار وراء اي كلمة عابرة
6-تربية الابناء تربية ايجابية قائمة على العطف والمحبة والثقة والتفاهم سيساعد ذلك في بناء شخصية مستقبلية متزنة
الاخصائية النفسية: عهود حسن