recent
أخبار الساخنة

سيرة الاستاذ الشاعر محمود عاطف فارس (أبو شريف)

 


شاعر فلسطين والقدس ... شاعر المخيمات والفقراء والمجاهدين 
(1947م    -   2022م)                              
ولد المناضل الاستاذ الشاعر / محمود عاطف فارس في بلدة الزيب قضاء عكا بفلسطين المحتلة عام 1947م، هاجرت عائلته اثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م الى الجنوب اللبناني تنقلت مرات عديدة في مدينة صور لتستقر اخيرا في مخيم البص بجنوب لبنان، ينتمى الى عائلة وطنية مناضلة . 
درس المرحلة الابتدائية في مدارس الانروا وأكمل المرحلة المتوسطة والثانوية في مدرسة الاتحاد اللبنانية بامتياز
ومن ثم التحق بالجامعة اللبنانية في بيروت والذي حصل منها على الشهادة الجامعية، 
عمل مدرساً بعد تخرجه في مدارس وكالة الغوث (الأونروا) بمخيم تل الزعتر في بيروت منذ عام 1972م لعام 1975م.
ثم انتقل للتدريس في مخيم الرشيدية عام 1976بقي مدرسا لعام 1988
وفي عام 1989انتقل للتدريس في مخيمه مخيم البص حتى تقاعد عام 2008 م 
التحق بتنظيم الشبيبة التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1972في مخيم تل الزعتر ثم ارتقى ليشغل منصب عضو مؤتمر عام في الجهة ، كان مقربا من نايف حواتمة مؤسس الجبهة وممدوح نوفل وصالح زيدان كان كثير الاجتماع معهم لمناقشة تطوير الجبهة وتجنيد المقاتلين ومناقشة قضايا سياسية وعسكرية ، وبقي لعام 1986 ومن ثم تركها ، 
وبعد انتهاء حرب المخيمات عام 1988 عاد إلى مخيم البص بعد حصاره في مخيم الرشيدية دام ثلاث سنوات فكان أول من فجر العمل السياسي في الجنوب بعد حرب المخيمات ثم أسس اللجنة الشعبية في المخيم فعين مسؤولا للجنة الشعبية الحاج ابو علي عياش ...
ثم التحق بحركة فتح ابو عمار حيث أصبح أمين سر شعبة مخيم البص وجل البحر لعام 1993 م ثم ترك العمل السياسي مع التنظيمات الفلسطينية بعد أن كتب تاريخا حافلا بالإنجازات يشهد له كل من عرفه في ساحات النضال وهو الذي وقف مع الشعب الفلسطيني وقضاياه في المخيمات  .
 ترك التنظيمات الفلسطينية لكنه لم يترك نصرة الأقصى وفلسطين والمجاهدين بقي ينصرهم بالكلمة حتى الرمق الاخير من حياته ...
وبعد ذلك تحول إلى النهج الاسلامي فكان يلقي أشعاره الوطنية الفلسطينية والإسلامية على منابر حركة الجهاد الإسلامي في مخيمات الجنوب وبيروت ...

شارك في مقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وكان يجند الشباب لقتال اليهود ويرسلهم لمعسكرات التدريب ويرسم لهم خريطة الطريق الى فلسطين كان دليلا يسهل لهم للقيام بعمليات قتالية وضرب صواريخ من جنوب لبنان 
 اعتقل أثناء الاجتياح في مخيم البص عام 1982  وكان من أوائل المطلوبين لاسرائيل تم نقله إلى الداخل الفلسطيني فذاق أشد العذاب واثناء التحقيق معه لم يعترف بالأعمال التي شارك فيها ضد الاحتلال الاسرائيلي حتى مرض مرضا شديدا فتم نقله إلى سجن أنصار جنوب لبنان ليفرج عنه مع بعض المرضى .. 
لم يدع قتال اليهود بل شارك في محاربة عملائهم وفضحهم وجمع أسمائهم وإرسالها إلى مركز القيادة في البقاع ليتم محاسبتهم 
وكان أول من أدخل السلاح إلى مخيم البص بعد الانسحاب الصهيوني للدفاع عن المخيم ...

 وفي عام 1986 انسحب إلى مخيم الرشيدية قبل أن تندلع حرب المخيمات بثلاث ايام  بين حركة أمل والفصائل الفلسطينية ...

 وكان المطلوب الاول حينئذ بقي محاصرا في مخيم الرشيدية ثلاث سنوات ليعلن وقف إطلاق النار وإجراء مصالحة بين الطرفين 

وفي عام 1988خرج من مخيم الرشيدية مع وفد كبير من قادة الفصائل والشعب الفلسطيني إلى مخيم برج الشمالي
 فأول من صعد المنبر وخاطب الجمهور اللبناني والفلسطيني وتمت المصالحة وعادت الأمور طبيعية بين حركة أمل والفصائل الفلسطينية ليرجع إلى منزله في مخيم البص بعد غياب دام ثلاث سنوات ...

وفي العام نفسه 1988 تعرض الشاعر لكمين محكم أثناء ذهابه باكرا إلى مدرسته في مخيم الرشيدية تم خطفه بسيارة من قبل مجموعة من المسلحين والهدف قتله لولا فضل الله والاتصالات التي أجراها احد من قادة فتح  بالخاطفين ليتم اطلاق صراحة من احد البساتين ...

تعرض الشاعر محمود عاطف فارس بين عام 1990 لعام 1993 إلى الكثير من محاولات الاغتيال بإطلاق الرصاص عليه وصنع كمائن له كلها باءت بالفشل من قبل بعض الأشخاص المأجورين الذين لهم سوابق بالعمالة مع اليهود   ...

نجى مرات عديدة من قصف إسرائيلي كما نجى مرات عديدة من حواجز الكتائب اللبنانية في بيروت التي كانت تنصب لاعتقال الفلسطينيين وقتلهم ...

لم يتلقى الشاعر اي مبلغ من المال أثناء عمله في الثورة الفلسطينية خلال الفترة التي خدم بها منذ عام 1972 إلى عام 1993 بل كان ينفق من ماله الخاص للدفاع عن فلسطين والشعب والمخيمات 

وفي عام 2008 كان له نصيب في بناء مسجد ابي بكر الصديق رضي الله عنه في مخيم البص 

الشاعر محمود عاطف فارس سيد المنابر واول من ارتجل الشعر على المنبر الفلسطيني واللبناني في مخيمات الجنوب صور والقى قصائده الفلسطينية المفعمة بالصدق والانتماء الى فلسطين والوطن العربي ، ونشر معظمها  في صحف ومجلات ومواقع الكترونية وألقاها  الشاعر محمود عاطف على محطات التلفزة والشبكةالعنكبوتية وفي صالونات ومراكز ثقافية في صور وبيروت وصيدا  والبقاع وسواها...
لقد كان وجود الشاعر في معظم المهرجانات السياسية الفلسطينية في صور هو الاساس حيث  كان يقدم الخطباء في العصر الذهبي للمقاومة الفلسطينية .

 فكان رجلا بكل معنى الكلمة رجلا ولا كل الرجال ، شجاعا صلبا عنيدا طيبا حنونا كريما ، مخلصا في مدرسته أثناء التدريس ، وفي شعره ، كان يكتب بالقلم والروح والدم ، ومخلصا في انتمائه للثورة الفلسطينية . 
ذو شخصية قيادية ناجحة كان يتمتع برؤية مستقبلية ،  شخصيته قوية في جميع مراحل حياته منذ طفولته إلى آخر عمره عاش رجلا ومات رجلا .
 لقد شكّل الشاعر حالة كفاحية صلبة وتميّز برخامة صوته وقوة حضوره ولم يترك ساحات النضال رغم صعوبة الأيام التي مرّ بها وبقي يكتب وينشد للاقصى ولفلسطين وللمجاهدين ويحرض على قتال الاحتلال الإسرائيلي حتى الرمق الأخير.

انتقل الشاعر / محمود عاطف فارس (ابو شريف) الى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء الموافق 18/1/2022م بعد صراع مع المرض لم يمهله الا شهرا ونصف حيث كان في العناية المركزة بالمستشفى فقد بصره قبل وفاته بثلاث شهور ، كان صابرا محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره ، كان آخر كلامه ،( أنا منيح انا بخير ، لا اله الا الله )  وعند طلوع الروح فاح من جسده رائحة المسك بشهادة ثلاثة من الممرضين ، 

وشيع في موكب جنائزي مهيب حيث أنطلق من أمام منزله باتجاه مسجد حمزة مخيم البص، فتمت الصلاة على جثمانه ومن ثم وري الثرى في مقبرة المعشوق، 
بمشاركة من أهل الفقيد والفصائل الفلسطينية والاحزاب والشخصيات واللجان الشعبية والاهلية والمخاتير ومؤسسات المجتمع المدني، ولفيف من العلماء ومخيمات منظقة صور بالجنوب اللبناني.
رحم الله الشاعر / محمود عاطف فارس ، واسكنه فسيح جناته .
google-playkhamsatmostaqltradent