recent
أخبار الساخنة

🚨"عاشق المخيم" أبو السعيد اليوسف: الى مثواه الاخير... من عين الحلوة الى جبانة صيدا


✍️ محمد دهشة

تودع اليوم عائلة اليوسف و"جبهة التحرير الفلسطينية" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومعهم عين الحلوة ومدينة صيدا وكل المخيمات الفلسطينية في لبنان، عضو "اللجنة المركزية" القائد الشعبي محمد اليوسف "ابو السعيد" الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي بعد وعكة صحية. 

وبخلاف ما كان مقررا في موكب التشييع سابقا، فقد جرى تعديله لينطلق من عين الحلوة ظهرا، من المخيم الذي تعلق قلبه به الى حد العشق، فالمخيم محطة من محطات الانتظار المؤقت على طريق العودة الى فلسطين، ففي المخيم امضى حياته وناضل منه وفيه، مدافعا عنه وعن أمنه واستقراره، وحقوقه وكرامة أبنائه وعن قضية فلسطين، ساعيا بالخير، كالاطفائي يخمد نار فتنة او اشكال، مصلحا، متواضعا، يقصده كل صباح ليشارك الناس همومها اليومية وشجونها...

أبو السعيد، "عاشق المخيم" أبى ان لا تكون رحلته الاخيرة الا منه، وقد وصفه في آخر كلماته بأنه "مخيم الابطال والصمود الذي انتصر على العدو الصهيوني في الاجتياح الاسرائيلي العام 1982 ولم يستطع دخوله بالقوة"، رحلة لم تكتمل بخاتمة سعيدة، آمن بها وقاوم من أجلها، وهي كنس الاحتلال الصهيوني وتحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بقي في قلبه غصة لان حلمه بالعودة الى بلدته السميرية في قضاء عكا والى كل قرى وبلدات فلسطين لم تتحقق بعد، لكنه تركها أمانة معلقة في الاعناق.

"عاشق المخيم"، أبى الا ان يكون مسجى داخل مسجد الفاروق "عمر بن الخطاب"، حيث كان يؤدي الصلاة، الا ان يكون محمولا على أكتاف رفاق السلاح في الجبهة، واقران دربه في القوى الفلسطينية، كأنه يلقى نظرة الوداع الاخير على الاماكن التي أحب، الى الجنوب البعيد حيث فلسطين الارض والانتماء والبوصلة، الى الجنوب القريب حيث مقر "الامانة العامة" للجبهة منطلق مسيرة النضال والتي كثيرا ما حفلت بالاسرار العسكرية، بالافراح والاحزان وبأعراس الشهادة، والتي شهدت جدرانها ايضا على حكايا الجرحى والمناضلين، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا...

"أبو السعيد"، عاشق المخيم، وحبيب القلب والشعب، أبى الا ان يودع ابناء المخيم، من سوق الخضار، حيث الحركة والحياة والضجيج وأصحابه التجار، حيث مقار اللجان الشعبية والكفاح المسلح سابقا، والعمل الوطني المشترك، وأحاديث الناس القابضة على جمر اللجوء والبؤس... عن الثورة والانتفاضة، عن الفقر والصمود، حيث كان يردد دائما "كل شيء يهون من أجل فلسطين"، مشاركا في التحركات المطلبية والاحتجاجية والتظاهرات والمسيرات والاعتصامات والوقفات التضامنية...

"عاشق المخيم"، ابن فلسطين وسليل العائلة المناضلة التي دفعت ثمنها انتمائها الوطني دماء، يودع أهله وأقاربه وجيرانه، حيث ولد وترعرع وعاش، أبن "الجبهة" الفصيل الوطني المقاوم، حيث مركز الشهيد "سعيد اليوسف"، الذي خلد ذكرى شقيقه الاكبر القائد العسكري سعيد اليوسف وهو يقاوم الاحتلال الصهيوني اثناء اجتياحه للبنان عام 1982 في جبل لبنان الاشم، في مسيرة الثورة يسقط الابطال الواحد تلو الاخر، ولهم أسوة بقافلة الشهداء الابرار من الشهيد الخالد ياسر عرفات الى قائد "الجبهة" الشهيد "ابو العباس"، واللائحة تطول.

"عاشق المخيم"، سيصلى على جثمانه الطاهر عند صلاة الظهر في مسجد "الفاروق"، على ان تنطلق الجنازة من المسجد مشيا في الشارع الفوقاني باتجاه مستشفى صيدا الحكومي، ومنها بموكب جنائزي مهيب إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب حيث يوارى الثرى. على ان تقبل التعازي للرجال والنساء، من الساعة الثالثة عصرا حتى السابعة مساء في منزل أخيه اللواء ناظم اليوسف،  صيدا، الهلالية، طلعة المحافظ، مقابل محطة السنديانة.

"عاشق المخيم"، نعته عائلته اليوسف، وجبهة التحرير الفلسطينية وأمينها العام الدكتور واصل ابو يوسف ونائب الامين العام ناظم اليوسف وعضو المكتب السياسي صلاح اليوسف وكاظم "ابو علي" ومسؤول رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ علي اليوسف ومحمود وفادي اليوسف واعضاء قيادة الجبهة في لبنان، كما نعته فصائل منظمة التحرير والقوى الفلسطينية، وسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وسفير دولة فلسطين في البحرين خالد عارف، معتبرين ان رحيله خسارة كبيرة ولمسيرة النضال الطويلة التي حمل لوائها على دروب الالم والامل الفلسطيني، مكافحا ومتمسكاً بالحق والفلسطيني بالعودة إلى فلسطين.

وداعا ابو السعيد... والى جنات الخلد مع الشّهداء والصّدّيقين يا عاشق المخيم وكل فلسطين وعهدا ان يبقى شعبنا على العهد حتى تتحقّق الآمال بالعودة ونيل الحقوق بالحرية والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


بسم الله الرحمن الرحيم
"مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"

آل اليوسف وآل بدر وآل كريم وعموم أهالي مخيم عين الحلوة
ينعون إليكم بكامل الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، وفاة فقيدهم الغالي

محمد يوسف اليوسف
"أبو السعيد"
ولده: سعيد

أشقاؤه: القائد سعيد، اللواء كاظم"أبو علي"، اللواء ناظم "أبو يوسف"، الحاج صلاح "أبو سعيد"، الشيخ علي، الحاج فادي، المهندس محمود.

أعمامه: الحاج عمر وكامل رحمهما الله تعالى.

أخواله: الحاج خالد وضرار بدر رحمهما الله تعالى، الحاج عبد الرحيم بدر.

تقبل التعازي للرجال والنساء، من الساعة الثالثة عصرا حتى السابعة مساء في منزل أخيه اللواء ناظم اليوسف، صيدا، الهلالية، طلعة المحافظ، مقابل محطة السنديانة.
google-playkhamsatmostaqltradent