المنهج، هو الطريق الذي يؤدي إلى الهدف، وقد درس كبار الفلاسفة قضايا المنهج، لاهتمامهم باكتشاف أكثر الطرق دقة ونجاحا، لبلوغ الأهداف.
لذلك، فتحديد المنهج، قضية مهمة في حياة الفرد والمجتمع، من أجل تحديد طريق الوصول إلى الأهداف العامة والخاصة.
فلا نجاح في حياة الفرد، ولا إمكانية لتحقيق أهدافه دون منهج محدد بالتفكير والعمل، ولا تحرير للأرض ولا عدالة ولا أمن ولا استقرار وتطور وازدهار لأمة دون تحديد المنهج للوصول إلى هذه الأهداف.
وبالتالي، فإن عدم تحديد المنهج، يؤدي إلى التشتت وعدم القدرة على الحشد والتنظيم، ويجعل النخب السياسية والفكرية بحالة ترهل وعجز وإرباك، وغير مستقرة على رأي أو هدف، وتتغير آراءها ومواقفها بتغيير المرحلة أو السلطة القائمة، ففي مراحل شبابها وحيويتها تتموضع في خنادق اليسار، ومع تراجع اليسار تصاب بالشيخوخة والأمراض، تعلن سنواتها الماضية وتندم عما فعلت.
وفي شبابها وانطلاقاتها، تتموضع في خنادق الثورة، ترفع شعاراتها وتطلق أغانيها وأهازيجها، ومع عجزها وأمراضها وشيخوختها، تسترخي على واقع الحال المأزوم والمهزوم، يبدو عليها التعب وتستسلم للأمر الواقع، فقد استثمرت نضالاتها ومواقعها لتحقيق امتيازات شخصية، تحاول الاستقرار عليها وترفض التغيير وتشكك بالثورة.
وبعد المزيد من العجز والشيخوخة والأمراض التي تصيب الفرد أو الأطر السياسية والنقابية، ربما يتراجعون أكثر، ويعتبرون أن واقع الحال وصل إلى مرحلة لم يعد بالامكان تغييره رغم قساوته .
من هنا، تبرز أهمية منهج التفكير والعمل في حياة النخب والقيادات والقوى، ولكن أي منهج يمكن له أن يحقق الهدف، وأن يبقى صامدا ثابتا، أمام التحديات، ولا يتلون بلون المرحلة؟
إنه المنهج العلمي المستند إلى الوقائع وليس إلى الخيال والوهم .
المنهج الذي يمكن له أن يحلل الواقع بشكل دقيق ويحدد مسار التغيير والعمل من اجل الوصول إلى الأهداف العادلة.