recent
أخبار الساخنة

العيد ما بيمرق ع المساكين ، والمغتربون عصب الأسواق .


لم تعكس زحمة السير على مداخل مدينة صور من اتجاهاتها كافة،نبض أسواق المدينة المترامية من السوق القديم مرورا بشارع الحسبة القديمة وصولا إلى حي الرمل ومتفرعاته،عشية عيد الأضحى المبارك ،الذي يحل هذا العام أكثر ثقلا على اللبنانيين و الجنوبيين.

فيما عادت الروح ولو نسبيا إلى كورنيش صور الجنوبي ،الممتلئ بالمطاعم والمقاهي، والذي كان شهد ليلا أعمال تكسير وإشعال إطارات في نواحي المدينة احتجاجا على تقنين التيار الكهربائي اشتراكات المولدات ،التي انهكت أبناء المدينة و مؤسساتهم، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.

حسين سعد

أصبحت حلة العيد الجديدة (البسة واحذية وتوابعهما) بالنسبة لفئة كبيرة من الناس،في اخر سلم الأولويات، بعدما وصل سعر أدنى بنطال ولادي وقميص مع حذائهما او فستان متوسط الحال،أكثر من خمسماية ألف ليرة للولد الواحد،وهو رقم يقترب من الحد الأدنى للأجور وخاصة العمال المياومين الزراعيين ،الذين ما يزال الكثير منهم يتقاضى بدلا قيمته ثلاثون الف ليرة لبنانية .
الأولوية لهذه العائلات الفقيرة والمدقعة ،محاولة تأمين الأكل والدواء ،سواء من إنتاجها أو من خلال المساعدات العينية وغير العينية ،التي تبذل من قبل قوى وجمعيات وأفراد مغتربين على وجه الخصوص،الذين دفعوا خلال الشهرين الحاليين العجلة التجارية على مستوى مدن وبلدات الجنوب .

قررت ام قاسم ،وهي ربة عائلة مؤلفة من خمسة أفراد فقدت معيلها قبل سنوات،شراء لحمة العيد ،التي لم تطأ عتبة منزلها منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
خطوة ام قاسم التي أدخلت الفرحة إلى قلوب أولادها، بعدما وعدتهم بشواء اللحمة غدا ،ما كانت لتحصل لولا إرسال قريب لها في أستراليا قبل يوم واحد من العيد مبلغ مئة دولار أميركي، نزلت عليها بردا وسلاما،خاصة وأن هذا المبلغ يحل لها بعض المشكلات ومنها تأمين بدل اشتراك المولد الكهربائي.
في أسواق الجنوب ،ولا سيما سوق مدينة صور ،يكاد يجمع التجار وأصحاب محلات الألبسة والاحذية والحلويات أيضا، بأن المحرك الفعلي لبعض النشاط الذي تنعم به المدينة،يعود إلى وفود أعداد كبيرة من المغتربين من اللبنانيين والفلسطينيين أيضا المتواجدين بكثرة في أوروبا.

غالبية هؤلاء التجار،يراهنون على شهر آب المتبقي من قدوم المغتربين إلى المنطقة،ويتخوفون من مواسم قاحلة بعد هذا الشهر،الذي يليه استحقاق المدارس ومغادرة المغتربين.

رفع العديد من أصحاب المؤسسات السياحية والتجارية،شعارات على جدران صفحات الفيس بوك الخاصة بهم، ومنها شيل صورة زعيمك وحط صورة المغترب.
يصف عماد قانصوه أحد أصحاب محلات الألبسة في شارع الحسبة القديمة الوضع عشية العيد بالمقبول لناحية حركة المواطنين في الأسواق.

ويقول: إننا نعاني منذ أيام من تقنين حاد وقطع الاشتراك ،نتيجة عدم توفر مادة المازوت ،الأمر الذي انعكس سلبا على نشاطنا التجاري .

يبدو عباس شهاب صاحب محل آخر أكثر تشاؤوما من الأوضاع الاقتصادية والحياتية،فيؤكد أن النشاط الحالي الشبه مقبول ،يتوفر من خلال المغتربين الجنوبيين الذين قدموا خلال الشهرين الماضيين وما يزالون ،ولولا هؤلاء لكانت الأسواق متهالكة .

الشكوى ذاتها عند حسين الحسيني ( ابو علي) فيقول لا عيد ولا من يعيدون،الأوضاع من سيء إلى أسوأ.

على مدخل السوق التجاري الذي (يحرسه) الصرافون بإعداد كبيرة ،يقبل الكثير من زوار المدينة،على تبديل ورقة او ورقتين من فئة ال١٠٠ دولار بالعملة اللبنانية للتبضع من الأسواق وشراء حاجياتهم .


يؤكد بعض الصرافين غير الشرعيين ،أن حركة بيع الدولار بأرقام قليلة نشيطة في هذه الأيام، وأن معظم الزبائن هم من المغتربين اللبنانيين والفلسطينيين من أبناء مخيمات صور وحتى السوريين الذين يتلقون بدلات شهرية بالدولار من منظمات الأمم المتحدة.





google-playkhamsatmostaqltradent