recent
أخبار الساخنة

"ضبط الحشيشة" سلّط الأضواء مجدّداً على واقع مرفأ صيدا القديم






 محمد دهشة

إحباط تهريب أربعة أطنان من حشيشة الكيف كانت معدّة للتصدير إلى مصر على متن الباخرة CESAR عبر مرفأ صيدا القديم، سلط الاضواء على واقعه للمرة الثانية في غضون عام واحد، اذ المرة الاولى كانت في عقب انفجار بيروت الكارثي في 4 آب من العام الماضي لاستخدامه كمرفأ مساعد لاستقبال البواخر التجارية وافراغ حمولتها بانتظار اعادة تأهيل مرفأ العاصمة.
يقع المرفأ مقابل القلعة البحرية وهو صغير الحجم، وهو مرفأ للصيّادين ومرفأ سياحي في آن معاً، يقصده السّياح في فصل الصيف للذهاب إلى جزيرة صيدا "الزيرة" بشكل أساسي، وهو فعلياً يعتبر رصيفاً فيه حوضان داخلي وخارجي، ويستقبل السفن التجارية المحملة بالاثقال من حديد ورخام وصخور ولا يزيد عمقه عن ستة امتار.

ويقول المؤرّخ الصيداوي الدكتور طالب محمود قرة أحمد لـ"نداء الوطن" ان المرفأ هو عبارة عن رصيف، بني وطوّر خلال الاحداث اللبنانية ويتّسع لباخرتين في الداخل والخارج قبالة القلعة البحرية، وقد حاولوا تطويره برصيف في منتصفه حيث يوجد "القبان" اليوم، ولكن لم تنجح البواخر بالرسو بمحاذاته كون المنطقة صخرية وغير عميقة، لقد رست باخرة واحدة تحمل الزفت السائل ولم ترس غيرها، وبقي المرفأ على طاقته في استقبال باخرتين لا تزيد حمولة اي منهما عن 4 آلاف طن، لانها تضرب بالارض لان المياه بعمق ما بين 6-7 امتار فقط.

واوضح ان تقسيم استقبال المرفأ في الخريطة اللبنانية جاء للاثقال: الحديد والخردة والرخام والصخور، اي ما لا يستقبله مرفأ بيروت لانه يتسبب باضرار في الرصيف، مشيراً الى ان مرفأ بيروت خصص للتجارة الداخلية والخارجية، وجونية للسياحة، وطرابلس للخشب، والجية للفيول وكلينكر" وهي حبوب لصناعة الترابة، وصور للسيارات.

مقابل هذا الواقع المحكوم جغرافياً، ولدت فكرة مشروع مرفأ صيدا على يد رئيس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري الذي خطط لإنشاء "مرفأ بحجم وسطي وبوظيفة عادية غير متخصصة" في جنوب المدينة، بعدما تبيّن أنّ إنشاءه على مدخل المدينة الشمالي له عواقب تراثية وبيئية وسياحية، وقد انطلق العمل في العام 2011 بموجب مرسوم 5790 أصدرته حكومة تصريف الأعمال في 6 نيسان 2011 وتديره "مصلحة استثمار مرفأ صيدا" التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل وهو مؤلّف من حوض واحد يستوعب البواخر متوسطة الحجم فقط إذ لا يتجاوز عمقه 10 أمتار ورصيفه الذي أنجز خلال المرحلتين بطول 275 متراً. وتشكل تجارة الخردة 54% من حركة مرفأ صيدا، الأمر الذي يتطلب إعادة التفكير والتخطيط لاستيراد المواد الغذائية".

بعد انفجار مرفأ بيروت، ادركت الدولة ضرورة تطوير مرافئها، فكشفت جولة وزير الاشغال والنقل ميشال نجار على المرفأ الجديد بعد ايام قليلة من الانفجار ان قدرته على استيعاب السفن التجارية لا تتجاوز الـ20% بسبب عدم اكتمال مراحل بنائه، وانه بحاجة الى اعتمادات ومبلغ 40 مليون دولار لاستكماله واستكمال اعمال الردم وانشاء الارصفة واقامة الهنغارات، قبل ان يعد بوصول باخرة إنكليزية للقيام بمسح شامل لكل الموانئ اللبنانية لاعادة تأهيلها.

اليوم، سلّطت محاولة تهريب الحشيشة منه الاضواء على معاناته المزمنة ومنها عدم وجود آلة سكانر، اذ يصبح كشف تهريب الممنوعات من ضمن جهود القوى الامنية من الجمارك والامن العام ومخابرات الجيش، وخاصة اذا كانت مخبأة بطريقة احترافية، مثلما جرى ضمن صناديق حديدية مصفحة داخل حمولات من حديد الخردة مصدرها منطقة البقاع، وتقدّر بحوالى 4 اطنان و200 كلغ من حشيشة الكيف كانت موضبة في حوالى 140 برميلاً حديدياً محكم الاغلاق، في كل برميل نحو 30 كلغ.

واوضحت مصادر أمنية لـ"نداء الوطن" ان التدقيق في الحمولة جرى على خلفية نقلها من منطقة البقاع في ظل التهريب الحاصل في الفترة الاخيرة والتشديد في عمليات التدقيق، وكشف أمرها بعد تحميل جزء منها في أحد عنابر الباخرة، وقد جرى امس افراغ العنبر الآخر من الباخرة على الارض بواسطة ملقط تمّ استقدامه لمعرفة ما اذا كانت تحتوي على كميات اضافية من الحشيشة او غيرها من الممنوعات، فيما تفقد المرفأ المدير العام للنقل البري والبحري بالوكالة الدكتور احمد تامر حيث اطلع من رئيس مصلحة استثمار مرفأ صيدا رائف فواز على تفاصيل ما جرى.

وفي وقت لاحق عصراً، تمكن مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب بالتنسيق مع ضابطة ومكتب جمارك صيدا وتحت اشراف النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب، من ضبط كميات كبيرة من حشيشة الكيف موضبة في صناديق حديدية على متن شاحنتين معدتين للنقل الخارجي محملتين بخردة الحديد كانتا متوقفتين في شارع فرعي قرب مستديرة مرجان في مدينة صيدا.

وعملت قوة من مكتب مكافحة المخدرات على افراغ حمولتي الشاحنتين وتفتيشهما بشكل دقيق لكشف ما اذا كان هناك المزيد من المخدرات المهربة حيث تم حتى الآن ضبط 32 برميلاً بداخلها كميات من حشيشة الكيف.

وافيد ان هاتين الشاحنتين كانتا في طريقهما الى مرفأ صيدا وان سائقيهما ركناهما في شارع فرعي وفرا الى جهة مجهولة عندما تم الكشف امس عن عملية تهريب عدة أطنان من حشيشة الكيف ضمن اكوام من الخردة تم شحنها براً من البقاع الى صيدا لتحميلها على متن باخرة تجارية متوجهة الى جمهورية مصر العربية.
google-playkhamsatmostaqltradent