recent
أخبار الساخنة

الديمقراطية الامريكية في اوضح صورها بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية








لا اظن بان المبهورين بالديمقراطيات الغربية سيبقون على مواقفهم بعد المشاهد

غير المعتادة التي حصلت في مبنى البرلمان الامريكي . من تابع الاحداث هناك كان

يخال له ان تلك المشاهد تحدث في مجاهل افريقيا ، او في دولة من دول الاستبداد

في القارة الامريكية او البحر الكاريبي او في الدول الدكتاتورية المنتشرة من المحيط

الى الخليج حيث تسيطر انظمة الحكم المطلق و العسكر و جلاوزة القمع . ربما يفهم

بعض المتأمركين لماذا تدعم امريكا الكيان الصهيوني و لماذا تقف خلف كل نظام

مستبد في كل بقاع الارض . اذا كان هذا الشعب لا يحترم الديمقراطية في بلاده ،

و إذا كان قد انتخب رئيسا مأفونا حكم لاربع سنوات ، ثم نال ما نسبته 42% من

الاصوات في الانتخابات التي جرت في 3 تشرين الثاني الماضي ، فاي بلد هذا،

و اي شعب و اية ثقافة ! لقد كنا نعتقد بان العنصرية التي تمارس على السود

او على السكان الاصليين من الهنود او ضد الاقليات ما هي الا تصرفات فردية يقوم

بها رجال امن او موظفين عنصريين حاقدين ، لكن الواقع بان المجتمع الامريكي

مجتمع عنصري و ممارسات الحكم الفيدرالي في سياساته الخارجية و دعمه

للدكتاتوريات تعكس حقيقة العنصرية المتأصلة في المجتمع الامريكي . هذا الوصف

بالطبع لا يشمل فئات اجتماعية و قطاعات شعبية ترفض العنصرية و ترفض

السياسات التي تتبعها الادارات الامريكية ، جمهورية كانت ام ديمقراطية ، لا سيما

تلك السياسات المعادية للقضايا العادلة على مستوى العالم كالمسألة الفلسطينية

و الاعمال العسكرية التي اودت بحياة مئات الالاف من الناس خصوصا من

المسلمين في افغانستان و العراق و غيرهما من البلدان . ان الصورة الهمجية

التي رأيناها خلال اقتحام جماعة ترامب لمبنى الكونغرس الامريكي ، و محاولتهم

افشال اقرار نتائج الانتخابات التي انهت مرحلة من الجنون السياسي لحاكم اهوج ،

هذه الصورة بينت هشاشة هذه الدولة الكبرى ، و اظهرت الطبيعة الغريبة للمجتمع

الامريكي غير المتجانس و غير المستقر . و كذلك فسرت لنا نوعية الناخب الامريكي

المتقلب وطبيعة السياسيين الامريكيين الذي يملؤون الكون رعبا و همجية و

عدوانية . و يبقى على الزعماء الذين يرتعدون من ترامب و امثاله من السياسيين

الامريكيين ان يتعظوا و يأخذوا العبرة ، و يفهموا ان شعوبهم ابقى لهم ، و انهم

خاسرون في انجرارهم الاعمى خلف السياسات الامريكية الداعمة للعدو و المعادية

لقضايانا العادلة و لكل قضية عادلة على مستوى العالم .




google-playkhamsatmostaqltradent