recent
أخبار الساخنة

بيان سياسي صادرعن قيادة حركة فتح في لبنان




يوم الشهيد الفلسطيني يوم العزة والكرامة
كان يوماً مفصلياً في تاريخ القضية الفلسطينية المعاصرة، كما شكَّل بدايةً لممارسة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الصهيوني، الجاثم على أرضنا منذ بداية النكبة كمشروع سياسي استعماري.
كما أن يوم الشهيد هو الإعلان عن الشهيد الأول في مسيرة الثورة وهو أحمد موسى الدلكي في العملية الرسمية الأولى في 7/1/1965، وهي التي استهدفت نفق عيلبون، الذي كان بداية إقامة مشروع لتحويل مياه نهر الأردن إلى داخل الأراضي المحتلة الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني، واستثمارها في الاستيطان والزراعة.
إن تنفيذ هذه العملية التاريخية جاء بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وإِصدار الميثاق القومي الفلسطيني، والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم هذا في 28/5/1964 بعد عقد مؤتمر القمة العربي في القاهرة 13/1/1964 وقرر المجتمعون يومها إنشاء كيان فلسطيني يعبِّر عن إرادة الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحرير وطنه المحتل، وتقرير مصيره وكان الفضل الأول للراحل أحمد الشقيري الذي كُلِّف من المؤتمر بالاتصال بمكونات الشعب الفلسطيني، واستطاع مع زملائه أن يصيغوا الميثاق القومي الفلسطيني في المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس والذي حضره (419) عضواً يمثلون الشعب الفلسطيني بمعظم قطاعاته، ومن بين الحضور كان الأخوة ياسر عرفات، وخليل الوزير، وكمال عدوان، وخالد الحسن ومحمد يوسف النجار وغيرهم.
بعد تشكيل جيش التحرير الفلسطيني بصفته الرسمية كجزء من منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها رسمياً، سارعت قيادة حركة فتح إلى إعلان انطلاقة حركة فتح كحركة ثورية وطنية تمارس الكفاح المسلح، باعتبار أن الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد هي الضمانة الوحيدة لقهر الاحتلال وتحرير الأرض، وليس الحرب النظامية الكلاسيكية.
هذا الجانب السياسي تم حسمه من خلال الإعلان الرسمي عن العملية الفدائية الأولى، والتي تقررت بعد حوار داخلي معمَّق بين القيادة الأولى حول توقيت العملية، وتم حسم هذا الخيار الفتحاوي بالأكثرية، وكان البيان الأول حول العملية الأولى باسم قوات العاصفة، والتي تلتها عدة عمليات ناجحة أربكت الاحتلال.
إنَّ العملية الأولى كانت تستهدف هدفين في ليلة 31/12/1964 وهما؛ تفجير محطة الضخ في البطوف ( بيت نطوفا) في شمال فلسطين، والثاني تدمير نفق عيلبون الذي ينقل مياه نهر الأردن إلى داخل الأراضي المحتلة، ولكنه لم يتم التنفيذ في تلك الليلة لأسباب قاهرة الأول أن منسوب مياه نهر الأردن كان عاليا جداً، والسبب الثاني أَن المجموعة الثانية اعتلقت على الحدود اللبنانية، ولم تتمكن من الوصول إلى محطة الضخ في البطوف. ولذلك أرجئ التنفيذ العملي للعملية الأولى إلى 8/1/1965 حيث استشهد الشهيد الأول احمد موسى وهو ينفذ العملية الأولى مع زملائه، ومن هنا جاء إعلان يوم الشهيد الفلسطيني في 7/1/1965. كان الراحل ياسر عرفات الذي أعدَّ بيان تنفيذ العملية مسبقاً في تلك الليلة قد قام بتوزيعه شخصياً على وسائل الإعلام، وانشغل العالم بأسره بهذا الحدث، لكنهم بعد التنفيذ العملي للعملية الأولى أدركوا أن الثورة قد بدأت مع انطلاقة حركة فتح.
ونحن نحتفي بيوم الشهيد بكل ما يحمله ذلك اليوم من منطلقات وطنية، ومعانٍ سياسية، ووجدانية، وثورية فإننا في حركة فتح الرائدة نسِّجل احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بقوافل الشهداء الإبرار، وبعائلاتهم وأُسرهم الذين لهم في رقابنا دَيْنٌ كبير، وأمانة غالية يجب أن نؤديها وفاء لأرواح ودماء تلك القوافل من الرجالات الذين كتبوا تاريخنا المجيد ومازالوا بسيرهم النضالية، ومواقفهم الجهادية، وسجلات نضالهم الناصعة، وأرَّخوا لنا وللأجيال القادمة، ولكل شعوب الأرض وبحروف من نور بأنَّ الثورة متواصلة، وأن حركة فتح ثورة حتى النصر.
في يوم الشهيد نقف بكل احترام، وتمجيد، وتبجيل أمام قوافل الشهداء وأهاليهم، ولا ننسى أولئك الشهداء الأبرار من أبناء أمتنا العربية والإسلامية والشعوب الأخرى الذين التحقوا بصفوف الثورة، وضحوا واستشهدوا، واختلطت دماؤهم بدمائنا، وعززوا مبدأ أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، والقدس تنتظرهم، ونحن ما زلنا على العهد والوعد.
نحييكم يا أهلنا ويا رفاق دربنا، ويا رصيدنا الوطني الثوري أهالي الشهداء والجرحى والأسرى والمعذَّبين في غياهب الزنازين. أنتم في وجداننا، وفي قلوبنا، وأنتم القلب النابض في الجسد الفلسطيني، وأنتم عنوان كرامتنا، وانتم الشاهد الحي على عدالة القضية الفلسطينية، وعلى جريمة العصر الصهيونية التي ارتكبت المجازر بحق شعبنا، وانتهكت مقدساتنا، وهوَّدت أرضنا، وانتهكت كلَّ المحرمات، وداست كل قرارات الشرعية الدولية، وغذَّت وزرعت كلَّ أشكال العنصرية، والنازية، وجرائم القتل والإبادة البشرية، وحرمت أهالي الشهداء حتى من رؤية جثامين أبنائهم، وتوديعهم، ودفنهم، وتم حجز الجثامين، وما زالوا في مقابر الأرقام، وهل هناك من سلوك عنصري أسوأ من هذا السلوك الصهيوني؟!!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والعزة والكرامة والنصر لشعبنا وفي المقدمة شهداؤنا. 
الحرية لأسرانا الأبطال صُنَّاع المسيرة والصبر على القهر والآلام. 
الشفاء لجرحانا الذين أقسموا على العهد والوعد ومواصلة الكفاح.
وإنها لثورة حتى النصر
قياد حركة فتح في لبنان
                                                         إعلام الساحة 
7/1/2021
google-playkhamsatmostaqltradent