كتب ضابط إماراتي متصهين تغريدة يقول فيها : اذا كانت اليمن اصل العرب
فانا اتبرأ من الانتساب الى العرب ! لم تكن هذه مفاجئة من هذا الاعرابي المتعجرف .
فلقد تحدث قبل ذلك عن فلسطين بنفس تلك العنجهية القائمة على الانسلاخ من العروبة
و من الاسلام لارضاء اسياده الصهاينة و المتصهينين . لكن خاب فأل هذا الرجل
لان اليمن برضاه او عن غير رضاه هي اصل العرب . فعلماء الانساب و الاجناس
قسموا العرب الى ثلاث اقسام : العرب العاربة و العرب البائدة و العرب المستعربة ، و لما
اتفقوا جميعهم بان العرب البائدة " ثمود و العماليق و طسم و جديس و عاد و جرهم و جاسم"
كلهم من العرب العاربة فإن العرب تنقسم الى قسمين : العرب القحطانية و موطنهم الاصلي
في اليمن و العرب العدنانية نسبة الى عدنان من ابناء اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ،
و هم العرب المستعربة لان لغتهم الاصلية كانت اللغة السريانية او الآرامية و هي اللغة
التي كان يتكلم بها سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام و كان يتكلم بها اسماعيل عليه السلام
و امه هاجر المصرية عندما جاء بهما سيدنا ابراهيم الى مكة ، و هناك قدمت عليهما قبيلة
جرهم اليمانية و سكنت معهما و تزوج اسماعيل عليه السلام من تلك القبيلة و تعلم منها
العربية و اصبح جد العرب المستعربة التي منها قريش و القبائل العدنانية و منها كان
سيد الخلق اجمعين عليه الصلاة و السلام . اليمن اصل العرب ، الا اذا اراد اعراب
الامارات و الخليج ان يغيروا من الانساب و التاريخ و يأتوا باشياء جديدة لا اصل لها ،
كمحاولتهم تمليك فلسطين لليهود و تغيير الثقافة العربية و الاسلامية و اختراع دين
جديد اسمه الدين الابراهيمي ! لكن مهمتهم هذه شاقة و مآلها الفشل و الخيبة ، لان التاريخ
العربي و الاسلامي عصي على التزوير، لقد حاول قبلهم احبار اليهود و المستشرقين
ان يلعبوا بالتاريخ و يحرفوه عن حقيقته ، و حاولوا ادخال مئات آلاف الاحاديث الموضوعة
و الكذب على الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام و لكن كان لهم علماء الاسلام المخلصين
بالمرصاد ، و هاهم يحاولون تغيير تاريخ فلسطين و لكن الشواهد التاريخية و الآثار العربية
و الاسلامية شكلت عائقا لهم و منعتهم من ايجاد دليل واحد على اكاذيبهم و تزويرهم . لقد
تبرأ المأفون الاماراتي من العروبة ، و العروبة بريئة منه و من كل مطبع لا اصل له . لقد
تميز العرب حتى في عصور الجاهلية بالكرامة و النخوة و الاعتزاز بنقاء انسابهم و
بعروبتهم و كل هذا يفتقده الاعراب الذين جعلوا بلادهم مرتعا للفساد و الرذيلة و مركزا
للتآمر و الخيانة . ما بقي عليهم الا التنصل من العروبة و هاهم يتنصلون و ينتزعون
ما تبقى من غطاء كان يستر عوراتهم . اليمن السعيد الذي دمرتموه بقنابلكم ، هو اصل
العرب و يكفي اهل اليمن هذا الحديث : " عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ
وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَة " . يبقى السؤال : القحطانيون اصل العرب فماذا عنكم ، ما هي اصولكم ؟
لقد قلت في موضع سابق انكم مجموعات بشرية من اجناس مختلفة حملت جنسية واحدة ،
و هذه الجنسية قابلة للانتزاع ايضا في حال معارضة النظام ، فلا ندري ان كنتم عربا ام
هنود او افارقة ام من اين اتيتم ! الاسلام لا يفرق بين الاجناس و لا بين الناس الا بالاعمال
لكن عندما تتكلمون بالانساب فيجب ان تضعوا رؤوسكم بالرمال فإن اعمالكم تؤكد رداءة
اصولكم ، و صدق الشاعر حين يقول :
كــــــــم جهــــــــــول بــــــــات فيها مكثرا. . . وعــــلــــيــــم بــــــات مــــنها في عـــلل
كــــــــم شجـــــــاع لـــــم يــنل فيها المنى. . . وجــبــــان نـــــال غــــــايـــــات الأمــــــل
فـــــــاتـــــــرك الحــيـــــلة فـــــــيها واتكل. . . إنـــــــمـــــا الحيـــــلــة في تــــــرك الحيل
لا تــقـــل أصـــــلي وفـــــصلـــــي أبــــــدا. . . إنـــــمــــا أصـــــل الفــــتـــى ما قد حصل
قــــــد يـــــسود المـــــرء مــــــن دون أب. . . وبـــــحســـــن السبـــــــك قد ينفي الدغـل
إنــــــمـــــا الورد مـــــــن الشـــــــوك وما. . . يـــنــبــت النــــرجس إلا مــــــن بصــــــل