recent
أخبار الساخنة

الشعلان: الأزمات اللبنانية المتصاعدة ضاعفت من معاناة اللاجئين




الثلاثاء، 27 تشرين الأول، 2020

انعكست الأزمات اللبنانية المتصاعدة على حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، وجاء انهيار العملة الوطنية، وتردي الأوضاع الاقتصادية ليزيد من معاناتهم وظروفهم المأسوية، بعد سنوات طويلة من الفقر والقهر والحرمان .

"القدس العربي” التقت أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية ، أبو إياد الشعلان ، وأجرت معه حوارا حول انعكاس الأزمات اللبنانية على اللاجئين الفلسطينيين. وفي يلي نص الحوار:

■ كيف يعيش اللاجئ الفلسطيني أمام الانهيار الذي يتعرض له لبنان؟

■ اللاجئ الفلسطيني في لبنان جزء من الجغرافيا اللبنانية، ازدادت معاناته أضعافا منذ أكثر من عام ، مع انهيار الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا ، كما أن تقليص خدمات ومساعدات وكالة الغوث الدولية "الاونروا” للاجئين الفلسطينيين بسبب أزمتها المالية ساهم إلى حد كبير في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في لبنان ، إلى درجة أدت إلى ارتفاع حالات الفقر من 65 % إلى أكثر من 85 % هذا العام . كذلك هناك ضغوط سياسية واقتصادية تتعرض لها السلطة الفلسطينية، انعكست سلبا على واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .

■ هل هذا الواقع كان السبب في ارتفاع موجة الهجرة الشرعية وغير الشرعية للشباب والعائلات الفلسطينية من لبنان؟

■ بالطبع اللاجئ الفلسطيني يؤمن بأنه لا مستقبل له في لبنان ، ولا استقرار له في هذا البلد بسبب القوانين الرسمية التي يعاني منها. وكانت هناك إجراءات لبنانية رسمية متتالية مجحفة بحق اللاجئين، خلال العقود الماضية، وخلال الفترة الأخيرة ، خاصة بعد انتشار وباء كورونا، ارتفعت موجات الهجرة من لبنان، إلى درجة أن عائلات فلسطينية اضطرت لبيع بيتها وأثاث منزلها لتأمين تكاليف السفر والهجرة إلى أي بلد ترى أنه يوفر له الاستقرار والعيش الكريم ، بعد أن حرموا من العمل ومزاولة المهن ومنعوا من امتلاك سكن إلى جانب القلق على مستقبل الأبناء المهدد بمصير مجهول.

■ ما هي نسبة الخطر التي تهدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب انتشار فيروس كورونا، وما هي الاجراءات المتخذة لمكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره ؟

■ منذ انتشار هذا الوباء المستجد تم تشكيل لجنة صحية مركزية برئاسة مسؤول الصحة في وكالة الأونروا، وشارك فيها العديد من المؤسسات الصحية الدولية، والإغاثية في محاولة لوضع الخطط والبرامج لمكافحة وباء كورونا والحد من انتشاره داخل المخيمات الفلسطينية . في الأشهر الثلاثة الأولى التي أعلن فيها عن الفيروس، لم تكن هناك أية إصابات بفيروس كورونا داخل المخيمات ، لكن خلال المرحلة الثاني، انتشر الفيروس في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، وارتفع عدد المصابين الفلسطينيين بصورة ملحوظة، واليوم نواجه انتشارا كبيرا لوباء كوفيد ـ 19 داخل المخيمات، وهناك حجر لعدد من التجمعات والمخيمات بسبب ارتفاع عدد المصابين ومنها تجمع جيم جيم ، والمعشوق قرب مدينة صور جنوب لبنان .

لذلك فالمخيمات بحاجة لتلازم المسارين الصحي الذي تقوده الأونروا، بالرغم من إمكانياتها القليلة، وقيامها بجهد كبير لمكافحة فيروس كورونا ومعاينة المصابين وعلاجهم، إلا أن الاونروا لم تتمكن من تأمين برنامج إغاثي للعائلات المحجورة، ذلك لأن الحجر على العائلات المصابة بالفيروس أو المشكوك بإصابتها وتم الحجر عليها ، يتطلب تأمين مواد غذائية وإغاثية واستهلاكية كما يجري في دول العالم .

وطلبت اللجان الشعبية من الأونروا وضع برنامج إغاثي يتلازم مع البرنامج الصحي ، ولا بد من الإشارة إلى القلق الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ، بسبب احتمالات عدم قدرة المستشفيات اللبنانية لاستقبال المصابين بفيروس كورونا ، لهذا لا بد من مطالبة المؤسسات والمنظمات الدولية بإنشاء مركز علاجي خاص بمعالجة الفلسطينيين، واعتقد أن هناك إمكانية لذلك .

■ تنتشر المخدرات بصورة غير مسبوقة داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، ما هي الإجراءات التي تتبعها القيادات والفصائل لمكافحة هذه الظاهرة ؟

■ اتخذت القيادة الفلسطينية إجراءات ميدانية لمكافحة ظاهرة المخدرات تقوم على محورين، الأول علاجي، وقد تم إنشاء أكثر من مركز لعلاج المدمنين والمتعاطين للمخدرات ، ومنها مركز في مخيم برج البراجنة ، قرب بيروت، وآخر في شمال لبنان قرب طرابلس .

أما المحور الآخر فهو توعوي، من خلال مؤسسات دولية تعقد اجتماعات ولقاءات مع جيل الشباب داخل المخيمات، وتوعيتهم بمخاطر المخدرات. ويمكن القول إن أعداد المدمنين أو المتعاطين للمخدرات قد تراجع، كما تراجع عدد المروجين والتجار داخل المخيمات بشكل ملحوظ ، بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها القوة الأمنية الفلسطينية بالتعاون مع الفصائل وبالتنسيق مع السلطات اللبنانية .

■ هل استطاعت الفصائل الفلسطينية تصفية بؤر الإرهاب داخل المخيمات الفلسطينية ؟

■ حتى الآن لم نتمكن من تصفية كامل بؤر الإرهاب داخل المخيمات الفلسطينية وخاصة داخل مخيم عين الحلوة ، لكنْ هناك موقف فلسطيني موحد ومشترك، باتجاه مكافحة هذه الظاهرة الإرهابية التي برزت في بعض المخيمات وتحديدا في مخيم عين الحلوة، وكان هذا له الأثر الكبير بعدم قدرة هذه الأفراد الإرهابية على تشكيل مجموعات تصطدم مع الواقع الفلسطيني، ولم يعد باستطاعتها تكوين حالة أو تشكيل ظاهرة لها بؤرها داخل المخيمات. واليوم وضع مخيم عين الحلوة مستقر، ويمكن التجول داخل أحياء المخيم بصورة طبيعية. وهذا ما يؤكد أن لا تأثير ولا سلوكيات لهؤلاء المتطرفين داخل المخيم وهم دائما تحت المراقبة والمتابعة من قبل القوى الأمنية الفلسطينية . وتعمل هذه المجموعات الارهابية تحت مسميات كثيرة ، لكن بصرف النظر عن مسمياتها ، إلا أن القوى الأمنية دائما لهم بالمرصاد، وبالمرصاد لكل تحركاتها.

■ كيف يتم التنسيق بين الفصائل الفلسطينية والسلطات اللبنانية في متابعة قضايا اللاجئين الفلسطينيين؟

■ تم تشكيل لجنة من الأمن الوطني الفلسطيني، كلفت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ذلك لأن الأمن الوطني الفلسطيني هو المسؤول وبشكل مباشر عن أمن واستقرار المخيمات، لذلك فالأمن الوطني هو المكلف بالاتصال والتنسيق مع الدولة اللبنانية، لمعالجة كافة القضايا الأمنية مثل الإرهاب وظاهرة المخدرات أو أي مخالفات تمس أمن واستقرار المخيمات .

■ ما هو دور اللجان الشعبية الفلسطينية في معالجة الأزمات التي يعاني منها الفلسطينيون في لبنان؟

■ تعمل اللجان الشعبية الفلسطينية بكل جهد وبكل قدراتها وإمكانياتها المتوفرة من أجل تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتخفيف من معاناتهم ومعالجة قضاياهم اليومية مثل الخدمات والبنية التحتية، كما أنها تعمل بالتنسيق الكامل مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية وخاصة الأونروا، وتلتقي كافة العاملين في الوسط الفلسطيني، لإيجاد البرامج الإغاثية وتأمين المساعدات والمواد الغذائية والاستهلاكية وخاصة للعائلات الفقيرة. كما أن اللجان الشعبية تشرف بشكل مباشر على تنفيذ المشاريع الإنمائية والبنى التحتية داخل المخيمات، وتتعاون مع القوة الأمنية التي شكلت من جميع الفصائل داخل المخيمات لمعالجة أي خلل أمني أو شكوى يقدمها أي لاجئ داخل المخيم.

■ كيف انعكست اجتماعات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

■ نظرا للظروف الخاصة، وخصوصية الوضع اللبناني عامة، ونظرا لطبيعة التشكيلات والأطر السياسية والأمنية المشتركة التي تم تشكيلها خلال السنوات الأخيرة وقبل انطلاق اجتماعات المصالحة، ربما لم تكن هناك مفاجأة في لبنان من هذه الاجتماعات بهدف المصالحة بين الفصائل. ففي لبنان ليست هناك انقسامات حادة، ولم يتعرض الأمن داخل المخيمات للاهتزاز، وبقيت اللجان والأطر الجامعة، تعمل بشكل طبيعي رغم الخلافات الحادة التي شهدتها الفصائل خلال السنوات الماضية، لهذا يمكن القول إن اجتماعات الفصائل من أجل المصالحة ووقف الانقسام لم يكن لها التأثير الكبير على أوضاع اللاجئين والفصائل الفلسطينية في لبنان .

ورغم ذلك، فاللاجئ الفلسطيني وأيضا قيادات الفصائل في لبنان تراقب وتتابع وتنتظر نتائج هذه الاجتماعات وتأمل أن تتعزز وحدة الموقف الفلسطيني، وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خلال اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.

المصدر: عبد معروف ـ «القدس العربي»

google-playkhamsatmostaqltradent