recent
أخبار الساخنة

فرصة ثمينة قد لا تعوض بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية


لا شك بان الانزالق المشبوه نحو التطبيع يضر بقضيتنا و بحركة نضال شعبنا .

و من المنطق القول بأن الوضع العربي لو كان حاله افضل ، و موقفه موحد ،

و زعماؤه أقوى . و لو كانت الحرية متفشية في الامة ، لكان موقفنا اقوى ، و

لكان عدونا اضعف . لكن رب ضارة نافعة ، و السياسي الحاذق هو من يحول

الازمات لمصالحه ، و يقلب السلبيات الى ايجابيات و ذلك من خلال اختراق

الصعاب و اتخاذ اجراءات تقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين . يجب البحث

بوسائل جديدة تؤذي العدو و عملائه و تفوت الفرص و تقطع الطرق عليهم .

ان اهم خطوة تقلق العدو و تربك مشاريعه و تجعله يفقد سببا من اسباب قوة

موقفه هي في وحدة موقف شعبنا و قيادته . و هذه الوحدة حتى تكون جدية

و يفهمها العدو و الصديق يجب ان تعتمد على اسس واقعيه تنعكس عمليا

على كافة الصعد من القاعدة الى القمة . و حتى ننجح في هذه المواجهة

المحتدمة ، و نتجاوز مخاطر التصفية و ابتلاع ما تبقى من الارض ، ونرد

بقوة على صفقة القرن و تبعاتها الكارثية ، و نواجه عملية انتشار الصهينة

في هذا الوطن العربي الكبير ، يجب علينا اتخاذ خطوات فاعلة تتجاوز كل

المصالح الفئوية الضيقة و تضع المصلحة الوطنية الكبرى فوق كافة المصالح .

اولا : الغاء اتفاق اوسلو و كل ملحقاته و ما ترتب عليه من لجان و مكاتب

تنسيقية و بالاخص التنسيق الامني الغاءا كاملا علنيا ، و سحب الاعتراف

بكيان الاحتلال ، و إعادة الحياة للميثاق الوطني بإعتباره الاساس الثقافي

و الكفاحي للشعب الفلسطيني و قواه الوطنية و الاسلامية .

ثانيا : اعادة تفعيل مؤسسات المنظمة على كافة المستويات و بالاخص منها

المجلس الوطني و المركزي و اللجنة التنفيذية على اسس صحيحة تقوم على

الانتخاب الحر و المباشر ، و تحقيق الشراكة الحقيقية ، و نبذ كافة اشكال

التفرد و التلاعب و الاستئثار و اعتماد العمل المؤسسي القائم على التخطيط

و التشاور و العمل الجماعي .

ثالثا : حل السلطة التي قامت على قواعد اوسلو ، و اقامة دولة فلسطينية

تمثل الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه التنظيمية و السياسية و الاجتماعية

و ذلك من خلال الاختيار الحر . لم تعد هناك مشكلة في مشاركة قطاعات شعبنا

في كل اماكن وجوده في مثل هذه الانتخابات ، و من الممكن تشكيل لجان

وطنية مستقلة من كفاءات و متخصصين و تقنيين من الداخل و الخارج لدراسة

الآليات التي تكفل المشاركة الواسعة من قطاعات شعبنا في هذه الانتخابات .

رابعا : اعادة الاعتبار لاشكال النضال المختلفة التي تضمن بقاء قضيتنا حية

كقضية مركزية للامتين العربية و الاسلامية ، و اعتبار الكفاح بكافة اشكاله

هو حق تضمنه الشرائع السماوية و الوضعية و تكفله القوانين الدولية المعاصرة

للشعوب التي تقع تحت الاحتلال . و لقد قامت الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال

بما فيها الشعوب الغربية بالكفاح المسلح ضد الجيوش التي احتلت اراضيها .

خامسا : اعتبار التطبيع من اي دولة عربية هو خنجر مسموم في ظهر القضية

المركزية للامة ، و يجب العمل على اقناع الدول العربية التي وقعت اتفاقات مع

العدو ان تتراجع و تلغي تلك الاتفاقات لما تشكل من ضرر كبير على القضية

الفلسطينية و قضايا الامة ، و نحن نرى المشكلات الاقتصادية و السياسية و

الاجتماعية التي تمر بها تلك البلدان ، و هي التي كانت تأمل بازدهار و تطور

لاوضاعها كنتيجة من نتائج النطبيع !

سادسا : مواجهة السياسة الامريكية التي تنحاز و تتبنى المواقف الصهيونية ، بل

تكون في معظم الاحيان اكثر تطرفا من الصهاينة ، و يجب عدم القبول بان تكون

الادارة الامريكية وسيطة او راعية لاية اتفاقات مستقبلية باعتبارها غير حيادية .

اننا امام مرحلة غاية في الدقة و الخطورة ، مع التسابق نحو التطبيع ، و التحريض

على القضية الوطنية و على عدالتها ، و التسويق لعصر صهينة المنطقة .

امامنا فرصة لا تعوض لافشال هذه الهجمة الصهيونية الامريكية المتعاونة مع

الانظمة العربية . علينا الخروج فورا من قمقم الانقسام ، و اعادة العمل المؤسسي ،

و توحيد الخطاب السياسي . ثغرات ينفذ منها العدو لتحقيق غاياته في تصفية قضية

شعبنا و اختراق امتنا ، فإن لم نفعل نكون شركاء في المؤامرة ، و معاول هدم للقضية .



google-playkhamsatmostaqltradent