recent
أخبار الساخنة

الثورة في فكر التنظيم الشعبي الناصري عبد معروف

الصفحة الرئيسية




  التنظيم الشعبي الناصري ، إطار سياسي عروبي ، أسسه الشهيد القائد معروف سعد ، عام 1973 ، متأثرا بأفكار ومواقف الزعيم جمال عبد الناصر ، وكان تنظيما فاعلا خلال النضالات المطلبية بداية السبعينيات من القرن الماضي ، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية في إطار الحركة الوطنية 1975 – 1989 دفاعا عن عروبة لبنان والثورة الفلسطينية.
    قبل انطلاقة التنظيم الشعبي الناصري بعقود من الزمن ، كان قائده الشهيد معروف سعد من أبرز القيادات الوطنية اللبنانية فوقف إلى جانب الفقراء في مواجهة النظام الفئوي والطائفي في لبنان ، وقاتل العصابات الصهيونية المسلحة على أرض فلسطين ، رفضا لمشروع إقامة الدولة الصهيونية ، ولعب دورا بارزا في بلورة الفكرة القومية العربية ، وآمن بالثورة من أجل تحرير الأرض والوحدة العربية وبناء الاشتراكية على امتداد الوطن العربي .
    وجاءت انطلاقة التنظيم الشعبي الناصري عام 1973 ، من رحم نضالات قائده الشهيد معروف سعد ، من أجل تنظيم الفكرة وبلورة وعيه العروبي ومبادئه النضالية في إطار تنظيم ثوري بهدف الدفاع عن الفقراء ورفض النهب والفساد والامتيازات ، والحشد من أجل محاربة الاستعمار والصهيونية .
    فالتنظيم الشعبي الناصري استنادا لتجربته النضالية وبياناته ومواقف قياداته ، هو تنظيم قومي عربي ، وتنظيم ثوري ، علماني ، يرفض الطائفية ويناضل من أجل إسقاط النظام المالي الاقتصادي والطائفي والسياسي القائم .
++++++
    التنظيم الثوري هو إطار يقود عملية سياسية من أجل هدم بناء سلطوي سائد ، وأصبح فاسدا ومترهلا، والتنظيم يقود الشعب باندفاع عنيف نحو تغيير الأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصادية القائمة تغييرًا أساسيًّا .
    ويلعب التنظيم الثوري دورا طليعيا من أجل التغيير وتحرير الأرض من الاحتلال ولإسقاط البنية الداخلية القائمة على النهب والفساد والطائفية والاستبداد والامتيازات، ويعمل التنظيم الثوري الدور الرئيسي في بناء حالة جماهيرية عددية واعية.
   فالدور الأساسي للتنظيم الثوري يكمن في التواجد على الأرض ونشر الأفكار الثورية بتنظيم العناصر الفاعلة في كل مكان وتهيأتها للعمل الثوري وربطها في جسم واحد متعاضد ومتراص ومتناغم ومنسجم مع المخطط العام الذي يضعه.
   على التنظيم الثوري أن يعي أنه إذا كانت مفاهيم الجماهير حول العالم لا يمكن تغييرها إلا من خلال النضال فيجب إذًا على الثوريين الانخراط في كل المعارك اليومية للطبقة العاملة حتى لو كانت مطالبهم محدودة أو رجعية.

+++++++
  خلال بحثنا في الأدبيات والانتاج الفكري للتنظيم الشعبي الناصري ، لم نجد الكثير من الاصدارات التي يمكن الاستناد اليها ، بل اعتمدنا على المواقف والتصريحات والبيانات وعلى التاريخ النضالي في ميادين الصراع التي كان للتنظيم دورا بارزا ومهما فيها .
    وأكد التنظيم الشعبي الناصري منذ انطلاقته ، على استحالة التعايش مع النظام القائم على النهب والفساد والامتيازات الطائفية والمحسوبيات وحيتان المال .
    كما أن التنظيم الشعبي الناصري ، قاتل الاحتلال الصهيوني والعملاء المرتبطين به ، وشارك في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ، وكان القائد مصطفى سعد ، أبرز قيادات المقاومة ضد الاحتلال والعملاء ، كما كان الدكتور أسامة سعد مقاتلا شرسا ضد جيش الاحتلال وعملائه من مليشيات لبنان الجنوبي على جبهة كفر فالوس، وسجل التنظيم الشعبي الناصري في تلك المرحلة واحدة من أنصع صفحات تاريخه النضالي ، وتوجت تلك النضالات بتحرير مدينة صيدا من جيش الاحتلال ودحر عملائه من شرق صيدا والقتال البطولي إلى جانب قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية على جبهة كفر فالوس .
    وبالتالي ، استنادا لأفكار ومبادئ ومنطلقات وتجربة التنظيم الشعبي الناصري فإنه تنظيم ثوري يرفض الواقع المتردي والمترهل ، واستند في فكره ونضالاته على مقاومة الاحتلال والقطع مع النظام اللبناني القائم .
      اليوم ، يعيش لبنان وشعبه أوضاعا اقتصادية وسياسية وأمنية صعبة ، وهي الأسوء بتاريخ لبنان منذ استقلاله ، حيث يتعرض للانهيار والنهب وتتفشى الطائفية والفساد ، ما أدى إلى غضب الشعب اللبناني، وانفجار ثورته في 17 تشرين الأول 2019، بعد أن وصلت حالة الشعب والوطن إلى مرحلة لم تعد تحتمل ، فكانت الثورة خيارا شعبيا . وإذا كانت مهمة التنظيم الثوري هي دفع الشعب إلى الثورة ، وتنظيمة صفوفه ورفع مستوى وعيه ، فهي اليوم المهمة الرئيسية للتنظيم الشعبي الناصري ، وهذا يعني أن مهمة التنظيم الشعبي الناصري العمل في ميادين القطاعات الشعبية وتنظيم صفوفها ورفع مستوى وعيها ودفعها نحو الثورة .
     الوضع في لبنان أصبح صعبا ولم يعد مكان للون الرمادي ، وهذا يعني أيضا أن على التنظيم الشعبي الناصري باعتباره تنظيما ثوريا وليس إصلاحيا ، القطع بشكل حاسم مع السلطة وأحزابها المسيطرة ، والتموضع في موقع الثورة الشعبية ، تنظيما ثوريا رائدا صلبا وحادا في مواجهة الواقع القائم .. فقوى السلطة اليوم عاجزة ومترهلة ما أدى إلى الانهيار الكامل ، وهي بمنهجها وممارساتها قوى طائفية ومالية وسياسية ، وهذا ما يضع التنظيم الشعبي الناصري أمام خيارين ... إما أن يخوض معركة التغيير والثورة حتى النهاية ، ويقود الشعب في مرحلة من أدق مراحله ، بهدف إسقاط النظام المترهل والمأزوم ، وبالتالي يقطع مع حلفائه الذين يسيطرون على السلطة .. وإما أن يبقى مترنحا ، اليد اليسري بيد الشعب واليد اليمنى بيد السلطة ، ما يضعف موقعه الشعبي ويعرضه للأزمات والاهتزازات التي تحول دون تحقيق الشعارات التي يطلقها والأهداف التي قدم من أجلها التضحيات وسقط على طريقها الشهداء .
google-playkhamsatmostaqltradent