recent
أخبار الساخنة

أهمية الجبهة الموحدة في إنقاذ لبنان ووضع حد للانهيار عبد معروف

الصفحة الرئيسية





دعا أمين عام التنظيم الشعبي الناصري ، النائب الدكتور أسامة سعد ، خلال لقاء موسع ضم ممثلين عن قوى الانتفاضة الشعبية في صيدا إلى تشكيل معارضة سياسية تحمل مشروعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا قائم على ركائز وطنية يستطيع أن يوصل لبنان الى طريق التغيير المنشود والى الدولة المدنية العصرية العادلة والقادرة على تأمين حقوق الشعب اللبناني.
من الواضح أن دعوة القائد الوطني أسامة سعد إلى تشكيل معارضة سياسية ، هدفها تشكيل جبهة وطنية لبنانية ، من قوى وأحزاب وفعاليات وطنية لقيادة ثورة الشعب ومواجهة الطبقة السياسية والمالية والطائفية الحاكمة والمسيطرة ، والتي كانت منذ عقود السبب الرئيسي في انهيار لبنان وتفشي النهب والفساد والطائفية ، وتعميم حالة العجز واليأس التي يعيشها الشعب اللبناني بسبب تراكم الهزائم والانهيارات على الصعد كافة.
ولا يمكن تحقيق الأهداف الوطنية الكبيرة المشار إليها آنفا ، من خلال تنظيم أو قوة سياسية منفردة ، بل بحاجة إلى حشد جميع القوى السياسية التي لها مصلحة في التغيير والثورة في مرحلة محددة ولمرحلة محددة ، تمثل إرادة الشعب الاساسية وطاقاته حتى تستطيع تحقيق هذه الأهداف .
وتشكيل تحالف القوى الوطنية والديمقراطية يجب أن يكون على برنامج محدد ، فمن الناحية الموضوعية ، يتطلب تحقيق الأهداف الشعبية ، حشد كل القوى الديمقراطية ، وتحالفها الوطيد ، ومن الناحية الذاتية فإن ضعف بنية القوى الوطنية ، لا يعالجها إلا وجود جبهة تضم كل هذه القوى من جهة وتنمي أطر التعاون والحوار من جهة أخرى .
وهدف الجبهة ، حشد أوسع قوى ممكنة في مرحلة التغيير الثوري ، وهي مطالبة أن تحشد كل القوى الوطنية والديمقراطية في النضال من أجل الثورة ، وحشد كل القوى ذات المصلحة في التحول والتغيير من أجل نظام عادل ، وهذا يتطلب ، أولا أن يعبر برنامج الجبهة عن مصالح الشعب وأن تكون أطرها قادرة على استيعاب الاحزاب والتنظيمات والقوى السياسية ذات المصلحة في الوحدة .
الانضمام إلى الجبهة حق لكل المنظمات والقوى والفعاليات السياسية والشعبية التي تتوافر فيها الشروط اللازمة وترفض الواقع المهترئ وتعمل من أجل إسقاط المنظمومة القائمة ، ولا يحق لطرف بالجبهة أن يرفض وجود طرف آخر ، ما لم يكن في قبول الطرف الآخر خرقا لمبادئ الجبهة وقوانينها .
ولا يحق لأي طرف أن يمنع طرف آخر من المشاركة بالثورة أو جبهة المعارضة ، إلا في حال كان متعاملا ومتعاونا مع الاحتلال الاسرائيلي ، وفي حال وجود إثباتات أن هناك قوى سياسية وفعاليات لبنانية تتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي فعلى القضاء اللبناني أن يتحمل المسؤولية .
ومن واجب كل طرف في الجبهة أن يحترم الأطراف الأخرى المشاركة ، وأن يعمل على التفاعل وتوطيد العلاقات معها ، وعلى كل طرف مشارك في الجبهة أن يحترم ميثاقها وقوانينها وأن يعمل على تحقيق أهدافها بكل ما يستطيع .
إن وجود المنظمات والنقابات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني ضروري لتنظيم فئات الشعب المختلفة .
فما هي الأهداف الشعبية وما هي أهداف الثورة في لبنان ؟
الهدف الأساسي من أي عملية تغيير سواء كان التغيير من داخل السلطة أم بثورة شعبية ، هو إنقاذ لبنان ووضع حد للانهيار ، وإقامة النظام العادل بعيدا عن الفساد والنهب والطائفية والمحسوبيات التي سيطرت على لبنان خلال العقود القليلة الماضية وحتى الآن .
وإذا كانت الفئات والطبقات والفعاليات الحاكمة اليوم هي من شاركت في الوضع الذي وصل إليه لبنان ، ولأن تغيير المسار السياسي والاقتصادي والأمني لا يمكن أن تحققه الطبقات والقوى الحاكمة والمسيطرة ، فإن تحقيقها يتطلب حراكا شعبيا ثوريا وطنيا منظما وواعيا .
وهذا بدوره ، مهمة قوى سياسية قاطعة مع الواقع القائم ، موحدة ومنظمة وصلبة تعمل من أجل تنظيم الشعب واستنهاض طاقاته ورفع مستوى وعيه .
جبهة المعارضة تضم كل القوى والتنظيمات والتيارات والأحزاب المعارضة للواقع القائم وتعمل من أجل إنقاذ لبنان من حالة الانهيار التي وصل إليها على أن لا تكون هذه الأطراف ، تتعامل وتتعاون مع الاحتلال وغير ذلك لا فيتو على طرف .
وهذا يعني أن جميع الاحزاب والقوى والفعاليات والمنظمات والتيارات المتضررة من الواقع القائم ، لها الحق الطبيعي المشاركة في جبهة معارضة ، وبناء التنظيم الثوري وحده (رغم أهميته) ، لا يحقق أهداف الثورة وعدم بناء النقابات والمنظمات الجماهيرية يقود الى ضعف القاعدة الشعبية التي يعتمد عليها التنظيم كما يقود لاسقاط اهمية النضالات الشعبية المطلبية والنوعية ودورها في استنهاض الوعي وحشد الطاقات الشعبية المختلفة .
استنادا إلى كل ذلك ، وانطلاقا من حجم المهمات الملقاة على عاتق القوى والتنظيمات الوطنية المعبرة عن مصالح الشعب اللبناني ، فإن تشكيل جبهة معارضة من القوى والتيارات والأحزاب اللبنانية أمر ضروري وحتمي ، بهدف حشد طاقاتها وإمكانياتها في مشروع التغيير ، وثانيا بهدف توسيع مشاركة القاعدة الشعبية في إطار الثورة .
google-playkhamsatmostaqltradent