recent
أخبار الساخنة

الامام السيد موسى الصدر ولبنان هما الوطن و تاج الحوار بقلم الاعلامي الشاعر محمد درويش *

الصفحة الرئيسية


عندما تم تغييب الامام الصدر كان المستهدف الأول هو لبنان .اذا ان لبنان

والصدر هما الوطن والحوار والانفتاح والحرية ولقاء الاديان والحضارات.

ان الهدف من التغييب كان شطب لبنان من خارطة الثقافة الحية ، كونه
رسالة بين الشرق والغرب ملتقى العقائد السماوية رسالة محبة كما قال
(قداسة) البابا الراحل يوحنا بولس الثاني..

لم يكن الامام الصدر لفئة دون اخرى بل كان للانسان والله ،
لقد احب،
الانسان بكل جوارحه وسعى الى وأد الفتنة ، وصلى في الكنيسة
وقال ان الطريق
الى الله واحد ..

لقد كان في قلب الامام الصدر متسع للحب والحياة ،
كم نحن في لبنان في
حاجة ماسة الى هذا القائد الروحي والوطني الكبير
..لو كان بيننا لوفر
علينا الكثير من المآسي والويلات والصراع والاشكالات
.لكان قال لجميع
اللبنانيين
ما قاله للطائفة الشيعية: ان لبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه

لكم ولكل
طائفة في لبنان .

احبوا لبنان احبوا بعضكم تسامحوا تصافحوا تراحمو.

لقد اقام الامام الصدر المؤسسات مع الراحل المطران الراحل جورج حداد في صور بالجنوب وكان
ان زاره وعائلته وتناول معهم الطعام على مائدة الاخوة الواحدة وكانوا
عائلة لبنانية واحدة .

اكل من عند بائع البوضة المعلم انتيبا في صور .....كي يعلم الناس كيف يكون التواضع
والتواصل الاجتماعي الاسلامي المسيحي ونبذ التعصب والتفرقة .

ان كل عاقل لا يمكنه ان ينسى اندولة الرئيس المجاهد الأخ الأستاذ نبيه بري عاش على نهج
الامام الصدر فهو حامل الأمانة من صاحب الامانة

لهذا لن ينساه لبنان ولا
الجنوب .

لقد تابعت حركةامل ومؤسسات الصدر والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وجميع
الجمعيات التابعة للصدر نضالها وعملها الانساني المثمر

واعطت كل ما لديها
في سبيل خدمة الانسان الى اي طائفة او مذهب انتمى .

اننا نتذكر مأساة اخفاء الامام الصدر

ونطالب بكشف
الغموض عن مصيره واطلاق سراحه ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر
الدين .

لا احد ينسى ان لبنان الرسمي والشعبي والروحي اول من طالب القمة العربية في بيروت بالتدخل المباشر
لكشف
الغموض
عن مصير الامام الصدر لأنه ليس هذا من واجبات طائفته فقط
ان المطالبة به هي
من واجبات كل اللبنانيين الذين عليهم العمل من اجل ذلك .

ان الامام الصدر عاش من اجل كل لبنان بكل طوائفه

وكان يؤمن ان الوطن
اللبناني لا يقوم الا بجناحيه الاسلامي والمسيحي

وانه يتواصل ويستمر
بالعيش المشترك والوحدة الوطنية .
واعتبر ان لبنان فيه طوائف والطوائف
نعمة أما الطائفية فهي نقمة ..

ان من اهم بنود فكرالامام الصدر : السهر على العدالة الاجتماعية

ورفع
الحرمان عن الانسان

ومحبة الانسان للأنسان .
وهذا ما نطالب به في كل
المؤتمرات والكلمات التي نتحرك في داخلها على اصولها و في فروعها الهامة
لنحقق هذا التواصل الحضاري والانساني في لبنان والشرق والعالم .

لقد عشنا وما لنا كل مقدمات ونتائج الحوار والنقاش الحر الذي يؤسس لحياة
روحية مشتركة في لبنان والعالم وذلك على قاعدة العدالة واحترام الآخر
وفهمه .

ان ما نطالب به هو ان يتعزز لدى ابناء الوطن الواحد كله مفهوم
الحياة المشتركة بين كافة اللبنانيين ، كي نعيد بناء الوطن بكل محبة و ان
يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

و نطالب بكل ثقة وايمان بأن يغلب اصحاب القرار في لبنان لغة
العقل على لغةالمصالح الشخصية والانانية الضيقة فخيرات الوطن تكفي للجميع
لأن العدالة هي التي تحفظ الوطن من الانهيار والصراعات الجانبية .

وبعد : ..لتكن قضية الامام الصدر قضية كل لبنان .

لتكن مسألة المطالبة
باطلاق سراحه على جدول اعمال كافة المراجع الروحية والسياسية ،
ولنتحرك
معا"
من اجل انهاء هذه القضية الانسانية التي تعذب كل ضمير حي.


ان الامام الصدر عاش من اجل ايمانه بالله ووطن الحريات لبنان ،
وكافح بكل ما لديه من طاقات من اجل الانسان الى اي طائفة او مذهب انتمى بل قدم نفسه في سبيل ان تنتصر رسالة المحبة في وطننا العزيز .
اننا نعيش فكر الامام الصدر المقاوم والرافض للظلم والاستغلال والحرمان
، نرى بكل صدق كيف كان منسجما" مع نفسه ورسالته .
ان المجتمع اللبناني الغني بوحدته وتماسكه وحرية التعبير والمعتقد فيه.انما يدل على اننا في لبنان كنا وما زلنا ننادي بالعيش المشترك والوحدة الوطنية التي ارسى قواعدها الامام الصدر واخوانه من رجال الدين المسيحيين والمسلمين على مدار عقود عدة من الزمن .
اننا من جديد
نؤكد على عمق التزامنا بنهج المحبة والعدالة والكلمة الصادقة .كي نبني معا" وطننا الذي يتعرض لتجارب كثيرة على مستويات عدة.
.ان جوهر الاديان يلتقي مع جوهر الانسان

وان عبادة الله لها طريق واحد

وان الانسان مع اخيه الانسان معا" على طريق التضحية بالانانيات من اجل المصلحة العليا .
اننا في الجنوب العزيز عشنا معا مع الامام الصدر تجارب عدة كانت محطات تاريخية من التعاون من اجل خدمة ابناء المنطقة ورفع الحرمان عنهم .
لقد عملنا معا" من اجل بناء المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية والمهنية وشاركنا اخوتنا في المواطنية في جميع الازمات وتقاسمنا رغيف الحياة والفرح والحزن.... .
نطالب كما كافة اللبناننين بأن تستمر هذه الحياة المشتركة كي نحفظ السلام والامن والهدوء

وان يعيش كل انسان بكرامته وفق النظام الذي يضمن حق الجميع .
نتضامن مع انفسنا كلبناننين وننادي بصوت واحد: نعم للبنان الذي هو الوطن النهائي لجميع اللبنانيين كما كان يقول سماحة الامام موسى الصدر .
هكذا عرفنا الامام الصدر رجل حوار وانفتاح ومحبة وتسامح يحب ابناء وطنه من كافة الطوائف يعمل من اجلهم دون تمييز او تفرقة او تعصب .
رجل كالامام الصدر لن يمسح من الذاكرة بل سيعمر في قلوبنا وقلوب المؤمنين الى سنين طويله كونه من محبي الانسان وواحد من كبار رجالات لبنان الروحيين الذين

عاشوا القضية الوطنية والروحية بكل جوارحهم وتفكيرهم النير والمنفتح .
اعاده الله الى الى اهله ووطنه سالما""
كي يعود الى ممارسة دوره الكبير في خدمة لبنان ورسالته الانسانية .
ونتوجه بالتحية والتقدير الى الرئيس نبيه بري الأمين على رسالة الامام الصدر ووصيته التي هي حفظ لبنان ورسالته وشعبه الطيب والمؤمن
ثروة كبيرة تلقيتها من أبي رحمه الله ، فقد علمني كيف يكون الاخلاص لهذه المدينة التي أحبها من كل قلبه وجوارحه عنيت بها (صور) عاصمة جبل عامل فقد أوصى ان يطوف موكب تشييعه في شوارعها وساحاتها العامة قبل ان يوارى جثمانه الثرى حيث أوصى.
وفي معرضه الأول للصور الفنية الذي افتتحه الامام المغيب السيد موسى الصدر في الكلية الجعفرية في صور في العام 1967 التقط له الامام الصدر الصدر صورة تحت لوحة القدس .
. ..
وفي مهرجان الاونيسكو قال الامام السيد موسى الصدر : ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على أيدي المؤمنين الشرفاء .
وفي خضم الفتن الجوالة في وطننا وفي بحر من الدماء التي تسيل في غير محلها وما لها وما عليها .

..وفي ظل الليل الذي يكوي قلوب المؤمنين ..
لا بد من العودة الى فكر الامام الصدر الذي قرب بين المذاهب وحرم الطائفية والتناحر والتباغض

وأكد على حوار الاديان والحضارات

، واعطى كل ما يملك من جهد نفسي وجسدي في سبيل اعلاء كلمة الحق ..حتى غيب في سبيل الحق وقول الكلمة الحق أمام سلطان جائر ..
لا بد لنا في عز الحرب والفتنة والعشائر والطوائف والمذاهب والمناطق الا ان نعود الى السراج المنير الرسول الأكرم (ص) وامير المؤمنين علي بن ابي طالب( ع) لنتعلم منهما معالم الطريق الى الحق ، وان نظهر الحقائق كما هي ولا نغالي في حب او كراهية .أو رأي أو موقف.. ..
ختاما" : عودة الى أبي الفنان الصحفي المصور المعروف درويش موسى أبو محمدالمصور الشخصي و الصحفي في صور جنوب لبنان الذي أحب الامام الصدر ومدينته المقاومة لكل أشكال الظلم والتعصب والحرمان ، انها صور وانه جبل عامل وانها الحياة المشتركة بل الحياة الكريمة وما يقوم عندنا من نموذج لا ينسى : كيف اننا نحمي بلادنا من نار الفتنة الجوالة ونحصن قلاعنا بالمحبة والتسامح والمغفرة ...والتضامن والتعاضد والتكاثف والوحدة والانفتاح وهي من قيم الصدر ونهجه
ما أحوجنا الى استلهام دروس الوحدة من الامام الصدر

دروس اليقظة ونبذ الفتنة ..
ما أحوجنا كي نعرف الطريق ولانحيد عن الحق قيد أنملة ..
أليس ما قاله الرسول الاكرم ( ص ) يكفي : ان الحق مع علي(ع ) يدور معه كيفما دار ..
هكذا تدار الامور بالحكمة والموعظة الحسنة ..فالشجاعة في رأينا كلمة هو قائلها بين السيف والتسامح


ان الامام السيد موسى الصدر رجل كل المراحل الصعبة والهامة في تاريخ هذه الأمة لهذا ان الكتابة عنه تتطلب وقفة مع موج بحره وافكاره وتطلعاته ومفاهيمه …
لقد وضع يده على رأسي ذات يوم وقال لوالدي مصوره الشخصي المرحوم درويش ماذا ستعلم ابنك ؟
اجاب : الصحافة
وعندها
قال الامام الصدر سأعلمه ان يصبح شيخا" في الحوزة
ومنذ ذلك الوقت ادركت من هو الامام الصدر الذي كان عصيا" على التدجين او التطويع او لي الذراع وذهب الى اقاصي الارض كي ينشر فكره وتحدى الطاغوت ..
لا اقول كما يتحدث بعض اليائسين انه دفع الثمن بل اقول لقد انتصر الاسلام بالامام الصدر كما انتصر بمحمد وآل محمد ذات يوم وبالحسن والحسين عليها السلام وقبل ذلك بامير المؤمنين علي "عليه السلام" …
واليوم كل ما احب ان اقوله في مناسبة اقتراب ذكرىاخفاء الامام الصدر انه كان اكبر من الالقاب والتسميات والمناصب الدنيوية الزائلة
وكان البحر وموجه لهذا نادانا جميعا :انتم كموج البحر ان توقفتم انتهيتم …
وبعد رسالتي الى الذين يحبون الامام الصدر وهم كثر وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان يحفظ الأمانة وهو الى الآن في قلبها ومعها ساهر على حركة المحرومين وافواج المقاومة اللبنانية امل …
ان الرئيس نبيه بري يؤكد في اكثر من مناسبة ان الامام الصدر امام المقاومة والوطن جامع الكلمة وحافظ العيش المشترك ، كما ان الأمة تؤكد في اكثر من مرحلة محبتها وتقديرها للامام المغيب او الامام العائد كما كان والدي يحب أن يسميه …
ذات يوم شاهدت الامام الصدر مشاركا في تشييع اول شهيد فلسطيني وآخر لبناني سقط في جنوب لبنان

كما تذكرت وقفاته البطولية في مواجهة الشر المطلق

وتذكرت كيف دافع عن القدس وفلسطين

وكيف نصح قادة منظمة التحرير في اصعب الظروف وكيف دعاهم الى الوحدة وقال لهم هو والشهيد مصطفى شمران: ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء. …
حدثني المطران يوحنا حداد شقيق المطران جورج حداد مطران صور الراحل
: ان الامام الصدر لبى معهم دعوة غذاء على طاولة العائلة في بيت شباب وانه كان كالمسيح بوجهه الجميل المشرق ودعوته التسامحية ووجهه النقي المؤمن الطاهر

وحدثني ايضا كيف اكل البوظة من عند المعلم انتيبا في صور كي يشرع الاكل من عند المسيحي

وحدثني والدي رحمه الله كيف عاش الامام الصدر بالزهد والكفاح والعطاء وبنى المؤسسات وحفظ الطائفة والوطن ولبنان .
.وكان شجاعا" الى ابعد الحدود كريما" متواضعا" مؤمنا" بجدارة وعلم وانتماء الى عقيدته وشعبه وأمته
يجب ان نحدث اطفالنا وشبابنا عن الامام موسى الصدر كي نستلهم من مدرسته الجهادية والفكرية الدروس تلو الدروس... ..
ان المرحلة الراهنة من اصعب المراحل لهذا ولهذا ومن اجل هذا : يجب ان نعيد دراسة فكر الامام الصدر في كافة المجالات

ونحفظ هذا الفكر ونحفظ وجودنا المهدد بالريح من كل جانب …
الامام الصدر ليس ذكرى او مناسبةـ انه كتاب مستقبلنا وتاريخنا وحاضرنا انه الرجل الذي عاش من أجلنا .

الاعلامي الشاعر محمد درويش

جنوب لبنان صور
google-playkhamsatmostaqltradent