recent
أخبار الساخنة

وريث الاستيل بقلم : ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية





كلما نطق هذا العنصري شعرنا بالألم ليس على اللاجئين الفلسطينيين فإن لهم الله و
لن يضيعهم سبحانه ، و لكن على هذا البلد العزيز على قلوبنا . فأي مستقبل ينتظر
لبنان و أي مستقبل تنتظره الأجيال القادمة في ظل وجود هذه العقلية الفاشية
العنصرية الفاسدة ! كنا نعتقد بأن الانعزالية قد انتهت الى غير رجعة مع انتهاء
الحرب الداخلية ، لكننا فجعنا عندما رأينا ترسباتها لا زالت موجودة و بقوة ، و يظهر
انها باقية لاجل غير مسمى لانها تسري في عروقهم سريان الدم في الوريد .
البلاد لا يمكن ان تتطور و يسودها العدل تحت قيادات فاسدة مرتشية تعمل لمصالح
خارجية و تفرق بين أبناء الوطن على أساس الدين أو الجغرافيا ، هذا قانون عام
ينطبق على لبنان و على غيره ، و لا يتصور احد من الناس بان الازمات المتنقلة
سوف تختفي ما لم تختف الوجوه الفاسدة و يقوم بالامر جيل جديد يضع مصالح
الوطن على مصالح الطائفة فضلا عن المصالح الذاتية ، و لن يتحقق هذا بالتمني
و انما بالنضال المتواصل من قبل المواطن الفقير الذي يُسحق بالغلاء و البطالة في
كل المناطق . وحدة الشارع هي اساس وحدة الوطن ، و توحيد الهدف هو السبيل
لتحقيق المطالب العادلة لمجموع الشعب من اية طائفة او مذهب او منطقة .
باسيل هذا لم يتأخر في أية مناسبة من تجديد تبنيه للافكار العنصرية ، الأفكار
التي تضعه في مصاف تلامذة هتلر و موسوليني و هرتزل و بيغن . لم يدخر
جهدا و معه أقرانه في القوات اللبنانية و رجال الدين المتعصبين و الحاقدين من
الإعلان عن انحيازهم المطلق للكراهية و التحريض بشكل خاص على الفلسطينيين .
مع علمهم بأن الفلسطينيين المقيمين في لبنان احرص منهم للخروج من لبنان و العودة
الى بلادهم ، و التخلص النهائي من هذا الحقد العنصري الذي قلما عرفته البشرية
الا عند الصهاينة و حلفائهم السابقين الذين حكموا جنوب افريقيا ، و معهم الاوروبيين
 في العصور الوسطى الذين انشأوا محاكم التفتيش ، و الذين حرضوا لخوض الحروب
الصليبية . ان هؤلاء العنصريين امتدادا لاؤلئك ، و قد يكونوا احفادهم بالدم و من
  مخلفاتهم . و الله لا ندري ماذا يريد هذا العنصري التافه ! ماذا يريد أكثر من حصار  
 المخيمات و منع الأعمار فيها . ماذا يريد أكثر من حرمان اللاجئين من معظم المهن
 و من الخدمات التي تقدمها حتى أعتى العنصريات لمن يلجأ عندها ؟ ماذا يريد ؟!
 ليس هناك الا الأفران كما فعل صاحبه هتلر . أو الباستيل كما فعل الطغاة الفرنسيين
 الذين يمثلون النموذج الأمثل لباسيل و أمثاله. لا نريد ان نذكره بالدور الايجابي  
  للفلسطينيين في نهضة لبنان و استقراره الاقتصادي و الأمني فمثله لا يفهم و
 لا يصغي لأن الحقد الأعمى ولّد به الصمم و اقفل على قلبه و عقله . و لكن نقول
 له أن هذا الحقد الذي لا يفيد إلا الصهاينة لن يؤثر على اللاجئ الفلسطيني لأنه يعلم
 بان صوت باسيل نشاز لا يمثل إلا كم فاسد من الشعب اللبناني الشقيق . فالاخوة
 من أبناء الشعب اللبناني يعرفون حق المعرفة الغاية من هذا التحريض الممنهج
 و يعرفون أن اشقاءهم الفلسطينيون حريصون على لبنان مثل أي حريص لبناني . 
 لو كنت شهما و حاشى أن تكون لكان عليك أن تفكر بحلول تنقذ لبنان و
 خصوصا الفقراء فيه من هذه الضائقة الخانقة ، و بدل انشغالك بالتصريحات العنصرية
 كان الاجدى ان تعد الأموال التي نهبتها الى اصحابها من هذا الشعب المكافح .
 أما الفلسطينيين فهم على وفائهم للشعب الشقيق و للشرفاء من هذا الشعب الذين يبغضون
  العنصرية و العنصريين . الفلسطينيون يا باسيل يحبون لبنان لانهم اوفياء لاخوتهم ،
ليست لهم اطماع ماليه او حزبية و لا ينفذون مخططات اعداء لبنان و اعداء الامة .
الفلسطينيون لديهم قضية عادلة يكافحون من اجلها و ليس لديهم وقت يضيعونه
 في سفاسف الامور و مع السفهاء الذين قادتهم الصدفة الى مواقع المسؤولية .

ماهر الصديق




google-playkhamsatmostaqltradent