recent
أخبار الساخنة

و بقي الحال على حاله بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية


ظروف صعبة تمر بها البشرية جمعاء مع الوباء المتفشي و المتنقل ،الذي

لم يفرق بين غني و فقير او بين امير و عامي ، لم يميز بين دولة نامية

و دولة صناعية أو بين دولة نووية و دولة مختفية في مجاهل افريقيا .

لقد ساوى هذا الفايروس التاجي بين البشر ، لكن البشر تمسكوا بتمييزهم

و غيهم ، فكانت الجائحة بما فيها من بلاء اقل خطرا من النفوس الجامحة ،

التي لم تتلق الرسالة الى الان و لم ترعوي و توقف الظلم الواقع على اكثرية

الناس من ضحايا الجشع و الاحتلال و الحروب و الاستبداد و القهر و القمع .

فإن كان العيد يأتي هذا العام على الامة الاسلامية و على الانسانية بشكل

مختلف عن سابقيه من السنين فإنه يأتي على الشعب الفلسطيني بنسبة ثقيلة

من الالام و من الهموم ، فمع استمرا العدو بالتهويد و ابتلاع الارض الفلسطينية

و مع استمرار القمع و العدوان و تقطيع اوصال الوطن و مع معاناة الاسرى

و عائلاتهم ، تمرعلى الفلسطينيين ضائقة مالية خانقة لا سيما على اللاجئين

في لبنان و سوريا نتيجة للظروف الخاصة التي تتحكم بهم . لان الدولة عندما

تقدم معونات لمواطنيها تستثنيهم كونهم لاجئين ، و الانروا قد قلصت خدماتها

الى ما تحت الحد الادنى . اما المساعدات الطارئة التي قدمتها لعدد محدود

فكانت مساعدات مغموسة بالاهانة و الاذلال . و لم تبرز معالم ايجابية على

الواقع المؤلم الا تلك المبادرات الشبابية المباركة التي قدمت مساعداتها للفقراء

المحتاجين الذين لم يلتفت لهم احد من المؤسسات الكثيرة المنتشرة و التي من

المفروض انها مسؤولة عنهم . ان الواقع الفلسطيني و العربي شديد التعقيد

مع وجود حكومات عاجزة غير قادرة على ادارة الازمات ، فالفلسطينيون

في الداخل لا يتمتعون باستقلالهم و امكانيات الحركة عندهم محدودة و مرهونة

باتفاقيات او احتلال او حصار و في الخارج هم رهينة الدول التي تراهم

عبئا ثقيلا عليها . اما الواقع العربي فحدث و لا حرج ، فبالاضافة للخلافات

و الصراعات و الاقتتال هنا و هناك تنتشر في الامة بلاءات ابن سلمان و ابن

زايد التطبيعية المشبوهة التي تريد ان تلف الحبل على عنق القضية المركزية

لهذه الامة . و تروج للحلم الصهيوني الداعي للسيطرة على الامة عسكريا

و سياسيا و ثقافيا . و ما يزيد الطين بلة ذاك الجمهور من الجهلة الذين يقدمون

العصبوية القطرية و القبلية على العقيدة و العرف و على القومية و الكرامة .

ان هذا الواقع المزري بما يحمله من خيبة و بما يصبغه بلون قاتم الا انه

ينذر بمخاض جديد لا بد آت ، مخاض يكون نتيجتة ولادة جيل جديد يحمل

العبئ و يخلص الامة من ادرانها و يحقق الانتصار على المشروع الصهيوني .

فالهرولة للتطبيع لن يحقق لاؤلئك البائسون غاياتهم و لن يحميهم و يقدم لهم طوق

النجاة لان عجلة الشعوب لا تدور الى الوراء انها دائما في اتجاه واحد و هو

اتجاه التغيير ، فإن طال زمن الفساد و الاستبداد إلا انه يحمل في حركته وعي

جماهيري ، و يبرز طليعة لا بد من ظهورها مع اشتداد الازمات و مع جنوح

القوى المستبدة نحو الخيانة اكثر فاكثر . فمن البديهي القول بأن من يخطو خطوة

واحدة في طريق الخيانة لا يمكنه العودة لانه يحرق نفسه ، و لكنه يجهل بانه

محترق على كل حال و لكن بايدي الشرفاء الذين يمكنهم القبول بالفقر والاستبداد

لكنهم لا يقبلون بالتعايش مع الخونة . لقد بقي الحال على حاله و لكن الارهاصات

كثيرة نراها بام العين في بلادنا ، نرى الغضب الذي لم يصل حد الانفجار في

وجوه الطيبين المتمسكين بعقيدتهم و عروبتهم ، نراهم يعتصرون الما و ينتظرون

مبادرة للثورة ، ثورة تقتلع الخيانة من جذورها و تعيد للامة مجدها و سؤددها .

كل عام و انتم بخير ايها الشعب الفلسطيني الابي ، كل عام و الامة العربية و

الاسلامية بخير و موعدنا على ابواب الاقصى و ما ذلك على الله بعزيز .



google-playkhamsatmostaqltradent