لم أسمع عن شخص يعشق اللعنات مثل هذا المنفلت في جزيرة العرب ! ربما
كان جده النجدي الحنفي مسيلمة الكذاب " هذا إن صح نسبه " قد سبقه بهذا
العشق ، فنال ما نال من اللعنات حينما ادعى النبوة و احل لقومه الخمر و الزنا
ووضع عنهم الصلاة و تهيأ لقتال المسلمين . ليس من شيم المسلم السب و اللعن ،
لان الأسلوب الأمثل هو الحوار و الإقناع مع المخالف . لكن هناك من يستفزنا
حتى يُخرج الواحد منا عن طوره . فهذا الداشر المتخلف الذي امعن بايذاء
مشاعرنا يوما بعد يوم : اعتقل العلماء و قتل المعارضين بطريقة وحشية
و قام بدعوة المتماجنين من كل حدب و صوب إلى بلاد الحرمين ليمارسوا
طقوس الخلاعة و اقامة الحفلات الصاخبة في عاصمة الاسلام ، ثم تحدى
أوامر الرسول الكريم بخصوص مدائن صالح ، و قدم البلايين من الأموال للرئيس
الامريكي الذي نقل سفارته للقدس و اعترف بيهودية فلسطين . و قدم الاموال
لكل معاد للعروبة و الاسلام ، و اشترى لوحة و يخت بمليار دولار ، كل هذا
من أموال المسلمين . و قتل اطفال اليمن ، و دعم كل انقلابي في العالم و ساهم
بكل الإمكانات بالثورات المضادة ، ثم توج أفعاله المشينة التي تمثل وصمة
عار لا تنمحي عن جبينه باعمال التطبيع المضطردة مع العدو الصهيوني بشكل
رسمي او غير رسمي ، ثم بتلك الدراما التطبيعية الخبيثة التي يقصد منها
الترويج للتعامل مع الصهاينة و الإساءة للشعب الفلسطيني و مقاومته المشروعة .
لقد قرأنا و سمعنا عن عائلته المشكوك باصلها و مواقفها المشبوهة منذ نشأتها
في بلدة صغيرة اسمها الدرعية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.
حيث قامت بكل فعل مشين للتآمر على الدولة الاسلامية التي كانت توحد
المسلمين ، و ذلك خدمة لاهداف الدول الغربية الذين ذاقوا الذل و المهانة على مدى
قرون من تلك الدولة الاسلامية التي عمرت اكثر من ستة قرون و التي كانت تحمي
الاراضي المقدسة في الحجاز و فلسطين من الاطماع الصهيونية و الغربية .
لقد قامت دولتهم على اشلاء المسلمين في بلاد الحرمين الذين تم تكفيرهم و الحكم
بارتدادهم عن الاسلام و ذلك بفتاوى من اصحاب المذهب الذي اقترن وجوده بوجود
الدولة التي سميت باسم العائلة المشكوك باصلها . حيث جعلوا طاعة الملك من طاعة
الله و مخالفته مخالفة لاوامر الله ! و اضفوا قدسية على العائلة المالكة فتصرفوا بالمال
و بالعباد كما يتصرف الاسياد بمماليكهم . لقد كان مستشاريهم بالاجمال من الضباط
الانكليز ، بل قل ان الحكام الفعليين كانوا هم الانكليز من امثال : الضابط برسي كوكس
الذي استلم رسالة من عبد العزيز آل سعود يقر فيها بدعمه لاقامة وطن قومي لليهود
و ذلك عام 1915 و بهذا يكون عبد العزيز قد سبق بلفور في هذا المسعى الاجرامي .
و كان ايضا الجاسوس الكبير الذي جعلوه بطلا توماس لورنس و ضابط الاتصال
شكسبير و الميجر ديكسن و الضابط الكبير جون فيلبي الذي كان القائد الفعلي لقوات
آل سعود . من هنا لا نستغرب اليوم بما يصدر عن هذا الداشر و اركان حكمه
و تابعيه من عشاق الصهاينة ، لكن الاستغراب مصدره هذا الكم من الكراهية
لفلسطين و مقاومتها ، و تلك البجاحة و قلة الحياء في الاجهار بما يختلجهم من
غل و حقد على كل ما هو خير و صلاح في هذه الامة ! مع ان الشعب الفلسطيني
و بالرغم من غدرهم غير المنقطع لا يحمل الا الحب لتلك البلاد الطيبة و لشعبها
المظلوم و المقهور . نحن نعرف ان اهل بلاد الحرمين الشريفين مغلوب على امرهم
و لا يقبلون بافعال حكامهم و افعال من يستفيد منهم من اهل البلاد او من خارجها .
لن نصب اللعائن على الداشر المتحكم في بلاد الحرمين لاننا في الشهر الفضيل
لكن نشكوه الى الله ، و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون .
ماهر الصديق