recent
أخبار الساخنة

هل نُنظّف هاتفنا لمحاربة الكورونا؟


هاتفك مغطى بالجراثيم طبعاً، لكن هل يجب أن تنظّفه طوال الوقت؟ يتوقف الجواب على الفرد الذي نسأله. إذا كانت هذه العادة تشعرك بالتحسن، إليك أفضل (وأسوأ) الخيارات المتاحة...

قد يكون تنظيف هاتفك جزءاً من أهم التدابير للوقاية من فيروس كورونا الجديد، لكن متى تصبح هذه العادة مبالغاً فيها؟ وما هي المنتجات التي يمكن استخدامها لتطهير الأجهزة؟

العالم يتخبط لكن لا داعي للقلق! يمكننا أن نخبرك بأفضل الطرق لتنظيف هاتفك الذكي... إذا كنت تريد تنظيفه أصلاً! لا ينظف عدد من الخبراء في مجال علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية هواتفهم الذكية!

لكن يقال إن هذه الهواتف تكون أكثر قذارة من حوض المرحاض. حتى أن دراسة أكاديمية نشرتها "مجلة عدوى المستشفيات" اكتشفت كميات كبيرة من الجراثيم، بما في ذلك مواد برازية، على شاشات الهواتف. ومع ذلك، ركّز هؤلاء الخبراء، عند سؤالهم عن محاربة فيروس كورونا، على ضرورة غسل اليدين جيداً والامتناع عن لمس الوجه ودعوا الناس إلى عدم القلق بشأن هواتفهم.

لكن ماذا لو كنت من النوع الذي لا يفارق هاتفه الذكي طوال الوقت؟ وماذا لو لمستَ سطحاً قذراً في إحدى وسائل النقل العام ثم لمستَ هاتفك ثم لمس ذلك الهاتف وجهك؟ وماذا لو عطس أحدهم على شاشة هاتفك مباشرةً؟ وماذا لو كنت من النوع الذي يلعق هاتفه؟ (هذا ما يفعله البعض!). تذكر دراسة جديدة أن فيروس كورونا قد يصمد على أسطح معدنية أو زجاجية أو بلاستيكية لمدة تتراوح بين ساعتين وتسعة أيام!

يوضح دانييل ر. كوريتزكس، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى "بريغهام" للنساء: "نظرياً، قد يعيش هذا الفيروس على أي هاتف ذكي. إذا كنت تحمله معك في الخارج وعطس أو سعل عليه أحد ثم أمسكتَ بالجهاز، قد تلتقط العدوى بهذه الطريقة. لهذا السبب، يجب أن تبقي هاتفك بالقرب منك. تتراجع المخاطر التي تتعرض لها في هذه الظروف".




لكن يقول أليكس بيريزو، خبير في علم الأحياء الدقيقة ونائب رئيس المجلس الأميركي للعلوم والصحة: "الهاتف هو آخر همومي. يجب أن يقلق الجميع من لمس مقابض الأبواب التي لمسها آلاف الأشخاص قبلهم".

بعد أيام من التجارب المتلاحقة، تبيّن أن تنظيف الهواتف ليس بسيطاً بقدر ما كنا نظن. وبعد ساعات من الأبحاث وفرك الأجهزة بجميع المنتجات المحتملة، بدءاً من مناديل "كلوركس" المعقّمة وصولاً إلى منتجات تنظيف حوض المرحاض، توصلنا إلى مجموعة من الاستنتاجات الأساسية حول الخطوات التي تفيد الهاتف أو تسيء إليه.



أفضل طريقة لتنظيف الهاتف الذكي

لإزالة الطلاء الصمغي على جهة واحدة من شاشة "أيفون 8"، وضعناه في وعاء مليء بمادة تنظيف حمضية خاصة بحوض المرحاض.



لطالما أوصت «آبل» و»سامسونغ» وشركات أخرى لتصنيع الهواتف باستعمال قطع قماشية من الألياف الدقيقة لتلميع الأجهزة. لكن للقضاء على الفيروس على سطح الشاشات بفاعلية، يظن خبراء الأمراض المعدية اليوم أننا نحتاج إلى محلول مُطهّر يحتوي على 55% من كحول الإيزوبروبيل على الأقل.

قامت شركة «آبل» بتحديث موقعها الإلكتروني حديثاً لإزالة لائحة منتجات التنظيف التي كانت تمنع استعمالها مع أجهزتها. هي تسمح اليوم باستخدام المناديل المعقِّمة من نوع «كلوركس» أو تلك التي تشمل 70% من كحول الإيزوبروبيل لتنظيف أسطح منتجات «آبل». كذلك، أكدت «غوغل» على إمكانية استعمال كحول الإيزوبروبيل أو مناديل «كلوركس» لتنظيف أجهزة «بيكسل».ثم قامت شركة «سامسونغ» بتحديث توجيهاتها حول كيفية تنظيف أجهزتها وأضافت المنتجات الغنية بمواد كحولية إلى الخيارات المسموحة. توصي الشركة أصحاب أجهزة «غالاكسي» اليوم بنقع قطعة قماش بمُطهّر أو محلول كحولي ومسح الشاشات بها بهدوء. لكنها تمنع استعمال أي سوائل على الهاتف مباشرةً. تتعلق المشكلة الآن بإيجاد تلك المناديل! يمكنك أن تستعمل الماء والصابون أيضاً، لكن تجنّب المناشف الورقية الخشنة أو الاسفنجة على الشاشة، ولا تستعمل مواد التبييض مطلقاً.





هل يتضرر الهاتف عند تنظيفه؟

بعد نزع الطلاء الصمغي عن الجهة اليمنى من الهاتف، لا تطرد الشاشة زيت الزيتون عن تلك المساحة بالسرعة التي تفعلها على الجهة اليسرى التي لا تزال مغطاة بالطلاء. من دون ذلك الطلاء، تصبح بصمات الأصابع واللطخات أكثر وضوحاً على الشاشة.



يخشى صانعو الهواتف الذكية في المقام الأول أن تتضرر الطبقة الصمغية للشاشة عند تنظيفها. تكون هذه الطبقة عبارة عن طلاء واقٍ على الشاشة لطرد الماء والزيت، وهي تسهم في تخفيف آثار بصمات الأصابع واللطخات.

يذكر موقع "آبل" الإلكتروني: "قد تؤدي منتجات التنظيف والمواد الكاشطة إلى تراجع سماكة الطلاء وخدش الجهاز".



لاختبار هذه المعلومة، أخذنا جهاز "أيفون 8" جديداً ومسحنا شاشته 1095 مرة بمناديل "كلوركس" المُطهّرة، أي ما يساوي مسح الهاتف يومياً طوال ثلاث سنوات. لم تتأثر الشاشة بهذه العملية، بل تابع الطلاء دفع قطرات زيت الزيتون كما فعل عند إخراجه من علبته للمرة الأولى.

قررنا حينها تكثيف التجارب. يقال إن حمض الهيدروكلوريك الموجود في مواد تنظيف حوض المرحاض يزيل ذلك الطلاء فوراً. لكن بعد خمس دقائق من فرك الشاشة، بقي الطلاء على حاله. وبعد فركها بمادة تبييض لخمس دقائق أخرى، بقيت الشاشة بحالة جيدة. أخيراً، قررنا نقع الجهاز في خليط من منتجات تنظيف حوض المرحاض طوال ساعتين، ثم فركنا الشاشة لخمس دقائق بمزيل طلاء الأظافر الذي يحتوي على الأسيتون. ومع ذلك، بقي الهاتف شغالاً! يجب ألا تكرر أياً من هذه التجارب طبعاً، لكن تبيّن أن شاشات الهواتف تقاوم العوامل الخارجية أكثر مما كنا نظن بكثير. كذلك، ستتدهور الطبقة الصمغية على هاتفك نتيجة استخدامه العادي في مطلق الأحوال. لكن حين تنظّف هاتفك بالمناديل المُطهّرة، حاول أن تمنع تسرّب السائل إلى الفتحات. حتى لو أصبحت معظم الهواتف المعاصرة مقاومة للماء، لا مفر من تلاشي قوة تحمّلها مع مرور الوقت.




تنظيف الهاتف الذكي ضروري؟

خبراء الأمراض المعدية يوصون بتنظيف الهاتف بمحلول مُطهّر، على غرار محتوى مناديل "كلوركس" المعقمة، للقضاء بفاعلية على فيروس كورونا على سطح الجهاز.



في البداية، يجب أن يفهم الجميع أن الهاتف يتّسخ دوماً، حتى في ظل غياب الأوبئة المتفشية في العالم.

بشكل عام، لا تطرح تلك الأوساخ مشكلة برأي إيما هايهيرست، خبيرة في علم الأحياء الدقيقة في جامعة "جنوب ويلز" وإحدى المشرفات على التقرير الوارد في "مجلة عدوى المستشفيات". توضح هايهيرست: "كنا نحاول تجنب الهلع الجماعي بشأن الهواتف القذرة. إذا كنت تتمتع بصحة جيدة، لن تواجه أي مشكلة"! بعبارة أخرى، يجب أن تنظّف هاتفك حتماً، لكن بوتيرة معتدلة.

تضيف هايهيرست: "لا داعي لتنظيف هواتفنا بشكلٍ هوسي في الوقت الراهن، إلا إذا احتك الناس بمصابين بفيروس كورونا. نظّف هاتفك بانتظام إذاً، لا بسبب وجود أدلة على انتقال الفيروس عبر الهاتف، بل نظراً إلى غيــاب الأدلة على عدم انتقالـــه بهذه الطريقــــة".

ماذا عن غطاء الهاتف؟



الفرق كبير بين تنظيف الزجاج أو المعدن وتنظيف السيليكون أو البلاستيك أو الجلد الأصلي. تقدّم شركة "آبل" توصيات مفيدة حول طريقة تنظيف مختلف المواد التي تُصنَع منها أغطية هواتفها. وحتى لو كنت لا تملك غطاءً أصلياً من "آبل"، يمكنك أن تستفيد من النصائح نفسها.


أدوات خاصة لتنظيف الهواتف؟
مجموعة منتقاة من منتجات تنظيف اختبرناها على شاشة هاتف جديد من نوع "أيفون 8".


إذا كنت تفضّل ألا يصبح هاتفك زلقاً ويداك رطبتَين، يمكنك أن تجرّب أداة تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، على غرار PhoneSoap Go (سعرها 100$). في هذه الحالة، يكفي أن تضع هاتفك في جهاز التسمير المصغّر هذا طوال 10 دقائق، إذ تزعم الشركة المُنتِجة له أنه يقضي على 99.9% من الجراثيم عليه. يمكننا أن نلجأ إلى هذا الخيار بدل المناديل المعقّمة لأننا لا نجيد تنظيف الأجهزة بالشكل المطلوب على ما يبدو. لا يغطي الناس الهاتف كله بالمحلول المُطهّر وفق ويسلي لابورت، المدير التنفيذي لشركة PhoneSoap وأحد مؤسسيها. وإذا لم تترك محلول التنظيف على الجهاز لفترة معينة (يوصي منتج "كلوركس" بإبقاء المحلول طوال أربع دقائق)، قد ينجو عدد من الجراثيم. يقول لابورت إن الجهاز الذي أنتجته شركته يطهّر الهواتف بطريقة شاملة. لم نختبر هذا الابتكار بشكلٍ مستقل، لكن يقول علماء الأحياء الدقيقة إن الأشعة فوق البنفسجية قد تكون طريقة فاعلة للقضاء على الجراثيم.

أعلنت شركة PhoneSoap أنها سجلت نمواً في إيراداتها بنسبة ألف في المئة خلال هذه السنة بسبب زيادة الاهتمام بتنظيف الهواتف منذ انتشار فيروس كورونا. في الأسبوع الماضي، نفدت الكمية التي عرضتها الشركة على موقع "أمازون" خلال ساعة.

لا تمانع شركة "سامسونغ" استعمال جهاز PhoneSoap أو أي منافس له، حتى أنها تعرض أجهزة تنظيف عاملة بالأشعة فوق البنفسجية مجاناً في متاجرها. لا تقدم "آبل" من جهتها عروضاً مماثلة لتنظيف الأجهزة في متاجرها، لكن من المعروف أن الموظفين هناك ينظفون الأجهزة بمناديل معقّمة فيها 70% من كحول الإيزوبروبيل.

تبلغ مخاوفنا اليوم أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهو وضع مبرر. إذا كنت ترتاح حين تنظف هاتفك، أمسك بالمناديل المعقمة وامسح هاتفك لساعات أو حتى أيام. لن يتضرر جهازك بهذه الطريقة. لكن تذكّر أنك لا تحتاج إلى تنظيف الأجهزة بهذه الوتيرة الهوسية، إلا إذا كنت جزءاً من لاعقي الهواتف!

google-playkhamsatmostaqltradent