recent
أخبار الساخنة

في لبنان كلفة رفض 'صفقة القرن' تبقى اقل بكثير من السير بها ؟!

الصفحة الرئيسية
المصدر : محمد صالح - الإتجاه
لم يكن ينقص لبنان سوى الاعلان عن "صفقة القرن" بكل ابعادها وتداعياتها ..هذا البلد الغارق في مديونية عالية جدا وعجز وازمات مالية ومشاكل سياسية واقتصادية ومعيشية واجتماعية وغيرها..

وياتي الاعلان عن تلك "الصفقة" ليزيد من همومه ومشاكله ومن الاعباء الجسام التي يرزح تحتها .. خاصة ان احد بنود "صفقة القرن" يؤكد على توطين الفلسطينيين في اماكن لجوئهم بجوار بلدهم فلسطين ومن بينها لبنان.

..هذا البند بالرغم مما يحمله في مندرجاته الخبيثة وما يتردد خلف الكواليس عن احتمال الغاء واعفاء لبنان من ديونه وتخليصه من عجزه المالي في حال وطّن الفلسطينيين..وهذا ما يدركه جيدا الرئيس الاميركي دونالد ترامب ويدغدغ شهية البعض لتطبيقه ؟.

في المقابل فان هذا البند يفتح بنفس الوقت في هذا البلد مشروع فتنة هو بغنى عنها , وازمات تبدأ ولا تنتهي بين مكوناته في حال سار في ركب "الصفقة" .

..لذا فان الاهون على لبنان الرسمي والشعبي اختيار رفضها بكل مندرجاتها بالرغم من حاجته الماسة للمال.. على القبول بها مع اداركه لخطورة هذا الرفض ‏وما سيرتد عليه من انعكاسات وتداعيات اقتصادية ومالية ‏اضافية وصولا الى امكانية إحكام فرض الحصار عليه بقرار اميركي ومنع مد يد العون لمساعدته من قبل الدول العربية الخليجية والاوروبية وغيرها.‏..

من هنا فان لبنان الذي يتهيّب من تلك الصفقة , عليه ان يتحضّر لكل الاحتمالات ؟.. ‏بعد ان اختارت قياداته السياسية الرسمية واحزابه وهيئاته الشعبية الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب تلك القضية التي تحمّل لبنان وشعبه في سبيلها كل مخاطر وهمجية العدوانية الاسرائيلية واعتداءاتها وحروبها على اراضيه منذ تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني واحتلال ارضه لغاية اليوم.. فلم ولن يسجّل تاريخ هذا البلد انه قبل توطين الفلسطينيين او ساهم بإسقاط حقهم ‏في العودة الى ديارهم المنصوص عنها في القرار الدولي الرقم 194.‏.. وبالتالي القضاء على حقوق الفلسطينيين ‏التاريخية والشرعية في ارضهم المغتصبة فلسطين وعاصمتها القدس".

لا شك ان مشهد المنطقة العربية بعد الاعلان عن "صفقة القرن" مقلق للغاية... لكن مشهد الرفض الفلسطيني العارم السياسي والفصائلي والشعبي في فلسطين المحتلة نفسها وفي بلاد الشتات على كل المستويات لتلك "الصفقة" شكّل بارقة واعدة لاعتبارها ولدت ميته , كون الشعب الفلسطيني هو المعني بها اولا واخيرا ..

والفلسطينيون المحاصرون من كل الجهات , المقيمون في بلادهم على ارض فلسطين في الضفة الغربية او في اراضي 1948 الممنوعون من جني خيراتها والتمتع بهوائها ودفىء شمسها وزيارة قدسهم الشريفة بحرية مطلقة وحتى في قطاع غزة .. يعلمون تمام العلم ان رفضهم ل"صفقة القرن" سيعرضهم لعقوبات مالية واقتصادية لا سابق لها من قبل الكيان الصهيوني وبمباركة وتأييد الادارة الاميركية .

ويبقى ان اعلان "الصفقة" الهوليودي وبنودها شيء .. ومسالة تطبيقها على ارض الواقع شيء اخر تماما , وهي في نهاية المطاف "صفقة" انتخابية مزدوجة ملحة لكل من الرئيس الاميركي دونالد ترامب يحتاجها لفوزه بولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني المقبل..ورئيس الحكومة الإسرائيلية ​ ​بنيامين نتنياهو يحتاجها للفوز وهو المهدد بدخول السجن ؟...

لا شك بانه من الان وحتى موعد الاستحقاق الرئاسي الاميركي , فان المنطقة العربية وخاصة الدول والشعوب الرافضة ل"الصفقة" وهم الفلسطينيون ولبنان وسوريا والاردن سيجدون انفسهم تحت تاثير ارتدادات سلبية بقرار اميركي لاخضاعهم , وقد تمر القضية الفلسطينية بمنعطف اكثر خطورة مما هي عليه, وقد يتعرض لبنان الى مخاض اشد سوادا مما هو عليه اليوم.. لكن لا سبيل لهم الا الصمود ومقاومة التاثيرات الاميركية ومغرياتها المالية والاقتصادية..لانه بالنسبة لبلد مثل لبنان فإن كلفة رفض الصفقة تبقى اقل بكثير من السير بها ؟...

القرار سيبقى اولا واخيرا بيد اصحاب الارض من فلسطين الى لبنان.

واخيرا : هل ستبقى تلك "الصفقة" قائمة وحيّة بعد انتهاء تلك الانتخابات ؟..
google-playkhamsatmostaqltradent