recent
أخبار الساخنة

مشروع ترميم تجمُع أوزو : نقلة نوعية لحياة الأهالي


تقرير / وليد درباس

"أوزو" هوذاك التجمع الذي يقع عند المدخل الشمالي الغربي لمخيم عين الحلوة للاجئيين الفلسطينين في جنوب لبنان، بُني هذا التجمع بعد التهجيرالثاني الذي حل باللاجئيين الفلسطينين نتيجة لعدوان الصهاينة وعملائهم على مخيمات صور والنبطية وتل الزعتر.

أكثرما يُميزهذا التجمع هو ضيق مساحته الجغرافية التي لاتتجاوز 100 مترطولا و 50 مترا عرضاَ، وتعيش فيه نحو 50 عائلة، هي من أشـد العائلات الفلسطينية فقراَ وعوزاَ، اذ لايتجاوز معدل دخل الاسرة 3 دولارات يومياَ، وما زاد الطين بلة على الاهالي هو عـدم شموله بخدمات الانروا ، نتيجة لوقوعه خارج نطاق عمل الهيئة الأممية.

الأهالي ومعاناتهم المستمرة

خطوات قليلة في أزقة "تجمع اوزو" الضيقة كفيلة بأن تُلخص حجم الكارثة التي يعانيها قاطنوهذه المنطقة، فبالإضافة الى الأسقف المستعارة الآيلة للسقوط، أنشأت الاونروا مكباَ للنفايات محاذياَ للمنطقة، الأمرالذي زاد من تفشي الأمراض كالربو ، وضيق التنفس ، وإرتفاع معدلاتها بين القاطنين. ومنـذ إنشائه لم يكن "تجمع أوزو" مستقلاَ بل كان جزءاَ من تجمع آخـرهوتجمع قاطع الشهيد ابو جهاد الوزير، ماجعل أهالي القاطع يتشاركون مع اهالي التجمع فتات ما تقدمه المؤسسات الدولية له، في ظل غياب شبه كامل للأنروا المسؤولة قانونيا عن اللاجئيين الفلسطينين في لبنان.

المشروع النرويجي يهدف لتحسين ظروف حياة الأهالي

هذا الواقع المأساوي جعل التجمع هاجساَ لدى اللجان الشعبية ، التي حرصت بتواصلها مع الجهات المعنية على إستقطاب ما أمكن من المشاريع التـأهيلية للتجمع، وفي هذا السياق يقول أمين سرلجنة قاطع الشهيد ابوجهاد الوزيرسامر السيد "شملت أعمال تأهيل البنية التحتية التي نفذتها الجهات المانحة في عين الحلوة منذ أكثرمن عامين، بعض مناحي البنية التحتية في التجمع ، من تأهيل لشبكات الصرف الصحي ، ومياه الشفة، الى جانب ترميم النرويجيين في وقت سابق المنافع المنزلية لنحو 20 منزلاَ"، ويتابع " نفذ المجلس النرويجي للاجئيين مؤخرا بالتعاون مع اللجان الشعبية مشروع ترميم تجمع اوزو في مخيم عين الحلوة ومدته ثلاثة أشهر، بدأت في تشرين أول الماضي ، ومن خلاله تم ترميم جميع البيوت التي كانت بحاجة لذلك".

السيد الذي كان على تماس مباشر وشبه يومي مع مجريات الترميم يوجه الشكر الكبيرللمعنيين على صعيد اللجان الشعبية ، والقوة الفلسطينية المشتركة ، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني ، والمقاول نبيل شبايطة ، لدورهم ، وتدخلهم في حينه من اجل تذليل ما أمكن من عقبات ، لضمان ادخال مواد البناء ، ولوازم المشروع وتدخل النرويجيين لدى الجهات اللبنانية المعنية ، علاوة على دورهم في لجم ما كان يطرأ من أشكالات تُعيق العمل وتضربالصالح العام، ويتابع "بتضافرالجهود وصل المشروع لخواتيمه الطيبة ، وقد تجلى التكافل بأبهى صوره في مساندة الناس بعضهم البعض خلال نقل الأثاث المنزلي، وإستضافة من كانت بيوتهم قيد الترميم من قبل من هم على لائحة الإنتظار، لا سيما أن ظروف معظم العائلات لاتسمح لهم بالاستئجار".

من جهته يوضح المهندس خليل العلي من المجلس النرويجي ان المشروع يندرج ضمن اجندة المجلس النرويجي ومساعيه لتحسين الظروف الحياتية للاجئيين الفلسطينين، ويؤكـد امين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا د. عبد الرحمن ابو صلاح ان "المشروع يُمثل نقلة نوعية في حياة وظروف معيشة الأهالي، لا سيما انه نُفذ بمواصفات هندسية سعت لتوفيرما أمكن من مقومات التهوئة ، وجرى

استبدال أسقف الزينكو ووضع اخرى من نوع " ساندويش بانال" من طبقتين مقاومة للحرارة والرطوبة ، وذات جودة ومنظرجيد ،وسوى ذلك من متطلبات الاقامة، حيث توجب وعملاَ بمعايرالأجندة الخاصة بالمشروع كنوافـذ الالمنيوم، والتمديدات الكهرائية والصحية والبلاط وغيرها".

الاهالي راضون عن المشروع

يُعرب الأهالي عن إرتياحهم العام لما آلت إليه أحوالهم ، واذ يشكرون المجلس النرويجي على تقدمته ، يُعبرون عن شكرهم ايضاَ للجنة الشعبية في منظمة التحريرالفلسطينية لدورها بلفت انتباه النرويجيين من جهة ومرافقة فريق العمل وتقديم ما يلزم من مشورة من شأنها تحقيق الصالح العام وتيسير تنفيذ اعمال المشروع من جهة اخرى، ويُجمعون على شكر المجلس النرويجي لدوره في صيانة واعادة تأهيل مكب النفايات.

فالفلسطيني أيمن محمود مرعي ، وهو ربُ اسرة مكونة من 6 أفراد، يعيش ظروفاَ معيشية صعبة ، كونه بلا عمل منذ فترة ، ويُعاني اصابة سابقة ، لذا لم يكُن قادراَ على ترميم منزله الذي أصابه الضررالشديد ، مما جعل هذا المشروع أشبه بهدية قُدمت لـه ، حيث يقول "لم نكن نعرف النوم بسبب تسرُب المياه من السقف ، اما الآن فلم تعُـد المشكلة قائمة".

بدوره يُثمن نبيل علي منورهذه المبادرة التي ساهمت في تحسين ظروف معيشة عائلته المؤلفة من 3 افراد يقيمون جميعاَ في غرفة واحدة ملحق بها حمام.

أما السيدة ام محمد عثمان فتقول "زوجي بائع خضار، وعائلتنا مكونة من 6 أفراد ، وظروفنا المعيشية صعبة للغاية، ولم نكن قادرين على إجراء أية أصلاحات رغـم ان البيت مليء بالرطوبة، ولكن اليوم بحمد الله اصبح ضوء الشمس يدخل المنزل ، وتحسنت التهوئه، وباتت لدينا غرفتان كبيرتان ومطبخ وحمام ، لذا نتوجه بالشكرلكل من النرويجية واللجان الشعبية ، ولكُل من ساهم ولو بالكلمة الطيبة لمصلحة الناس ، ونخص بالشكرالأخ سامرالسيد"، وبدورها تُشيد السيدة "أنجال موسى" التي تُقيم مع ابنها في غرفة ومنافعها بحُسن سيرعمل المشروع

ونتائجه، وتضيف "نحمد الله ونشكره على رأفته بحال التجمُع، وندعـو للنرويجية بالخير والتوفيق لدورها في تحسين ظروف الناس ولأهل الكرم والمعونة في اللجنة الشعبية ولمسؤول القاطع سامرالسيد".

مجلة القدس ـ عدد 357 ـ كانون الثاني 2020 الاصدار السنوي












google-playkhamsatmostaqltradent