recent
أخبار الساخنة

صيادو الاسماك في صيدا في عطلة قسرية... "أيام عسر" في وقت معيشي صعب

محمد دهشة

يفرض الطقس العاصف والامواج العاتية عطلة قسرية على صيادي الاسماك في صيدا، في رحلتي الشتاء والصيف لا تنتهي معاناتهم، عنوانها واحد: أزمة دائمة وشكوى متزايدة، وتقصير من الدولة، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الضمان الاجتماعي، بعدما عانوا من الصيد غير المشروع بالديناميت والجاروفة خلال العقود السابقة، ومن المكب ونفاياته حتى ازالته من بلدية صيدا وتحويله الى حديقة عامة.

اليوم ومع اشتداد الانواء، ترسو مراكب الصيادين في الميناء، تميل يميناً ويساراً، تعلن عطلة قسرية فرضتها الامواج العاتية وهي ان كانت تحمل تباشير الخير على البر، فإنها في البحر تروي فصولاً جديدة من معاناة الصيادين التي لا تنتهي. تحمل شعار "الداخل الى البحر مفقود والخارج منه مولود"، "البحر مثل الغول يأكل كل شيء"، والصيادون مثل النمل يعملون بدأب بلا كلل او ملل، يخزنون "قوتهم كما قرشهم الابيض" لليوم الاسود وما أصعبها الآن، حيث الاوضاع الاقتصادية الخانقة والظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الاسعار والغلاء تضاعف معاناتهم.

أيام عسر





ويصف نقيب الصيادين في صيدا نزيه سنبل لـ "نداء الوطن"، العطلة القسرية بأنها "أيام عسر في وقت معيشي واقتصادي صعب وخانق على الصيادين الذين ما زالوا محرومين من أبسط حقوقهم، ولا يستطيعون الابحار كما عادتهم لكسب قوتهم، بسبب الامواج العاتية، وحسب خبرتنا فان هذه الانواء ستستمر اربعين يوماً مع حصول بعض الانفراجات، ما تسمح لهم شق عباب البحر بين الحين والآخر".

ولا يخفي سنبل عتبه على الدولة، قائلاً: "في أيام الخير لم تنظر الينا بعين العطف وتنصفنا، فكيف الحال وهي على "شفير الهاوية" اقتصادياً ومالياً، يقابل ذلك "كل صياد يدبر أموره بنفسه "مثل العسكري"، وتقوم بعض الجمعيات بمساعدتنا"، موضحاً "ان ما يخفف من ازمتنا في الشتاء، ان الميناء محمية بكاسر موج وأوضاع مراكب الصيادين مستقرة ونادراً ما تصاب بأضرار جراء العواصف والأنواء القوية.

في الميناء يرسو نحو 150 مركباً، يعمل عليها نحو 250 صياداً، في الجهة المقابلة يلازم الكثير من الصيادين مقهى النقابة، يتبادلون اطراف الحديث، ينفثون السجائر على الهموم، يلعبون ورق الشدة، ويتحسرون على الايام الخوالي حين كانت "رزقة البحر لا ترد طالب، أما الآن فكل يوم بيومه"، وفق ما يقول الصياد علي الذي احترف المهنة منذ سنوات طويلة قبل ان يضيف: "نمضيها على مضض، نعض على اضراسنا، نتألم كمن يضع الملح فوق الجرح، بل هي كبوة قبل الانطلاق مجدداً الى فصل الخير، فالشتاء يحرمنا من الابحار اليومي، لاننا نخشى الانواء والموت، لقد بات حالنا مثل النمل، نعمل في الصيف ونستريح في الشتاء قسراً".في المقهى، يستذكر الصيادون نقيبهم السابق ديب كاعين الذي رحل قبل ايام معدودة عن عمر ناهز التسعين عاماً، وهو أحد ابرز وجوه الرعيل الأول من الصيادين في الجنوب والذي أمضى عمره صياداً مثابراً ورفيقاً لبحر صيدا وعاشقاً له، ثم نقابياً حاملاً لهموم وشجون قطاع الصيد البحري، فكان صوت الصيادين لدى الإدارات والجهات الرسمية والنقابية المختصة، يعبر عن وجعهم ويحمل مطالبهم الى المسؤولين ويتقدم اعتصاماتهم وتحركاتهم المطلبية، غير انه رحل قبل ان يحقق حلمه بانجاز مشروع تأهيل مرفأ الصيادين وتجهيزه مكان المرفأ التجاري (القديم) ويحظى الصيادون برعاية صحية وضمان اجتماعي وضمان شيخوخة. وقد اعتبر سنبل ان رحيله هو خسارة لصيدا وصياديها الذين كان واحداً منهم ودائماً الى جانبهم وبقي حتى وفاته مواكباً لقضاياهم وكنا نستنير برأيه وحكمته ونستمد من عزيمته القوة والاصرار على متابعة المسيرة على نفس النهج الذي ارساه مع رفاقه من الرعيل الأول من الصيادين.

مشروع صيداوي

من جهة اخرى، كشف عضو بلدية صيدا المهندس محمد حسن البابا، خلال لقاء حواري نظمته "الرعاية" حول المشاريع البيئية في مدينة صيدا، عن مشروع جديد على الشاطئ الصيداوي يتميز بإنشاء خمسة أحواض سباحة مع كاسر للأمواج ومساحات للرياضة وممرات للمشاة والدراجات، إضافة إلى إزالة السواتر الفاصلة مع الشاطئ ليصبح مفتوحاً مباشرة مع الكورنيش البحري، متحدثاً عن المشاريع التي قامت بها البلدية في الحقبة الأولى والحالية والتي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومنها معامل معالجة النفايات، ومحطة تكرير المجارير، الحدائق والمنتزهات إضافة إلى المبادرات البيئية للجمعيات والمجتمع المدني، المحافظة على الإرث الثقافي للمدينة من خلال حماية المباني القديمة وإعادة الترميم، مشروع إضاءة الكورنيش البحري على الطاقة الشمسية، إنشاء جمعية أصدقاء زيرة صيدا التي تعمل بالتعاون مع البلدية في المشاريع البيئية لا سيما في الشاطئ وجزيرة الزيرة.

google-playkhamsatmostaqltradent