أسرار شبارو
7 كانون الثاني 2020
توجهت عائلة أسعد بالأمس إلى منطقة القموعة - #عكار لتمضية وقت ممتع، لكن ما حصل معها قلب حياتها رأساً على عقب، بعد خسارة اثنين من أفرادها بحادث على الـ"سكي دو"... رحل محمد وابن شقيقه ابرهيم في غفلة بعدما قصدا لبنان من أوستراليا قبل أيام لتكون نهايتهما مأسوية في وطنهما.
لحظات الكارثة
بلدة بيت أيوب ارتدت ثوب الحداد على فقيديها، وبحسب ما قال أحد معارف العائلة لـ"النهار": "قبل ثلاثة أيام من الحادث الأليم وصل ابرهيم (16 سنة) إلى وطنه لتمضية أيام مع أهله، وقبله وصل عمه محمد (30 سنة). قررت العائلة بالأمس التوجه إلى بلدة القموعة للتسلية والترفيه، استأجرت "سكي دو" للقيام بجولة على الثلج، وفي عز فرحة ابرهيم وعمه محمد وقع الحادث المشؤوم". وأضاف المصدر: "حصل الحادث عند محاولة ابرهيم الالتفاف على أحد المفارق، ليسقط أرضا ويفارق الحياة على الفور، فيما نقل محمد إلى مستشفى الحبتور بكامل وعيه، تحدث إلى الأطباء والعائلة، وإذ فجأة يلفظ آخر أنفاسه بسبب نزيف داخلي في رأسه"، لافتاً إلى أنه "يتم التداول بأن دواسة الوقود تعطلت، الأمر الذي أدى إلى فقدان السائق السيطرة وبالتالي وقوع الكارثة".
نصائح وقائية
"السكي دو مركبة مصنفة class A عالمياً، أي أنها سريعة جداً، ما يعني أن التعامل معها يجب أن يكون بمسؤولية كونها آلية ميكانيكية سريعة"، وفق ما قال رئيس الجمعية اللبنانية للوقاية من الإصابات الرياضية زياد الحلبي، قبل أن يشرح معايير السلامة التي يجب اتباعها عند استئجار "السكي دو" لممارسة هذه الهواية. وقال: "يجب ألا يتم تأجيرها إلى أشخاص دون سن الثامنة عشرة، فمن يقودها يجب أن يكون لديه الحد الأدنى من المسؤولية وتكون لديه فكرة نوعاً ما عن كيفية التعامل مع الآليات الميكانيكية". وأضاف: "ما يحمّس الشباب على قيادة السكي دو أنها لا تحتاج إلى توازن كما حال الدراجة النارية، لكنها في الوقت ذاته هي آلية خطرة تتم قيادتها على تضاريس صعبة، لذلك يمكن أن تنقلب وتؤذي من عليها".
"عند تأجير الآلية لشخص ما، يفترض أن يتم ارسال مرشد معه، يعلم بتضاريس المنطقة وكيفية توجيهه كي لا يسير في أماكن يكون الثلج فيها غير مرصوص بشكل كاف، أو أماكن فيها شجر مقطوع، فعند قطع الأشجار تبقى جذوعها في الأرض وتتغطى بالثلج، وبما أن الآلية تحفر طريقها في الثلج، فإن أي اصطدام بجذع شجرة سيؤدي إلى كسر أحد مزالقها أو كليهما ووقوع من عليها بسبب توقفه المفاجئ نتيجة الاصطدام، وينطبق الأمر ذاته على المناطق الصخرية"، قال الحلبي متابعاً: "لا يجب الانتقال من منطقة إلى أخرى إذا لم يكن لدينا الخبرة الكافية في المناطق وكيفية استعمال الآلية. ففي سنوات سابقة خسر أشخاص حياتهم بحوادث على "سكي دو" بسبب قيادتهم في أماكن يكسوها الضباب فتحجب رؤية المنحدرات التي تعرض الآلية للانقلاب".
"كما يجب ارتداء الخوذة عند ركوب السكي دو، لتجنب أي ضربة على الرأس في حال السقوط، وملابس واقية من المياه والهواء، إضافة إلى انتعال حذاء طويل خاص لهذا النوع من الرياضة" لحماية كاحل القدم"، قال الحلبي.
وختم: "كما أن الأشخاص المحترفين الذين يملكون السكي دو يجب أن بكون بحوزتهم جهاز تلفون ثريا الذي يعمل على الستاليت لعدم وجود إرسال على شبكة الاتصال في المناطق الجردية".
المصدر: "النهار"