recent
أخبار الساخنة

الاستبداد المركب بقلم ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية
الحجم


ليس من السهل الحكم على مجتمع او مجتمعات باسرها على اسس شمولية 
تفتقر الى البحث و التمحيص . و لكننا نجانب الحقيقة اذا انكرنا بان
مجتمعاتنا مستبدة و حكوماتنا مستبدة . المستبِد في حقيقته مستبَد في نفس
الوقت ، أي انه ظالم و مظلوم في آن معا ! المجتمع غير المستقل و التابع
اقتصاديا و سياسيا لغيره ، و المجتمع الفاقد للحريات و لنفاذ القوانين  
و المنخور بالفساد و بغياب القضاء هو مجتمع محكوم بالاستبداد المركب
و هو ايضا واقع تحت الاستبداد الخارجي . ان الاستبداد يبدأ عندنا من
 البيت ، من رب البيت على زوجته ، و من الام على اولادها ، و من الولد
الكبير على الصغير . حرية ابداء الرأي شبه معدومة ، و التسلط قد يستدعي
استعمال القوة المفرطة و هذه قد تؤدي الى موت او الى ضرر عضوي او نفسي .
ثم من البيت الى المدرسة فالمدير متسلط على الاستاذ و الاخير متسلط على
الطلاب و الاقوياء من الطلاب متسلطون على الضعفاء . و في السوق يتسلط
المحتكر على صاحب الحانة و هذا على المستهلك ، و البنوك على الجميع .
و من المفارقات العجيبة ان الاحزاب التي من المفترض انها تمثل طليعة
الشعب هي نفسها محكومة بالاستبداد . فليست هناك حياة ديمقراطية داخلها
و تتحكم بسياساتها التحالفات و الضرورات التنظيمية و الجغرافية و المصالح
الضيقة . اما الزعيم الحزبي فهو لا يختلف عن القادة السياسيين التقليديين
الا بالنفوذ ، فهو خالد على كرسية حتى النزع الاخير . كم من الزعماء
بدؤا حياتهم الحزبية شبابا و هاهم في مراكزهم و قد خرفوا ووهنت عظامهم . 
اما اكثر وجوه التسلط ملاحظة لدى العامة هو تسلط موظف الحكومة على
المراجعين ، و العسكر على الناس . و هذا العسكري المتجبر الغليظ هو نفسه
ضحية الضابط الصغير و الصغير ضحية الضابط الكبير و كلهم ضحية
رجل استخبارات تافه متخلف . في نفس الوقت فإن النواب الذين اختارهم
الشعب او هكذا يتم اخراج المسرحية فهم لا يعلمون بالتشريعات الا عند
اقرارها و يتعرضون لكل اشكال الضغوط لتمريرها ، و الوزراء لا يعلمون
بما يجري الا من الصحف ، و الصحف و معها وسائل الاعلام موجهة
إعلان منتصف المقال
من جهات لا يعلمها الا الله . في نهاية المطاف يكمن التسلط في القصر
الرئاسي الواقع تحت تسلط البنك الدولي و مطابخ صنع القرار العالمي .
اما خلف الحدود و من وراء البحار و المحيطات حيث يحملون " الريموت"
لفرض تسلطهم علينا بل على وكلائهم الذين يحكموننا ، هناك لا تزال جهة 
متسلطة من وراء الكواليس هي التي تقرر و هي التي تصنع الاحداث و تحكم
بالاعدام او الفقر او المجاعة على الشعوب . هذه القوة يخضع لها ترامب و بوتن
و ميركل و ماكرون و غيرهم من الاحجار التي تتحكم بنا و يتحكم بها الماسونيين
اليهود . هذه المجموعة التي تحكمنا من المحيط الى الخليج و تكشر انيابها
و تستحل دماءنا و تنهشنا سياطها و تنهب ثرواتنا و تطبّع مع اعدائنا و تمتلئ
سجونها من رجالنا و علمائنا ما هم الا وكلاء لاسيادهم اصحاب القوة في العواصم
الكبرى و الذين هم بدورهم وكلاء لليهود الذين يمسكون بزمام السياسة و المال
و الاقتصاد و الاعلام العالمي . هذا كلام ليس للتثبيط بل دعوة للمقاومة ، مقاومة
الذل و الهوان ، مقاومة الفساد و التبعية ، مقاومة الاستبداد و الدكتاتورية . نحن
امة مجيدة اعزنا الله عزوجل بدين عظيم ، و بتاريخ ناصع مليئ بالبطولات
و بالعزة و الكرامة و العدل . امة يجب ان لا تقبل الظلم و القهر و هي التي
تمتلك مقومات القوة . يجب ان نحرر انفسنا بان نرفع الظلم الواقع منا اولا
لان الحرية لن تهب لنا ان لم نكن احرارا في طبيعتنا . فالظالم لزوجته 
او اولاده او اخوته او جيرانه يجب ان يرفع الظلم حتى يكن حرا و داعيا
للحرية . المعلم و الطبيب و الحرفي و السائق و عامل النظافة و العسكري
يجب ان يحرروا انفسهم اولا بوقف استبدادهم على من هم دونهم حتى 
يطالبوا بوقف استبداد من يتحكم بهم . ان فاقد الحرية لا يطالب بحرية
 غيره ، و المستبد لا يطالب برفع الاستبداد من النظالم طالما هو نفسه ظالم !

ماهر الصديق     
  



تعديل
author-img
Www.albuss.net
مدير تحرير موقع البص محمد سليمان عبد الرازق موقع مخيم البص هو موقع اخباري اجتماعي يهتم بأخبار مخيم البص والمخيمات الفلسطينية واخبار الجاليات الفلسطينية حول العالم، وهو يتضمن اخباراً وتحقيقات متنوعة واخبار محلية ودولية ورياضية بالاضافة الى اخبار المنوعات والمجتمع والفنون والثقافة واقسام اخرى ممتعة ومشوقة. INFO@ALBUSS.NET http://www.albuss.net/ 03066158 009613066158

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent