البداية كانت مع كلمة للشاعر الأستاذ محمد قادرية الذي وصف رواية "مرج البحرين"، بأنها رواية عميقة المعنى بليغة المبنى، كُتبت بلغة سهلة غير مُتكلّفة.
وتحدّث ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان الأستاذ إحسان عطايا عن الأدب بما هو تعبير عمّا يختلج في نفس الإنسان من مشاعر وأحاسيس، وبما هو تعبير عن الحالة الخاصّة التي يعيشها الإنسان بأفضل صورة ممكنة وبأروع كلمات وعبارات وأساليب بيانيّة تؤدّي الهدف المرجو والمطلوب منها.
وأشار عطايا إلى أنه توجد خصوصيّة للأدب الفلسطيني؛ فبالإضافة إلى أنه أدب تعبير عن المشاعر والأحاسيس والرؤى والأفكار وما يختلج في نفس الإنسان، إلا أنه أيضًا تأريخ للقضية منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني لأرضنا، وفي مخيمات اللجوء والتهجير المتعدّد الأوجه، وللمؤامرات التي تستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني، داعيا المفكرين والمثقفين لاستعادة دورهم الريادي للإسهام في معركة الوعي الفلسطيني وبناء عقل جمعيٍّ، وبناء إنسان مقاوم ينهض ويتحمّل المسؤولية في واقعنا المعاش.
وتوقّف الكاتب والصحافي محمد دهشة عند جملتين في الرواية، هما: "فاصلة بين موجين.. ومخيم" و"ليتني متُّ ولم أغادر المخيم"، ليرسم من خلالهما مشهديّة ثلاثيّة الأبعاد حول المخيم كعنوان للنكبة واللجوء والبحر المفتوح على موجتين؛ واحدة تأخذ إلى الهجرة يأسًا وإحباطًا وأخرى تُحقّق العودة، وأن الرواية تميّزت بالصّوَر المتلاصقة في أدق التفاصيل وبحوارها المتماسك المتين النابض بحتمية العودة".
وقال دهشة "إذا كان (مرج البحرين) في القرآن الكريم يلتقيان، فإنها في رواية أبو الغزلان، وفي القاموس الفلسطيني والوطني مجازًا لا يلتقيان".. مشيرا إلى أن الاشتباكات في المخيم الفلسطيني ليست قاعدة وإنما استثناء في تاريخ المخيم النضالي، آملًا أن تكون قد ذهبت جولاتها بلا رجعة.
وتحدّثت الأستاذة رولى بتكجي (مُؤسِّسة صالون رولى بتكجي الثقافي، وعضو الهيئة الإدارية في منتدى صيدا الثقافي الإجتماعي) عن السرد في رواية هيثم أبو الغزلان الذي استمدّ مشروعيّته الأساسيّة من عمق القضية، ومن اسم بطل الرواية "ثائر" الذي يُلقي اسمه بظلاله المشاغبة على مجرى الأحداث".
وأضافت بتكجي: "وهو في إبّان السرد يجتهد كثيرًا كي يصوّب البوصلة، يقول ص 41 "مهلًا أيها القوم كفاكم عبثًا".. وهو يمضي في تساؤلاته: "ألا تجتاحكم رغبة ملحّة بحمل السلاح وتحرير الأوطان"، في سؤال إنكاريٍّ ممضّ.
وتابعت: "في رواية أبو الغزلان ثمّة ثنائيّة ضدّيّة تقتات من نسغ الواقع المرّ، تطلع من أغوار الواقع (المخيم).. ما يشير إلى أن الكاتب قد أفلح في رصد المجتمع الفلسطيني في المخيم ساردًا تلك التفاصيل بحساسيّة المعاش واقتدار السارد العليم.. في رواية إنسانيّة تتظلّل أفياء الأدب الهادف والرصين والملتزم".
وشكر المؤلّف أبو الغزلان الحاضرين، وتحدّث عن معنى عنوان روايته، والشخصيات الرئيسيّة فيها ("ثائر" ووالدته وصديقه) والشخصيات الثانوية الأخرى. مشيرا إلى مكان وزمان الأحداث في مخيم عين الحلوة وأماكن أخرى.. وتحدّث عن المنظور الروائي، والسرد والحوار فيها..
بعد الكلمات، انتقل الحضور لتوقيع الكتاب وأخذ الصور التذكارية. يذكر أن ريع الكتاب عاد بالكامل لأيتام اللاجئين الفلسطينيين في جمعية نور اليقين.