recent
أخبار الساخنة

مع ثورات الشعوب حتى زوال أسبابها

الصفحة الرئيسية


ما دامت البلاد ترزح تحت نير الدكتاتوريين .. الساديين .. المحتكرين.. المستبدين
فإن كل ثورة شعبية ضدهم تمتلك شرعيتها تلقائيا حتى يتم دحرهم و نيل الانسان  
 حقوقه كاملة غير منقوصة . قولا واحدا: اني اقف مع الثورات الشعبية كائنا من 
كان خلفها و من نظمها : إسلاميا او قوميا او وطنيا او جهة حقوقية او شبابية  
او نقابية ، فلاحين او عمال ، مثقفين او حتى رعاع ، ما دامت شروط الثورة
 قائمة فإن للشعب حق في النهوض . مادام هناك نظام انقلابي أو عسكري 
او وراثي او قمعي او فاسد او مزور للانتخابات او لا حدود زمنية لولايته او 
عاجز عن حل مشكلات البلاد فإن شروط الثورة قائمة ، بل ان عدم قيام الثورة 
هو عيب في الشعب و في قواه الطليعية . عندما يكون هناك تطبيع مع الصهاينة 
و لا تقوم ثورة فإن البلاد في وضع غير صحي ، و يكون كل شيئ ممكن . 
عندما يتحول الجيش الى قوة قمعية للشعب فيما الحدود مستباحة و الارض 
  محتلة والمقدسات منتهكة و لا تقوم ثورة فإن الشعب لا يستحق الحرية . عندما 
يكون القضاء يعمل بامر الحاكم و حاشيته ، و لا يمارس رسالته على اسس عادلة!
عندها لا يكون للوطن او المواطن قيمة ، و عندما يفقد الوطن قيمته و المواطن
كرامته و لا يثور الانسان من اجلهما فانه لا يستحق الحياة الكريمة . عندما 
تتكدس الثروة الوطنية بيد حفنة من المرابين و التجار و رجال الدولة و قادة 
الجيش ، فيما الشعب يعيش تحت خط الفقر ، و ينتشر الصبية في الشوارع 
 لبيع المنتجات ، و تمد الماجدات اياديهن للتسول و ينتشر الفساد الاخلاقي ، 
و يبحث الفقراء في القمامة عن الطعام ، و يموت المريض في فراشه لقلة حيلته 
في العلاج ، و تبكي الامهات خوفا على مستقبل اولادهن و يبكي الرجال من 
عدم القدرة على ايفاء حاجات عوائلهم ، عندها إعلم بان عدم قيام الثورة يكون 
مريبا غريبا ! لا سيما في زمن تساوت به الحياة مع الموت . عندما يصبح 
التعليم متدنيا و الجهل متفشيا . عندما تكون الاقساط المدرسية فوق طاقة 
الآباء و يضطر اولاد الفقراء للعمل في الورش و المصانع أو التسكع في 
الشوارع ، و يكونون لقمة سائغة لشذاذ الافاق و المهربين و اللصوص 
و مروجي المخدرات و الافاقين و العملاء . عندما يُحتكر التعليم لاولاد الاثرياء
الذين في غالبهم من الحمقى فيما يُحرم الاذكياء من ابناء الفقراء من
استكمال تحصيلهم العلمي . عندما يتخرج المجتهد الذي قدم اهله كل شيئ
يملكونه من اجل تعليمه و لا يجد فرصة للعمل في وطنه ، فيقضي حياته عاطل
عن العمل او عامل في ورشة للحدادة او البناء او عامل في البساتين يقدم
خدماته لاصحاب الاموال الذين لا يعرفون القراءة و الكتابة و لا يفهمون من 
الحياة الا تكديس الاموال و قهر الفقراء ، عندما يكون هذا و لا تكون ثورة 
فاعلم بان الشعب لا يعرف قيمة الحياة العزيزة . عندما يستنزِف الوطن 
عقوله و قواه العاملة لتستفيد منهم الامم الاخرى و لا يبقى الا من لم تُتَح له 
الفرصة . عندما تجد الرغبة لدى عموم الناس بمغادرة البلاد و البحث عن
مكان آمن لهم و لاولادهم ، او البحث عن مكان ليس فيه خوف و قمع
و ذل و فقر ، عندها لا بد من الثورة و لا بد من التغيير .عندها تكون الثورة  
ضرورة حتى يبقى اهل البلاد في اوطانهم ، و حتى تتطهر البلاد من المجرمين الذي
مارسوا كل صنوف الذل و المهانه على المواطن الذي يستحق حياة افضل في 
في وطنه . و اخيرا عندما يسود العملاء و المستأسدين على الشعوب ..
المتخاذلين مع الاعداء . عندما تصبح قضية فلسطين منسية ، و الفلسطيني 
عدو و الصهيوني صديق . عندما يصبح الفلسطيني في وسائل الاعلام معتدي
و الصهيوني القاتل المحتل مدافع عن نفسه . عندما تصبح القدس بلا
قيمة ! عندما لا يجد العربي الهارب من الموت مكانا واحدا في هذا الوطن
العربي المترامي الاطراف فيخوض مغامرة المجهول للبحث عن مكان يحضنه
في ما وراء البحار . عندما يجد من يستقبله في بلاد الضياع و لا يجد
من يرحب به في وطنه العربي المكتظ بالثروات . و عندما تجد تجار 
الدم يجوبون البلاد طولا و عرضا ، و الابواق تنبح من المحطات الفضائية
و من وسائل الاعلام التي لا حصر لها . عندما تجد من يقلب الحقائق
و يجمل الوجوه البشعة ، و يلصق بالعميل كل اصناف الرجولة و الشهامة
و الحمية و العزة ، و يلطخ سمعة العصامي العفيف الحريص الذي يقدم
الوطن على النفس و الاهل . عندما تجد شيوخ السلطان و علماء النفاق
يطبلون و يزمرون و يدعون للحاكم بطول البقاء و السداد من على المنابر ،
عندما يكون هذا سائدا ! إعلم عندها بان كل شروط الثورة متوفرة و ان عدم 
قيامها امر مستغرب و غير مفهوم ، و ربما كان باطن الارض خير من ظاهرها . 

ماهر الصديق         
 

google-playkhamsatmostaqltradent