recent
أخبار الساخنة

اما لاجئ و اما مواطن

الصفحة الرئيسية

 


اللاجئ الفلسطيني في لبنان يعيش في حيرة من أمره منذ ان اجبر

على اللجوء الى هذا البلد الشقيق . فلا هو يعامل معاملة اللاجئ

كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين ،

و هي اتفاقيات ادرجت مجموعة من القضايا في مقدمها حقوق

الحماية و حرية العقيدة و الرأي و حق العمل و الضمانات الصحية

و الاجتماعية و الحق بحرية التنقل و امتلاك الوثائق القانونية .

و لا هو يعامل معاملة المواطن ، له كافة الحقوق و عليه واجبات ،

كما هو الحال في كل بلدان العالم بما فيها الدول العربية التي عاملت

اللاجئ الفلسطيني معاملة المواطن ما عدا الترشح و الانتخاب .

اللاجئ في اية دولة مهما كانت لغتها و لونها و عرقها توطن المقيم

بعد فترة زمنية حسب القوانين المرعية ، و الاولاد الذين ولدوا

في تلك الدول يحصلوا على جنسيتها مباشرة عند الولادة ، هذا

في كل العالم الا في الدول العربية . في كل الاحوال فان اللاجئ

الفلسطيني لا يرغب في الجنسية اصلا من باب تعلقه بوطنه الاصلي .

نحن ندرك بان لبنان له خصوصيته الديمغرافية المعقدة ، و ان

الاستعمار لم يترك لبنان الا بعد ان قسم تركيبته الاجتماعية و نظامه

السياسي على اسس طائفية و ليس على معايير وطنية . و مع ذلك

فان اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا الى لبنان عام 1948 تم

توطينهم جميعا ، لم يستثن منهم الا اؤلئك الذين يتبعون طائفة

بعينها ، بل ان ما يلقونه من تلك الطائفة تحديدا اكثر مما يلقونه

من غيرها . ان المؤكد الذي لا شك فيه ان الفلسطيني يعتبر نفسه

في اقامة مؤقتة بين اشقائه اللبنانيين و انه واثق بعودته الى وطنه

طال الزمان ام قصر . لكن ما يتعرض له من عنصرية تؤلمه أشد

الايلام . الاخوة في لبنان لا يعاملونه كلاجئ له حقوقه و عليه

واجباته ، و لا معاملة المواطن الذي يتمتع بحقوق المواطن . كأنه

امر تعجيزي ! يريدون منه ان يدفع عن غير مقدرة ما يدفعه المواطن

فيما هو محروم من الضمانات الاجتماعية و الصحية و ممنوع من

مزاولة عشرات الوظائف و ممنوع من الاعمار و الترميم . لا هو

يعامل كلبناني و لا عربي و لا حتى اجنبي ! ليس هناك فلسطيني

واحد ينكر حق الدولة اللبنانية في تشريعاتها و قراراتها لكن القوانين

و المواقف ينقصها التوازن و العدل و تغلب عليها العنصرية و الكراهية .

فليعامل الفلسطيني في لبنان اسوة بابناء شعبه المقيمين في البلدان

الاخرى ، عندها سيكون اكثر الناس التزاما بالقوانين ، بل سيسبق

اخيه اللبناني في هذا الالتزام . و هو في كل الاحوال كان و لا يزال

و سيبقى حريصا على لبنان و على عروبته و استقراره و سلمه

الاجتماعي . ان المواطن الفلسطيني يريد من صاحب القرار في

لبنان الذي يتنكر لحقوقه ان يحمل في ضميره شيئ من الانصاف

و النظر الى الاوضاع الصعبة التي يعيشها . و نريد منه ان يدرس

القرارات قبل اصدارها حتى لا يقع المواطن الفلسطيني في ظلم

من اخيه اللبناني ، و حتى لا تصبح تلك القرارات المجحفة جزء

لا يتجزأ من المؤامرة التصفوية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية .



ماهر الصديق
google-playkhamsatmostaqltradent