بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية ، توجه وزير خارجية بريطانيا الى وزراء الخارجية المنتصرين في الحرب والمجتمعين مع بعضهم قائلا" : "هناك نمر نائم في الشرق يجب أن لا يستيقظ "فتلاقت طموحاته مع طموحات الحركة الصهيونية العالمية لزرع تلك الغدة السرطانية في بلاد الشام لجعلها مصدرا" دائما" للنزف في تلك الأمة لكي لا تتوحد قواها لتبقى أمة ضعيفة وسوقا" استهلاكية لتلك الأمم التي تعتبر نفسها منتصرة والتي أعطت لنفسها الحق في قطف ثمار النصر وفي استنزاف الشعوب واستغلال مقدراتها .
وكانت الخطوة الثانية ، في معاهدة سايكس بيكو الفرنسية الانكليزية المشؤومة ، والتي قطعت فيها أوصال تلك الأمة الى كيانات ضعيفة متناحرة وتسعى حاليا" الى تقسيم المقسم على شاكلة وعد بلفور لليهود باعطائهم وطن قومي في فلسطين وذلك موعود لاثنيات ومذاهب في بلادنا لتأسيس دويلات طائفية ومذهبية متناحرة ، لا تقوم بها للأمة قيامةـ، وامعانا" في التفتيت والتقسيم خلقوا اللاجئين والنازحين لخلق أسباب تناحر وتباعد بين أبناء الوطن الواحد ..
لذلك : فلنرجع الى التاريخ كلنا شعب واحد من غابر الازمنة ، عاش على هذه الارض ضمن جغرافية واحدة ، واسس حضارة واحدة ، وكان منارة للأمم فكان منه الحرف وكانت منه الشرائع وكان منه كل حق وخير وجمال ..
فلنرجع الى التاريخ ولنغلق الزواريب الضيقة لأنه بذلك نقدم على فعل ما يريده منا الاستعمار القديم الجديد ..
الدكتور عبدالناصر أبو خليل