recent
أخبار الساخنة

مبدع من مخيمي !!!!! بقلم علي الصالحاني

الصفحة الرئيسية




هو مصطفى احمد او مصطفى الجليل كما يحب يلقب ابن قرية (الزيب ) الفلسطينيه عاش مرارة اللجوء و التشرد كباقي الشعب الفلسطيني الذي لجئ الى لبنان و سكن معسكرات الذل و المهانه فعاش كباقي اخوانه من شعبه قصص العزاب في بيوت اقل ما يقال عنها انها لا تصلح للسكن الآدمي يعتاش على المساعدات التي تقدمها و كآلة الأنروا في ذالك الوقت لحين عودته الى قريته كما وعد جيش الإنقاذ يومها بأن العوده قريبه و على اللاجئين ان يكونوا جاهزين في اَي وقت لعودتهم .
طالت العودة و طال بقاء مصطفى الجليل في مخيم( البص ) و عليه ان يتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضتها النكبه كما يحب البعض ان ينعتها و هي هزيمه بكل ما للمعنى من كلمه و هي هزيمه للعرب قبل ان تكون للفلسطينين ، فبدأ في التفكير في عمل يساعده على إعالة والديه  و التخفيف عنهم من صعوبة متطلبات الحياة الجديدة و التي سوف تستمر طويلأ .و لأن مصطفى الجليل منذ نعومة أظافره يسكن في داخله ذالك المبدع و الفنان و لانه يهوى التصوير و الرسم و بقوة الاراده و حب الحياة التي يتمتع بها امتهن وظيفة التصوير و كان في ذالك الوقت اول فلسطيني يفتتح محل للتصوير الفوتوغرافي في الجنوب اسماه( الجليل للتصوير ) لحبه و شغفه لمنطقة الجليل و التي تقع بها قريته .
كنا صغارأ يومها و لأننا من الجيل الذي ولد في المخيمات و لا نعرف كثيرأ عن فلسطين الا بعض الحكايات التي يقصها علينا الكبار ممن عايشوا النكبه و عزابها و ذاقوا طعم المراره و الاهانه من قبل ما كان يسمى يومها( المكتب الثاني ) و هو عبارة عن مخابرات للجيش اللبناني تأسس عام ١٩٤٦ و ترأسه وقتها أميل البستاني و لكن بعد نزوح الفلسطينين الى لبنان عام ١٩٤٨ عمل هذا الجهاز على حكم المخيمات الفلسطينيه و مراقبتها و كان يتدخل بكل شارده و وارده داخل المخيم كحكم عسكري و يراقب الشباب و يعتقلهم و يزج بهم في (ثكنة صور ) وهي قريبة من مخيم البص و يتعرضوا لأبشع انواع التعذيب و المعامله السيئه .
كان من وراء وضع كلمة الجليل ذكائأ و لها معنى و دلاله على ذالك الاسم حتى يذكر الجيل الجديد بأرضه و بقضيته و فعلأ انا من الذين سألت وقتها ما معنى كلمة جليل و كنت وقتها احسب بأن عائلته من أل الجليل حتى شرح لي و فهمت ان الجليل هي قطعه من بلدي و تقع بها اكبر المدن الفلسطينيه و من اكبرها الناصرة و صفد و عكا و يزينها من الجنوب برج بن عامر اما شرقأ فيحدها منحضر  هضبة الجولان السورية و تقع بها أيضأ الذيب و البصه و كثيراً من المدن و القرى الفلسطينيه .
اليوم مازال هذا المبدع يقيم في مخيم البص هو و عائلته حيث كوّن عائله فيها الدكتور المتميز و فيها المهندس و فيها المصور الذي طور مهنة ابيه لتتماشى مع عصر التكنولجيه و التقدم و منهم ماذال في المخيم و منهم من هاجر كباقي شباب المخيم لكنهم يبدعون و يتميزون حيثما يتواجدون و اخبارهم في كندا تدل على ذالك حيث يحيون التراث الفلسطيني و يرفعون من شأن القضيه الفلسطينيه في المجتمع الكندي .
مصطفى الجليل اليوم و بعد هذا المشوار الطويل من نجاحات و عثرات و تعب و شقاء الا انه بنى سمعه جيده و اسم لامع تحكي عنه كل الأجيال و الاعلام حيث يكرس حياته اليوم من اجل صورة مخيمه لتبقى جميله في ذاكرتنا بحيث يقضي أوقاته في رسم جدريات على جدران المخيم ليضيف مناظر جميله نابضه في الحياة تشجع على ثقافة الحب و الجمال و تلغي من عقول شبابنا ثقافة الكره و البغيضه و الانتقام و هو بذالك يؤكد على ان النضال الفلسطين ليس في البندقية فقط إنما في الريشه و و الصوره و القصيده و الاغنية و المقال .
عمرأ مديدأ ابو محمد ولَك كل الشكر على مجهودك الجبار الذي تقوم به لخدمة مخيمك و شعبك و قضيتك .
علي الصالحاني .
google-playkhamsatmostaqltradent