وطنية - تشهد مدينة صيدا القديمة وتيرة متصاعدة لحركة الوافدين اليها ليلا للاستمتاع بأجواء الفرح والأنشطة التراثية ضمن فعاليات "صيدا مدينة رمضانية"، التي أطلقتها رئيسة كتلة "المستقبل" النائبة بهية الحريري بإشراف البلدية وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في المدينة، وتمتد طيلة ليالي شهر رمضان المبارك من بعد صلاة التراويح وحتى فترة السحور.
وكانت المدينة القديمة على موعد أمس مع أمسية من التراث الفلسطيني أحيتها "فرقة الكوفية" للتراث الفلسطيني في خان الافرنج، رافقها معرض حرف ومشغولات تراثية، بمشاركة حاشدة من ابناء المدينة ومخيماتها وزوارها. وتزامنت الأمسية مع احياء الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة، وجاءت لتؤكد ان "الهوية الفلسطينية كما قضية فلسطين تبقى نابضة في قلوب وعقول وذاكرة الأجيال الفلسطينية من خلال احيائهم لتراثهم الوطني الفلسطيني وعلى دور صيدا، عاصمة اللجوء الفلسطيني، الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
تقدم الحضور الى جانب الحريري، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد غسان شمس الدين ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد سعيد مشموشي وأمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي ابو العردات وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية - فرع لبنان آمنة جبريل وأمين سر اقليم لبنان في "فتح" الدكتور حسين فياض وامين سر الحركة في منطقة صيدا ماهر شبايطة وامين سر شعبة صيدا مصطفى اللحام والمحامي حسن شمس الدين ونائب رئيس جمعية الكشافة الفلسطينية في الشتات خالد عوض.
وقدمت "فرقة الكوفية" بإشراف رئيستها حورية الفار على مدى اكثر من ساعة، لوحات فولكلورية وغنائية من التراث الشعبي الفلسطيني، حضرت فيها فلسطين الأرض والانسان والقضية.
سبقت الأمسية جولة للحريري والحضور في أرجاء المعرض الحرفي التراثي المرافق في خان الافرنج، وأهدت جبريل بمشاركة ابو العردات الحريري كوفية من التراث الفلسطيني.
الحريري
وفي كلمة لها خلال الأمسية، اعتبرت الحريري ان "اقامة هذا النشاط التراثي الفلسطيني في صيدا وفي خان الافرنج ضمن الفعاليات الرمضانية امر طبيعي لأننا في هذه المدينة نسيج واحد موحد لبناني فلسطيني عنوانه الأساسي هو دعم القضية الفلسطينية". وقالت: "هذا التلاحم مع الأخوة الفلسطينيين نابع من مسار طويل، والجميل ايضا اننا نحيي معا التراث الفلسطيني، وهذا ايضا جزء من التواصل بيننا وله عناوين كثيرة. من الطبيعي ان يكون اهلنا الفلسطينيون في هذه المدينة ومخيماتها مشاركين بزخم في فعاليات "صيدا مدينة رمضانية" والكل يأتي والكل لديه مكان".
وجددت دعوة كل اللبنانيين "من كل المناطق وضيوف لبنان من السواح والوافدين لزيارة مدينة صيدا الرمضانية، وهي دعوة لكل لبنان لأن يأتوا ويزوروا مدينة صيدا كمدينة رمضانية لبست ثوب الفرح ببركة الشهر الفضيل وتستقبل كل الناس".
ابو العردات
من جهته، قال ابو العردات: "هي ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان في مدينة صيدا القديمة شقيقة فلسطين. دائما في عيون صيدا نجد القدس وفلسطين وغزة والضفة ونجد الشتات الفلسطيني المتلاحم مع الأشقاء اللبنانيين. ليلة سعيدة ان ارى هذا الحشد من أهالي صيدا الطيبين والجوار من فلسطينيين ولبنانيين، برعاية كريمة من النائبة بهية الحريري، وطبعا انا اقدر لها هذا النشاط وهذه الهمة العالية وهذا القلب الكبير الذي يحتضن ويدعم كل هذه النشاطات طيلة شهر رمضان المبارك، إذ يزور صيدا العديد من أبناء لبنان وفلسطين على كل المستويات مما يجدد اللحمة".
أضاف: "اليوم صيدا القديمة نراها بحلة جديدة في شهر رمضان. الأمن والاستقرار والأجهزة الأمنية ساهرة عليهما، والنائبة بهية الحريري تتنقل بين الجميع بمحبة. مبارك هذا الشهر ومبارك هذا النشاط. الليلة كانت ليلة فلسطينية بامتياز احيت فيها فرقة فلسطينية لوحات من التراث الفلسطيني، وهذا يؤكد ان الشعب الفلسطيني حي وان الشعب اللبناني وخصوصا اهلنا في صيدا احتضنوا الشعب الفلسطيني فترات طويلة، وهذا الاحتضان اليوم يزيد من هذا التلاحم بين الشعبين الشقيقين. شكرا لصيدا وشكرا للنائبة الحريري".
وردا على سؤال عن الخطوات التي بدأت لتعزيز الأمن والاستقرار في مخيم المية ومية قال ابو العردات: "بالتأكيد هذا يعطي اطمئنانا كبيرا. نحن نمشي بخطوات مدروسة وثابتة من اجل تعزيز الأمن والاستقرار، وما جرى في مخيم المية ومية اخيرا سينهي وللأبد اي اشكال او اشتباك او اي عملية قتل، لأننا اتخذنا إجراءات شكلت اجماعا لبنانيا وفلسطينيا، وبالتالي أثمرت هذا الهدوء الذي نراه اليوم في مخيم المية ومية، وان شاء الله ستشمل جميع المخيمات، وكذلك في مدينة صيدا التي هي واحة من الأمن والأمان. كل الإجراءات التي تتعلق بالأمن والأمان والاستقرار والسلم الأهلي سنستمر بها خطوة بخطوة مع اهلنا في صيدا وفاعلياتها ونوابها واهلها الكرام".
بعد الأمسية توجهت الفاعليات اللبنانية والفلسطينية الى " قهوة الإزاز" لتناول السحور، بدعوة من الحريري.
==== حنان النداف/ ن.ح.