خسرت عموم الحركة الوطنية الفلسطينية وخصوصا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائدا من طينة مميزة إبن قرية سحماتا القائد المقاوم ماهر اليماني صاحب الحضور الصلب في كافة مواقع النضال الوطني، قائد من قيادات الثورة الفلسطينية، ومن القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب وفي قطاع العمليات الخاصة مع الشهيد القائد وديع حداد.
رحلة نضال إستطاع القائد ماهر من خلالها أن يكون محط ثقة وإحترام في العمل النضالي الفلسطيني، وبخسارته في هذه الظروف نخسر علما ورمزا من رموز النضال في أكثر من موقع وساحة وأبرز المعارك كانت العملية ضد شركة "العال" الإسرائيلية في اليونان عام 1968 حيث تعرض للأسر ليخرج بعدها بصفقة تبادل للأسرى ثم ليكون سكرتيرا مرافقا للقائد الحكيم جورج حبش وعضوا في اللجنة العامة ليشكل القائد ماهر اليماني نموذجا وقدوة في الكفاح والنضال ضد العدو الصهيوني ليترسخ إسمه في ذاكرتنا كأحد الأبطال الثوار المؤمنين بحتمية الإنتصار وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والتحرير والعودة.
أيها القائد ها أنت ترحل اليوم وتترك لنا درسا في أن الصمود والمقاومة هما السبيل، ها أنت ترحل لتنضم لقافلة طويلة من شهداء الثورة الفلسطينية، ها أنت ترحل بعد عقود من النضال الدؤوب الذي لم يحد عن درب فلسطين لتكون قدوة في صلابة الإرادة نقتدي بها من أجل متابعة المسيرة التي ناضلت من أجلها ولنوفيك ونوفي كل الشهداء حقهم.