تقرير هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية
للحرب وجهين، وجهٌ أسودٌ قاتم من ظلمٍ وتشريد.. ووجهٌ آخر يكشف في الكثير من الأحيان عن كنوزٍ شابة خسِرها الوطن! فذاكَ الذي أبدع خارج حدود الوطن الذي وُلِد وترعرع فيه، وجد في فضاء الخارج نجوماً أنارت عتمته ليكتشف الطريق!
ولعلّ الحرب السورية رغم ما سببته من أذىً وتشريد ومآسي على مئات الآلاف من السوريين والفلسطينيين، إلاّ أنّها وفي ذات الوقت كانت بداية الألف ميل لشبابٍ كُثُر ممن رسموا في الغربة إرادةً صلبةً للحياة... ومن بين هؤلاء الشباب الشاب الفلسطيني أحمد عمار أبو راشد، اللاجئ من سوريا إلى مدينة روتردام الهولندية.
فبعد وصول أحمد وزوجته ووالدته الى هولندا في عام 2016، بدأ بعدها حياته كالطفل المولود حديثاً لا يعرف أيّ شيء ويريد أن يتعلّم كل شيء. فبحثُ مليّاً عن فرصته في هذا البلد الجديد.. ليبدأ بعدها بدراسة اللغة الهولندية بإحدى الكليات في المدينة، ليجد في نظام التعليم الذي كان الجميع يشتكي منه، تعقيداً كبيراً خاصةً مع كونهم لاجئين جدد.
وبعد ظروفٍ عدة وصعوباتٍ مرّ بها أحمد في تلك البلاد، سأل نفسه لماذا لا يقوم بتأسيس مدرسةٍ خاصة به لتعليم اللاجئين اللغة الهولندية وطرق الاندماج في سوق العمل الهولندي.
يقول أبو راشد لشبكة العودة الإخبارية «بدأتُ فعلياً بالبحث عن كافة الأوراق المطلوبة، وتوجّهتُ الى صديقٍ لي ليكون شريكي في هذا المشروع بسبب خبرته في البلد. وقمنا بطلب الترخيص من وزارة التعليم، وبعد كثيرٍ من التعقيدات تمّت الموافقة على طلبنا على أن يكون لدينا عقد مع مدرّس معترف به من وزارة التعليم، فكان لنا ذلك.. وأخذنا الترخيص».
ورغم الكثير من المحبّطين، استطاع أحمد الذي درس بكلية التربية في جامعة دمشق، وصديقه إطلاق مدرستهم عبر موقعٍ إلكترونيّ تحت
إسم "Taal Talent Online"، ليبدءا بالترويج للموقع التعليمي، وليلقى صدىً كبيراً بين اللاجئين لأساليبه الجديدة التي تلائم حاجاتهم. فقدّما الدورات الأولى المبسّطة والمكثفة في تعليم طرق الاندماج بسوق العمل الهولندي كونها مادةً أساسيةً في تعلّم اللغة.
ويضيف أحمد «خلال أول ثلاثة أشهر من بدئنا كان لدينا أكثر من 1200 طالب، والآن نعمل على تطوير المدرسة وتطوير منهاجٍ وكتبٍ خاصة بمدرستنا».
فمع كل تلك التجارب الناجحة التي قدّمها اللاجئون في بلاد المهجر، يدفعنا ذلك لنتساءل عن الفرص التي حُرِم منها آلاف الشباب في أوطاننا العربية ليبرزوا كالأقمار في مجتمعاتهم؟
ويضيف أحمد «خلال أول ثلاثة أشهر من بدئنا كان لدينا أكثر من 1200 طالب، والآن نعمل على تطوير المدرسة وتطوير منهاجٍ وكتبٍ خاصة بمدرستنا».
فمع كل تلك التجارب الناجحة التي قدّمها اللاجئون في بلاد المهجر، يدفعنا ذلك لنتساءل عن الفرص التي حُرِم منها آلاف الشباب في أوطاننا العربية ليبرزوا كالأقمار في مجتمعاتهم؟