recent
أخبار الساخنة

في الذكرى المئوية لوعد بلفور فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يعتصمون أمام السفارة البريطانية في بيروت


حسن بكير
رسالة بعثها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور الى روتشيلد في الثاني من تشرين الثاني من العام 1917 كانت السبب بطرد وتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه.. عُرف فيما بعد بوعد بلفور المشؤوم .. مئة عام والمعاناة مستمرة وتتفاقم.. مئة عام والشعب الفلسطيني ما زال متمسكاً بأرضه وبحق العودة.
في هذه الذكرى الأليمة والمشؤومة، وتحت شعارات "وعد بلفور مشروع مشؤوم وصفقة ملعونة"، و"مشروع صفقة القرن إستكمالاً لوعد بلفور،"وعد بلفورجريمة بحق الشعب الفلسطيني"، نظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية إعتصاماً أمام السفارة البريطانية في بيروت، شارك فيه الى جانب قادة فصائل المنظمة على مستوى لبنان: عضو المجلس الثوري لحركة فتح الأخت آمنه جبريل؛ ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية؛ أمين سر وأعضاء إقليم فتح في لبنان؛ أمين سر حركة فتح في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة؛ ممثلو المؤسسات والجمعيات والهيئات والتيارات اللبنانية والفلسطينية؛ ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت؛ المكاتب الحركية الفتحاوية؛ وحشد من أهالي مخيمات بيروت، وعدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والفضائيات.
ورفع المعتصمون أعلام فلسطين، وألقيت الكلمات، وفي نهاية الإعتصام تم تسليم مذكرة الى سعادة سفير بريطانيا في لبنان السيد كريس راميلينغ، تلا نص المذكرة أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينين وحركة فتح في لبنان الحاج فتحي أبو العردات
وهذا نصها:
سعادة السفير كريس راميلينغ المحترم،
سفير المملكة البريطانية في لبنان
   في الذكرى المئوية ل "وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور" المشؤوم، الذي أسس لقيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، ذلك الوعد الذي أعطى ارض فلسطين " ممن لا يملك لمن لا يستحق"، الذي نتج عنه تهجير واقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره وجلب اليهود من كل بقاع الارض ليقيموا كياناً احلالياً استعمارياً عنصرياً يمارس ابشع أنواع الارهاب المتمثلة بتدمير القرى والبلدات والمدن الفلسطينية وتهجير الملايين من الفلسطينيين الى دول الشتات حيث يعيشون في مخيمات البؤس والحرمان، مع استمرار سلطات الاحتلال في ممارسة التنكيل والطرد والاعتقال والقتل اليومي لأبناء شعبنا، وتهويد ما تبقى من الاراضي الفلسطينية، وانشاء المستوطنات غير الشرعية عليها، ومع تصاعد الحملة الصهيونية على مدينة القدس وتغيير معالمها الأثرية التاريخية والدينية.
ان هذا اليوم المشؤوم الذي مر عليه اكثر من مائة عام، يؤرخ لبداية المأساة والنكبة الفلسطينية باعتباره الجريمة التاريخية التي ارتكبتها الحكومة البريطانية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917 والذي كان البداية الرسمية لمعاناة الشعب الفلسطيني، التي ما زال شعبنا يعاني فصولها حتى يومنا هذا، ويتعرض للاجحاف منذ مائة عام تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، بل وبتشجيع وعون منه، من دون ان يتحرك لاحقاق الحق لاصحابه، لتصحيح الخطأ التاريخي ورفع الظلم والكارثة الكبيرة التي لحقت بالمنطقة بأسرها، نتيجة السياسات الاستعمارية الظالمة التي مارستها وتمارسها الدول الكبرى.
لذا فإننا ندعو الحكومة البريطانية ونطالبها بما يلي:
أولا: ان العدالة القانونية والاخلاقية ومبادئ حقوق الانسان، ومبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الانساني، تلزم بريطانيا في ذكرى "بلفور المشؤوم" بعدم الاكتفاء بالاعتذار، بل ايضاً باعادة النظر بموقفها من القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
ثانياً: ندعو الحكومة البريطانية الى الاعتراف بمسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية عن دعم المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري، الذي ادى الى تشريد شعبنا، وتفتيت نسيجه الاجتماعي، وتمزيق وطنه، والحاق النكبة بشعبنا والكوارث التي نتجت عنها.
ثالثاً: ادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ومقاطعة منتجات هذه المستوطنات، باعتبارها تدخل في باب الجرائم الدولية، والجرائم ضد الانسانية، ونزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وعزل الكيان الاسرائيلي على الصعيد الدولي لحين التزامه بقرارات الشرعية الدولية.
رابعاً: التأكيد على حق شعبنا الفلسطيني المشروع في مقاومة " وعد بلفور"، والانتداب البريطاني على فلسطين قبل النكب، وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الصهيوني، الى ان تتحقق اهدافه الوطنية كاملة، كما اقرتها مؤسساته الوطنية واعترفت بها الشرعيه الدولية.
خامساً: نطالب الحكومة البريطانية الالتزام بالعمل على تنفيذ قرارات الشرعية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة، وممارسة كل اشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على حكومة الاحتلال للالتزام بهذه القرارات.
سادساً: ندعو الحكومة البريطانية الى اغتنام هذه المناسبة الاليمة لتصحيح الخطأ التاريخي، والاعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره في وطنه فلسطين، بما في ذلك حقه في اقامة دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين من ابنائه في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، وفق قرارات الشرعية الدولية والقرار 194، ونناشد الشعب البريطاني المحب للسلام والعدالة الانسانية الى ممارسة الضغط على حكومته لتحقيق ذلك، من خلال تصويت مجلس العموم لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدين ان هذا الاعتراف هو الكفيل بتصحيح ذلك الخطأ، وتمهيد الطريق للسلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط.
كما نؤكد على موقف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس برفض صفقة القرن، وكافة القرارات الاميريكية التي اصدرها الرئيس الاميركي ترامب بشأن مدينة القدس، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده اليها، او لجهة قضية اللاجئين، ومحاولاته المستمرة بشطب حق شعبنا في العودة الى وطنه، من خلال وقفه تمويل وكالة الانروا الشاهد الحي على مأساة شعبنا المستمرة.
ونؤكد رفضنا لكافة القرارات العنصرية التي اقرها الكنيست الاسرائيلي، لا سيما " قانون القومية اليهودية" الذي يعبر عن أبشع انواع التمييز والعنصرية وارهاب الدولة.
اننا نؤكد مجددا ان حقوقنا الوطنية غير قابلة للمساومة، وان القدس ليست للبيع، واننا مستمرون في نضالنا الوطني حتى تحقيق اهدافنا ومشروعنا الوطني في الحرية والعودة والاستقلال.

وألقى صلاح اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية كلمة جاء فيها:
في مثل هذه الايام، كانت فلسطين على موعد مع ابشع جريمة شهدها التاريخ بوضع بلد وارض وشعب تحت مجهر العدوان الاستعماري.
101 عام مرت على وعد بلفور، ولا تزال قوى الاستعمار تساند اسرائيل في السيطرة على باقي فلسطين، وها هي الولايات المتحدة ومن خلال " صفقة القرن" تفتح شهية اسرائيل لسلب المزيد، وتعطيها ضوءا اخضراً وحماية كاملة.
" اذا مر وعد بلفور لن تمر صفقة العصر"، هذا ما قاله الرئيس محمود عباس في كلمته خلال افتتاح اعمال الجلسة المسائية للدورة ال 30 للمجلس المركزي الفلسطيني.
ان "محاولات الادارة الاميركية شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها، تعد استكمالا لوعد بلفور المشؤون ،واليوم صفقة القرن التي اعلنت عنها الولايات المتحدة هي نتاج ذلك، وحلقة ضمن حلقات ذلك الوعد ان الشعب الفلسطيني قدم خلال السنوات الماضية تضحيات كبيرة في سبيل حريته واستقلاله، والدفاع عن ارضه ووطنه وكيانه، لذلك لن تنجح هذه المرة كل محاولات شطب القضية".
بات واضحا تماما ان وعد بلفور هو الذي اسس واعلن لما يسمى بالوطن القومي لاقامة دولة يهودية في فلسطين، وتشريد الشعب الفلسطيني وتم بناءاً على ذلك تسهيل الهجرة اليهودية، وتسهيل دخول السلاح للعصابات الصهيونية التي عاثت فسادا وارتكبت ابشع المجازربق الفلسطينيين.
نريد ان نتخلص من رواية الحقد المتمثلة في اسطورة ارض بلا شعب... لشعب بلا ارض، وسجّل الشعب الفلسطيني في صفحات تاريخه النضالي المزيد من التضحيات على درب مسيرة الكفاح المتواصل من اجل استعادة حقوقه الوطنية.

وكانت كلمة للرفيق علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قال فيها: بالتاريخ  كتبت المملكة البريطانية وبريطانيا بكل مكوناتها على لسان وزير خارجيتها، جريمة العصر حينما اقر بان فلسطين هي الوطن للشعب اليهودي،  ليلتقي مع نازية وعنصرية نتنياهو الذي اعاد التاكيد في رسم طبيعة الكيان الصهيوني بانه كيان تمييز عنصري وتطهيرعرقي،عبر اقراراه بقرار قانون القومية اليهودي الذي يسد الطريق امام اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
في هذا اليوم بالذات، ندعو بريطانيا وحكومتها بمعالجة لتصحيح جريمتها بالاعتذار لشعبنا الفلسطيني، وشعوب امتنا العربية، وكل شعوب العالم، لانها ارتكبت جريمة  ليس بحق الفلسطينيين بل بحق الشعوب العربية وبحق الحرية وبحق العدالة  في هذا العالم .
ندعوها لتصحيح هذه الجريمة بالاعلان المباشر بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين الى ديارهم.
ثم ندعو المجتمع الدولي لكي يتحرك من اجل تطبيق قرارته التي اتخذها بالشأن الفلسطيني، وتمكين الشعب من تسهيل سيادته على ارضه المستقلة، وانهاء الاحتلال وتوفير الحماية  له.
كما ندعو الولايات المتحدة الاميركية التي لا نراهن عليها ولكن نحمّلها المسؤولية بجريمة القرن الجديدة، بان تتراجع عن كل قراراتها  بما فيها العودة عن الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية،  والعودة عن قراراها باقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الامريكية،  وايضا العودة عن وقف التزاماتها تجاه الانروا، وسعيها الحثيث  لتعريف جديد للاجئ ينهي قضيته .
من جهته العميد أبو عفش، وبعد إنتهاء الإعتصام وجّه الشكر لوسائل الإعلام كافة التي يواكبون الحدث الفلسطيني دائماً وباستمرار.. كما وجّه الشكر الى كافة الأجهزة الأمنية َظباطاً ومسؤولين وأفراداً الذين تولوا تنظيم وحماية الإعتصام.
--------------------

google-playkhamsatmostaqltradent