recent
أخبار الساخنة

الموسوي يرعى حفل توقيع كتاب "فلسطين مقاومة حتى ينطق الحجر" للشيخ سعيد قاسم


جنوب لبنان الرشيدية - محمد درويش :

برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب في البرلمان اللبناني السيد نواف الموسوي، وفي ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي أصدرته الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية والهيئة الإسلامية الفلسطينية حفل توقيع كتاب "فلسطين مقاومة حتى ينطق الحجر" للشيخ سعيد قاسم، وذلك في قاعة أبو الهول في مخيم الرشيدية في جنوب لبنان قرب صور ، بحضور امين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية قائد قوات الامن الوطني في منطقة صور العميد توفيق عبد الله و عضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج رفعت شناعة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح بلال قشمر وممثل رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين الشيخ حسن زيات والشيخ غازي حنينة والشيخ ابو علي قدورة وعضو المجلس البلدي في صور السيد علي شرف الدين والسيد ابراهيم شرف الدين والاعلامي الشاعر محمد درويش عضو منبر الامام الصدر الثقافي والحركة الثقافية في لبنان والباحث الفلسطيني محمود دكور والكاتب جهاد دكور والمختار سعيد دقور والمهندس السيد سمير الحسيني وفاعليات وشخصيات وقيادات ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من ابناء المخيم .

عضو المجلس الثوري لحركة فتح في لبنان رفعت شناعة أكد في كلمة له في الاحتفال : أننا كفلسطينيين لم نستسلم في يوم من الأيام، رغم الاجتياح الإسرائيلي ورغم كل ما حصل في السابق ورغم الحصار الإسرائيلي في الداخل ورغم كل عمليات القصف والتدمير، فالشعب الفقلسطيني متمسك بقضيته ومتجذر في أرضه، وهناك قناعة تامة أننا نحن أصحاب حق، وأن هذه الأرض هي أرضنا، ولذلك نحن ما زلنا على طريق الوفاء والتمسك بمبادئنا وأهدافنا الذتي انطلقنا من أجلها.

اما كاتب الكتاب الشيخ سعيد قاسم فقد قال : إنني في كتاباتي هذه أحاول أن أجد قاعدة فكرية لننطلق منها لدراسة الواقع، وبالتالي لا بد أن ندرك أنه لا يمكن أن نفصل بين المفهوم الوطني والمفهوم الديني على أرض فلسطين وما حولها من الأرض التي باركها الله وقدسها.





بداية تحدث النائب الموسوي فقال بكل واقعية إن الشعب الفلسطيني أنطق الحجر، وكان لهذه الصخرة الصماء أناشيد البطولة والشجاعة، إلاّ التماسيح من هذه الأمة التي فاقت في صلابة قلبها وخشونة طبعها حتى الأحجار الصماء التي صارت أسلحة في يد الطفل الفلسطيني.

وأضاف : اليوم ويصادف ذكرى وعد بلفور المشؤوم، لكننا في زمان تجاوز الأمر فيه ما يسمى وعد بلفور، فنحن أمام ما أسوأ من ذلك، ألا وهو وعد ترامب للإسرائيليين بأن يكون لهم دولة يهودية على جميع فلسطين، وعلى أن يجري الاعتراف بالقدس عاصمة لهذه الدولة اليهودية، وإذا لم يكن غريباً هذا الأمر على دولة لطالما كانت منحازة بنحو مطلق إلى المصالح الإسرائيلية، ولكن بعض الغرابة في أنه لم يبقَ للأسف الآن من عرب يواجهون هذه الهجمة الجديدة والوعد المشؤوم الجديد، إلاّ قلة في العالم العربي.

وتابع : إن سوريا التي تتعافى من العدوان الذي شن عليها، تقف في وجه وعد ترامب المشؤوم الجديد، وكذلك لبنان بمقاومته ووطنييه يقفون في مواجهة وعد ترامب المشؤوم، والمقاومة العراقية والوطنيون العراقيون يقفون في مواجهة المؤامرة الجديدة، وأبطال الشعب اليمني الذين لا شك في حبهم لفلسطين وللشعب الفلسطيني، بحيث كانوا يتظاهرون تحت سلاح الطيران هم أيضاً في مواجهة هذه المؤامرة الجديدة التي وإن لم تعرف تفاصيلها، إلا أننا بتنا على ثقة بأن ما يخطط لفلسطين هو لا دولة فلسطينية، حتى ما يمكن أن يعترف به في الضفة الغربية، سوف يكون معازل فلسطينية، فلا قدس للفلسطينيين، ولا عودة لهم، وبالتالي فإن الحد الأدنى من الحد الأدنى الذي ارتضته في وقت من الأوقات اتجاهات فلسطينية، لم يعد مقبولاً.

وأردف : لقد طالبنا وفد نيابي فرنسي كحزب الله في إطار الاجتماع الذي عقده هذا الوفد مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بأن ننهي الخطاب الذي لا يعترف بالكيان الصهيوني، لأن هذا الخطاب يشكل مسّاً بالأمن القومي الفرنسي من ناحية أنه يؤدي إلى زيادة نزعتين، هاتان النزعتان يصفهما النائب وعموماً الوفد الذي زارنا، بأنهما تهديد لوحدة فرنسا، وليس فقط تهديد لأمنها، ويحمّل مسؤولية نزعة ما يسميها معاداة السامية، ومعاداة المسلمين، للخطاب الذي لا يعترف بالكيان الصهيوني، ونحن بدورنا قلنا للنائب الذي تربطنا به صداقة طويلة، إذهبوا وأقيموا دولة فلسطينية برئاسة أبو مازن، ثم تعالوا وحدثونا عن السلام.

ولفت إلى أن المجلس المركزي لحركة فتح أخذ بالأمس قرارات تاريخية مهمة، ونحن نقول لجميع الأصدقاء في العالم الغربي، بأن اتجاهاً فلسطينياً أساسياً جرب ما كنتم تدعون إليه، بحيث تعترف وهذا هو الطريق إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما موضوع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وقد مضى من عام 1991 عقود حتى عاد هذا الاتجاه الفلسطيني ليقول كل ذلك لم ينفع في إعادة الحقوق الفلسطينية، وهنا نصل إلى الكلمة التي قالها الرئيس نبيه بري في جنيف، حيث قال أنا كنت أتحدث عن فلسطين عندما أشارك، ولكن الآن لا كلام عن فلسطيني إلاّ من باب المقاومة، وبالتالي الآن ما عاد لدينا ترف الخيار بين أن نسلك هذا الدرب أو ذاك، فأقفلت الدروب جميعاً، ولم يعد متاحاً إلاّ درب المقاومة، الذي يتقنه الشعب الفلسطيني.

وشدد النائب الموسوي على أن الشعب الفلسطيني أدرك اليوم بجميع اتجاهاته، أن لا سبيل لاستعادة الحق الفلسطيني إلاّ عن طريق المقاومة، ونحن كنا مع الشعب الفلسطيني قبل ذلك بجميع فصائله، واليوم نحن مع الشعب الفلسطيني بجميع فصائله، لا سيما بعد توحد الدروب في درب واحد هو درب المقاومة، فالشعب الفلسطيين لا يحتاج إلى معلم، فهو يخترع السلاح الخاص والمناطيد التي تحمل مواداً مشتعلة، ولذلك عندما جاءنا حفيد المهاتما غاندي، قال إنه نصح الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما التقاه بالأردن بأن يقوم الشعب افلسطيني بمسيرة سلمية باتجاه الضفة الغربية، فقلنا له هذا فلعه الشعب الفلسطيني في غزة، وفي غمضة عين، راح أكثر من 400 شهيد و1500 جريح فلسطيين.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى معلم في درب المقاومة، فهو يحتاج منا إلى أن نكون إلى جانبه، ونحن في حزب الله فلسطينيين بالفطرة، فالحاج عماد مغنية والسيد ذوالفقار وبقية إخواننا المجاهدين، ما اعتبروا في عام 2000 أنه انتهت مهمتهم، فالحاج عماد مغنية قال في العام 2000 المهمة واضحة والهدف محدد، تحرير فلسطيني وإزالة إسرائيل من الوجود، وهذا ليس كلاماً يحمل طابع التمني أو من قبيل ذلك، بل على العكس تماماً، فالآن وبالرغم من أننا في أسوأ وضع استراتيجي عربي كما يقال، إلاّ أن إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام مهددة على نحو ما هي مهددة عليه الآن.

وأضاف في ما يتعلق بواجباتنا تجاه الشعب الفلسطيني، نحن نقول إن الحال التي يقيم بها الفلسطينيون في لبنان تجعلنا نشعر بالخجل، ولا نقبل لأهلنا أكانوا لبنانيين أو فلسطينيين هذا النوع من العيش، وعليه فإننا نسأل من لا زال يتخوف من التوطين، كيف ستمنع التوطين الذيهو في مقدمة الدستور في ظل عدم وجود تسوية سياسية، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني يقولها بملء الفم لا يريد توطيناً ولا بديلاً عن فلسطين، فعندما يكون بآخر الأرض في أستراليا وكندا، يكون قلبه دائماً مشدود إلى فلسطين.

وقال : من يريد منع التوطين في لبنان، عليه أن يسلك درب مقاومة العدوان الصهيوني لتحرير فلسطين، فالتضييق على الفلسطينيين في لبنان بإقامتهم وأعمالهم، لن يعيد الفلسطينيين إلى فلسطين، وإذا تم تشتيتهم في بقاع الأرض، فلن تحل المشكلة، حتى لو بقي 10 آلاف فلسطيني في لبنان، لأن البعض يمكن يكون مسرور في داخله، أنه استطاع من أوائل التسعينات عندما بدأت عملية التسوية إلى الآن، تخفيض عدد الفلسطينيين في لبنان، من 600 ألف فلسطيين إلى 250 ألف فلسطيني تقريبا كما قالت الإحصاءات التي قامت بها لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، فهذا لن يحل المشكلة، وبالتالي من يظن أن منع الفلسطيني من إعطائه حق تملك شقه، سيؤدي إلى منع التوطين، فهو واهم، فهذا لن يؤدي سوى إلى جعل شروط عيش الفلسطيني في لبنان أسوأ، وبالتالي الدفع بالعلاقات اللبنانية الفلسطينية إلى التوتر، في حين أن المطلوب أن نكون في خندق واحد، وكتفاً إلى كتف، لخوض معركتنا الواحدة في مواجهة العدو الصهيوني، الذي لا يزال يحتل أراضي لبنانية، ويعتدي على المنطقة الاقتصادية الخالصة التي فيها ثرواتنا الطبيعية.

وتابع : إن حرمان الفلسطيني من حق العمل لا يؤدي إلى منع التوطين، ولذلك فإن الحجج التي توضع الآن من منع تملك إلى منع العمل، لا قيمة لها إذا كان من يدافع عن هذا المنع يعتبر أنه يمنع التوطين، ولذلك نحن ندعو جميع القوى السياسية اللبنانية إلى إعادة النظر في موقفها من حق الفلسطيني في تملك شقة، ومن منح الفلسطينيين حق العمل، ونحن لا نتحدث عن موقفنا الذي تعرفه الناس جميعاً سواء داخل مجلس النيابي أو خارجه.

وختم النائب الموسوي : إن تمكين الفلسطينيين من تملك شقة في لبنان، يحرك السوق العقاري الراكد في لبنان، والتحويلات المالية للفلسطينيين إلى الداخل اللبناني، سوف تسهم في زيادة احتياطي العمولات الصعبة، فالبعض في لبنان لا يفهم سوى بهذه اللغة، فنحن وبعض الأصدقاء أجرينا دراسات منذ حوالي 8 سنوات، تبيّن أن منح الفلسطينيين حق العمل، يشكل مورداً هاماً للخزينة اللبنانية، لأنه سيدفع ضرائب على الأرباح التي يجنيها على دخله، ولذلك ندعو جميع القوى السياسية اللبنانية أن لا تواصل هذا الموقف غير الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني القائم على منعه من حق تملك شقة أو على منعه من العمل بحجة منع التوطين، بحجة أن هذا نص دستوري، فلن يمنع التوطين إلاً بتحرير فلسطين، ولن تحرر فلسطين إلاّ عن طريق المقاومة ودربها.


google-playkhamsatmostaqltradent