هذه الثمرة اللذيذة التي تؤكل مبردة في الصيف فتضفي المتعة والبهجة والإنتعاش في أيام الصيف القائظ لأكليها، ولعل أجمل الأنواع التي اشتهرت في بلاد الشام المشمش البلدي والعجمي والمستكاوي (شكر برة) والتي تتميز بلذة طعمها وحلاوة مذاقها نعمة من الله وفضل سبحانه وتعالى، ولعل فوائد المشمش تتعدى طعمه الزكي ومنظره اللذيذ إلى فوائد مذهلة لا يصنعها ولا يضعها إلا الخالق الباريء المبدع المصور العظيم، فالله تعالى قد أودع في المشمش منظومة من مضادات الأكسدة التي يندر أن تجتمع في طعام واحد إلا قليلا.
فهو غني جدا بفتامين ج والبيتا كاروتين (الصبغة البرتقالية في الجزر) وهو أحد مشتقات فيتامين أ، وهو غني بمجموعة متميزة كبيرة من مضادات الأكسدة المختلفة مثل
Quercetin, Proanthocyanidins, Catechins, Epicatechins, Hydroxycinnamics, Gallic acid, Caffeic acid, Coumaric acid, Ferulic acid
ولذلك كانت منظومة مضادات الأكسدة هذه الموجودة في المشمش لا تؤدي فحسب كل الوظائف الاعتيادية لمضادات الأكسدة العادية من الحماية من الشيوخة والحفاظ على نضارة الجلد وشبابه وجماله والوقاية من تصلب الشرايين وجلطات الدماغ وداء باركنسون وألزهايمر والساد (تليف العدسة – الماء الأبيض) فقط، إنما تشير الدراسات أن تناول المشمش يحمي البصر من آثار الشيخوخة ومن الضعف من خلال المحافظة على الشبكية فمركب اللوتين في المشمش يحمي شبكية العين من الضوء الأزرق وتأثيره السلبي عليها.
وتشير الدراسات أن مضادات الأكسدة هذه تحمل تأثيرا مضادا لمجموعة من السرطانات منها سرطان الرئة والحنجرة والمريء التي تكثر عند المدخنين ولذلك ننصح المدخنين بالإقلاع أولاً ثم الإكثار من تناول المشمش، ونظراً لغنى المشمش بالحديد فينصح الشابات الصغار والنساء بسبب غزارة الدورة الشهرية والأطفال الصغار سيئي التغذية والذين يعانون من فقر الدم بنقص الحديد بالإكثار من تناول المشمش، ويعتبر المشمش صديقا للجهاز العضلي الهيكلي وذلك نظرا لغناه بالكالسيوم ولذلك كان مصدرا طبيعياً للكالسيوم لمن يعانون من لين العظام من الاطفال وهشاشية العظام عند المسنين ونقول لهم جميعاً ألف صحة وعافية، والحمد لله رب العالمين على نعمه وهناك فوائد عظيمة للمشمش للدم والصغار والنساء ولمرضى المفاصل والكوليسترول أيضاً.*
